تل تمر – نورث برس
يشتكي مربو المواشي في بلدة تل تمر، شمال الحسكة، شمال شرقي سوريا من عدم حصولهم على مادة النخالة من الإدارة الذاتية في ظل اعتمادهم على الأعلاف كمصدر أساسي لتغذية ماشيتهم، بسبب قلة النباتات العشبية التي ترعاها الأغنام.
وفي السادس من كانون الثاني/ يناير الفائت، قرر المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا بالتنسيق مع هيئة الاقتصاد وشركة تطوير المجتمع الزراعي، تخفيض سعر النخالة العلفية من 430 ليرة إلى 300 ليرة سورية.
ونص القرار على إجراء إحصاء للثروة الحيوانية في شمال شرقي سوريا على أن يتم توزيع النخالة من المطاحن على المربين عن طريق لجنة مؤلفة من اتحاد الفلاحين وهيئات ولجان الزراعة ومندوبين من المجالس البلدية.
توقف التوزيع
لكن منذ أكثر من عشرين يوماً، توقفت لجنة الزراعة في الدرباسية عن توزيع مادة النخالة، بسبب تفشي فيروس كورونا والإجراءات الوقائية المتعبة للحد منه، بحسب اللجنة.
وقبل ذلك، وبحسب لجنة الثروة الحيوانية بتل تمر فإن 90% من مربي المواشي لم يستلموا النخالة العلفية رغم مرور شهرين على رفع أسماءهم.
وفي السادس من الشهر الجاري، بدأ الإغلاق الكلي في مدن القامشلي والحسكة والرقة وريف دير الزور واستمر لمدة أسبوع، بالتزامن مع حظر جزئي في بقية مناطق شمال شرقي سوريا.
ومددت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الإغلاق الكلي لعشرة أيام أخرى على كامل مناطقها، حيث دخل الإغلاق الجديد حيز التنفيذ اليوم الثلاثاء ومن المقرر أن يستمر حتى الثاني والعشرين من الشهر.
وتحتل تربية الماشية المرتبة الثانية بعد الزراعة كمصدر دخل بالنسبة لسكان ريف الحسكة، حيث يوجد أكثر من 100 ألف رأس ماشية في منطقة تل تمر فقط، وفق إحصائيات قسم الثروة الحيوانية بالبلدة.
وقبل فرض الإغلاق الكلي، حاول مربو المواشي بيع عدد من مواشيهم في سوق الماشية بأسعار أقل من نصف سعرها تجنباً للوقوع بمزيد من الخسائر، في ظل اتهامات للتجار باحتكار المواد العلفية وبيعها بأسعار مرتفعة.
ومؤخراً، بلغ سعر طن التبن (بقايا محصولي القمح والشعير) 600 ألف ليرة سورية، فيما يباع الطن من الشعير بمليون و200 ألف ليرة.
وذكر أصحاب الماشية أن حركة البيع والشراء كانت ضعيفة، في ظل زيادة العرض بدل الطلب.
وبحسب قولهم، فإن الخاروف الذي كان يباع بـ 500 ألف يباع حالياَ بأقل من 200 ألف، والذي كان يباع بمليون ليرة، اليوم يباع بأقل من 500 ألف.
“كارثة كبيرة”
وقال خالد الرتيمي (52عاماً) وهو مربي ماشية ويملك 400 رأس غنم، “قدمت أكثر من مرة للحصول على العلف من مديرية الثروة الحيوانية لكن دون جدوى.”
وأضاف: “نحن أمام كارثة كبيرة ووضع معيشي مأساوي.”
ويشير مربون إلى أن كل يوم تزداد خسائرهم أكثر بسبب مواصلتهم إطعام رؤوس الماشية دون القدرة على تصريفها، في ظل إعادة تعليق معبر فيشخابور في إقليم كردستان العراق، الاثنين الماضي، بعد أربع أيام فقط من استئناف التصدير.
وقال نواف حمو (72عاماً) وهو مربي ماشية بتل تمر ويمتلك 300 رأس ماشية، إن “جميع أصناف طعام المواشي باهظة جداً، فدعم الثروة الحيوانية معدومة بشكل كامل.”
وأضاف بنبرة استياء: “لا أحد يكترث لأمرنا، هذا العام أخذت ضمان للتبن بثمانية آلاف للدونم الواحد.”
لكن الرئيس المشارك للجنة الزراعة في مدينة الدرباسية، صالح معمي، قال إن كميات النخالة التي تصلهم من المطاحن لا تكفي لطلبات كافة مربي المواشي.
وقال “معمي” في تصريح لنورث برس إنه وبسبب قلة مساحات الرعي، بات جميع مربي المواشي يتوجهون لمراكز الثروة الحيوانية طلباً للعلف “حيث تعجز المطاحن عن تلبية كافة الطلبات.”
وأضاف “معمي” أنهم لا يعرفون حتى الآن كيف ستؤول الأمور خاصة مع تمديد الإغلاق الكلي، “ليس هناك خطة بين أيدينا في الوقت الحالي حتى انتهاء الحظر.”