مهندسون ومزارعون يتوقعون انخفاض إنتاج محصول القمح إلى 80 بالمئة في ديرك

ديرك ـ نورث برس

توقع مهندسون زراعيون ومزارعون انخفاض إنتاج محصول القمح إلى 80 بالمئة هذا العام نتيجة شح الهطولات المطرية في منطقة ديرك (المالكية)، شمال شرقي سوريا.

وقدَّر المهندسون كمية الهطولات المطرية في منطقة ديرك حتى هذه الفترة من العام الجاري بـ300 ملم، بينما تجاوزت كمية الهطولات في ذات الفترة من العام الماضي الـ500 ملم.

ويحتل القمح المرتبة الأولى من حيث المساحة المزروعة في ديرك بمساحة بلغت 350 ألف دونم، يليه الكزبرة بمساحة 150 ألف دونم، ثم 50 ألف دونم للحمص، بحسب مؤسسة الزراعة في ديرك.

إنتاج منخفض

وقال سليمان خليل (65 عاماً) وهو مزارع من قرية مامشور، إن محصول القمح في طور التسنبل حالياً وفي حال لم تهطل الأمطار خلال عشرة أيام فإن الجذور ستفقد رطوبتها وتجف. “وبالتالي فإن الإنتاج سينخفض إلى 80 بالمئة.”

كما أن الإنتاج لن يكون صالحاً للبذار، “وبالتالي فإن الفلاح سيتعرض لخسارة كبيرة. الأرض الخصبة لن تنتج أكثر من 6 أكياس للهكتار الواحد.”

واعتبر المزارع بدر الدين الكردي (75 عاماً) وهو من ريف ديرك، أن “وضع الزراعة سيء بنسبة مئة بالمئة، وإذا لم تهطل الأمطار سيخسر المزارع مصاريف البذار والحراثة والأسمدة.”

وأدى شح الهطولات المطرية لتضرر ما يقارب 80 بالمئة من الأراضي المزروعة في المنطقة، لكن الأراضي المحاذية لنهر دجلة لديها فرصة بتحسن الإنتاج إذا هطلت الأمطار خلال الأسبوع القادم، “وإذا لم تهطل فإن إنتاج القمح سيكون قليلاً والحبة ستكون رفيعة”، بحسب “الكردي”.

وزرع عبد الرحمن سمكمور (70 عاماً) مزارع من قرية مزرة شمال ديرك، 200 هكتار موزعة بين بالقمح والحمص والكزبرة والحلبة، وكانت الهطولات المطرية على منطقته أفضل من غيرها.

لكن تلك المياه تجف سريعاً لأنها غير كافية ولأن معظم الأراضي المزروعة بالقمح هذا العام كانت مزروعة بمحاصيل مثل الحلبة والكزبرة وغيرها في العام الماضي، فهي بحاجة لكمية أكبر من المياه، بحسب “سمكمور”.

محصول بخطر

وأشار إلى أنه منذ أسبوع بدأت تظهر على القمح علامات مدى احتياجه للمياه “وإذا لم يهطل المطر فإن المحصول سيكون بخطر.”

ولتلافي أكبر قدر من الخسارة في المحصول، يلجأ مزارعون لسقاية أراضيهم حسب الإمكانيات، حيث تحتاج للسقاية لمنتصف الشهر القادم.

ويترتب على المزارع الذي يسقي أرضه تكاليف تتفاوت بحسب مساحة الأرض وعدد العمال.

وطالب مزارعون برفع سعر محصول القمح “لأنهم لن يبيعوه بسعر منخفض في ظل تكاليف السقاية.”

كما دعوا لضرورة دعم القطاع الزراعي، وأشاروا إلى وجود ثلاثة سدود مائية بمنطقة ديرك، “ولكن ليس هناك مساعدة للمزارعين للاستفادة منها.”

وقال صلاح  حمزة، وهو الرئيس المشارك لمؤسسة الزراعة والثروة الحيوانية في منطقة ديرك، لنورث برس، إن كمية الهطولات المطرية تحسنت خلال شهر آذار/مارس الماضي.

ولكنها عاودت الانقطاع، وأصبحت حالة المزروعات دون المستوى الجيد خاصة في القرى الجنوبية بريف ديرك، بينما لا تزال الأراضي المحاذية لنهر دجلة مقاومة للجفاف، بحسب “حمزة”.

قال إن المزروعات تحتاج في هذه الفترة لكمية وفيرة من المياه لأنها في مرحلة التسنبل وامتلاء الحبة.

وأضاف: “إذا لم تتحسن الهطولات في وقت قريب سينخفض الإنتاج إلى أكثر من 80 بالمئة في منطقة الكوجرات وإلى 40 بالمئة في المناطق المحاذية للنهر.”

وأشار “حمزة” وهو أيضاً مهندس زراعي، إلى أن تحسن الإنتاج يتوقف على الظروف الجوية وأن ما تستطيع مؤسسة الزراعة والثروة الحيوانية تقديمه للمزارعين هو تأمين المازوت لتشغيل المولدات ونقل المياه لري أراضيهم.

ولم تتجاوز مساحة الأراضي التي طلب أصحابها تراخيص للحصول على مادة المازوت وسقايتها من الآبار، الـ500 هكتار قبل الانحباس الأخير للأمطار، لكنها تجاوزت الـ1000 هكتار مؤخراً، بحسب المهندس الزراعي.

إعداد: سولنار محمد ـ تحرير: معاذ الحمد