سياسي سوري: الدولة ليست مع الإدارة الذاتية والفيدرالية وأقصى ما تقدمه للكرد لا مركزيةً إداريةً

الرقة – عدنان منصور – NPA
قال معارضان سوريان بأنّ القوات التركية والأمريكية في سوريا قوات احتلال، وأن حديث الرئيس السوري بشار الأسد هو موقفٌ سابقٌ، وأن حديث المحافظة على التراب السوري ليس موجّهاً لتركيا، وأنها غير موافقة على المنطقة الآمنة وتبقى مستمرةً في محور الممانعة بسبب النفوذ الإيراني الكبير ولمواجهة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.
وأكّد منذر خدام عضو هيئة التنسيق الوطنية السورية حول حديث الرئيس السوري عن التمسك بالتراب السوري، بأن هذا موقفٌ عامٌ لطالما ردّده مسؤولون في الحكومة السورية، معتبراً أنّ الحديث ليس موجّهاً لتركيا وحدها التي وصفها بأنها "كانت توافق دائماً على وحدة سورية في جميع البيانات التي صدرت عن قمة استانا".

ويتابع خدام قائلاً: "بلا شكٍ قد يكون لتركيا أطماعاً في الجغرافيا السورية، لكنها في المرحلة الراهنة سوف تركز على استقرار نفوذها في شمال سوريا، وخصوصاً من خلال تغيير التركيبة السكانية".
ويرى خدام أن "النظام مستعدٌ لضمان أمن الحدود في أية صفقةٍ محتملةٍ مع تركيا، لكنه لا يستطيع الموافقة على الرؤية التركية للمنطقة الآمنة".
ويشدّد عضو هيئة التنسيق الوطنية أنّ الوضع الاقتصادي صعبٌ جداً "خصوصاً مع تنامي دور حيتان الفساد"، ويردف أن "معدل الفقر في سورية، يزيد عن /85%/، ما دفع كثيرين إلى تأمين قوتهم بطرقٍ غير مشروعةٍ".
وحول تأكيد الرئيس السوري على الالتزام بمحور المقاومة والممانعة علَّق خدام قائلاً: "لا يستطيع النظام الخروج مما يسمى محور المقاومة نظراً للنفوذ الإيراني الكبير في البلاد، وعدم انفتاح الدول العربية عليه بأوامر أمريكية".
في حين يؤكد أمين عام الجبهة الديمقراطية السورية المعارضة، محمود مرعي، لـ"نورث برس" أنّ هذا الموقف من المحافظة على التراب السوري، هو "موقف الدولة السورية والجيش السوري والرئيس بشار الأسد، منذ فترةٍ طويلةٍ."، ويعتبره "موقفاً مهماً واستراتيجياً".

 

 

ويضيف أنّ الرئيس "أكدّ أكثر من مرةٍ التزامه بتحرير كافة الأراضي السورية من الإرهاب والاحتلالات سواءً التركية أو الأمريكية، أو كل القوات غير الشرعية التي تسيطر على جزءٍ من الجغرافيا السورية".
كما يرى مرعي فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة أنّ الحكومة السورية تعتبر القوات الأمريكية والتركية، "قوات احتلال" وتعتبر موقف المنطقة الآمنة "معادياً لسوريا" مؤكّداً "عدم قبولها (أي الحكومة السورية) بالمنطقة الآمنة أو سيطرة ودخول القوات الأمريكية والتركية ضمن الأراضي السورية".
ويضيف المعارض الداخلي السوري أنّه "يجب على الحكومتين الأمريكية والتركية التنسيق مع الدولة السورية، وطالما أنهما لا ينسقان فكل هذه الإجراءات باطلةٌ وغير حقيقيةٌ وغير ملزمةٌ للدولة السورية."
ويرى مرعي "على الشعب العربي السوري في هذه المنطقة، مقاومة المنطقة الآمنة والمنطقة العازلة، ومقاومة كل هذه الأفكار".
ويؤكّد على أنّ "الدولة السورية ليست مع الإدارة الذاتية أو الفيدرالية أو الكونفدرالية، بل أقصى ما تقدمه الدولة السورية للكرد في المنطقة أي "قسد ومسد" هو لا مركزية إدارية (إدارة محلية موسعة)".
فيما يتحدّث عن أنّ اتفاقية أضنة بين سوريا وتركيا، ملزمةٌ للطرفين، وتوضّح أنّ السيادة على الجغرافيا والحدود السورية للدولة السورية، مع حقٍ للقوات التركية بـ"ملاحقة الإرهابيين والخروج من الأراضي السورية، ولا يحق لتركيا إقامة مواقع عسكرية ثابتة أو نقاط مراقبة في الداخل السوري".
ويشدّد  محمود مرعي على أنّهم في المعارضة الوطنية الداخلية، مع الدولة السورية، في وجوب "تطبيق اتفاقية أضنة التي ترسم الحدود وتنظم العلاقة بين الدولتين أي بين تركيا وسوريا".
كما يؤكد "نحن مع الأمن القومي التركي والأمن الوطني السوري، كما أنّ الدولة السورية ليس من مهامها حماية الإرهاب أو الإرهابيين، لأن الدولة تعاني منهم من خلال عشرات الميليشيات والقوى الإرهابية التي تواجدت ولا تزال على الأراضي السورية".
وحول الوضع الاقتصادي يرى مرعي أنّ الوضع "قاسٍ جداً ومرهقٌ وصعبٌ، وقسوته انعكست على المواطن السوري وبخاصة الموظفين وأصحاب الدخل المحدود وصغار الكسبة".
وكشف عن أن أكثر من /80%/ منهم أصبح تحت خط الفقر نتيجةً لحربٍ استمرت أكثر من /8/ سنوات، وعقوباتٍ اقتصاديةٍ مفروضة على سوريا ونتيجة عدم تمويل إعادة الإعمار، ويربط ذلك بالحلّ السياسي و"بشروطٍ غربيةٍ على حساب مصلحة سوريا حكومةً وشعباً".
وفيما يتعلق بمحور المقاومة والممانعة، أكّد أمين عام الجبهة الديمقراطية السورية محمود مرعي أنّ سوريا "جزء من هذا المحور الممتد من طهران إلى بغداد ودمشق وبيروت وصولاً إلى غزة، الذي يقف في مواجهة المشروع الصهيوني – الأمريكي في المنطقة".
وختم قائلاً: "العدو الصهيوني يحاول استفزاز سوريا والعراق وحزب الله وإيران، من خلال غاراتٍ طالت مناطق متفرقةً من سوريا والعراق، لذا فإن هذا المحور يستعد لمواجهةٍ قد تكون طويلة".