الإدارة الذاتية تناشد المنظمات الدولية لمنع “كارثة” جراء تفشي كورونا في مناطقها
القامشلي – نورث برس
وجهت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الاثنين، نداءً عاجلاً إلى المنظمات الدولية لمنع حدوث كارثة انسانية جراء تفشي فيروس كورونا على نحوٍ خطير يصعب السيطرة عليه في المنطقة.
وبلغ عدد المصابين بالفيروس في مناطق الإدارة الذاتية، حتى الآن، 12.236 إصابة مؤكدة، منها 422 حالة وفاة و1.365 حالة تماثلت إلى الشفاء، بحسب هيئة الصحة.
“مرحلة خطيرة”
وقال جوان مصطفى، الرئيس المشارك لهيئة الصحة في شمال وشرق سوريا، خلال مؤتمرٍ صحفي عقده الاثنين في مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، إن “المنطقة تعاني من هجمة شرسة للموجة الثالثة لفيروس كورونا.”
وأضاف: “وصلنا إلى مرحلة خطيرة جداً والوضع ينذر بكارثة في شمال وشرق سوريا نتيجة الإمكانات الضعيفة غير القادرة على التصدي للفيروس.”
وأشار إلى أن “أعداد المصابين في تزايدٍ مستمرٍ ونحن غير قادرين على إيقاف الانتشار، كما أن العينات التي يجري فحصها هي عينات عشوائية، والأعداد الحقيقية أكبر من ذلك بكثير.”
وأمس الأحد، قررت الإدارة الذاتية فرض إغلاقٍ كلي في مناطق شمال شرقي سوريا، يبدأ من يوم غد الثلاثاء ويستمر لعشرة أيام نتيجة تزايد الإصابات والوفيات.
وتعليقاً على ذلك، قال “مصطفى”: “نتفهم الوضع المعيشي الصعب ونعلم أن ذلك سيؤثر كثيراً لا سيما على الفئة التي تقتات على الكسب اليومي، ولكن نحن أمام وضع صعب ينذر بكارثة قد تكون في الأيام القليلة القادمة.”
وحذر من أن “هناك العشرات من حالات الوفاة ومئات الإصابات بشكلٍ يومي (..) وإذا لم نتعاون في هذه الفترة الحرجة جداً سنتوجه للأسف الشديد إلى وضع كارثي.”
مخاوف من كارثة
وبخصوص التواصل مع منظمة الصحة العالمية، قال المسؤول عن القطاع الصحي في مناطق الإدارة الذاتية، إنها “غير جادة في تقديم أي دعم لشمال وشرق سوريا، وكل ما تم نقاشه مع المنظمة لم يرتق إلى الواقع العملي، وتحديداً في مسألة تقديم اللقاح، وهذا أيضاً سبب للكارثة التي نتوقع حدوثها.”
ووجّه “مصطفى” نداءً عاجلاً إلى جميع المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية للتدخل الفوري ومنع حدوث كارثة إنسانية في شمال وشرق سوريا.
وقال: “جميع مراكزنا التي قمنا بتجهيزها للتصدي للفيروس باتت ممتلئة ونقترب من حاجز فقدان السيطرة على الفيروس وانتشاره خارج سيطرة هيئة الصحة.”
وتبلغ حصة سوريا من اللقاح مليوناً وعشرين ألف جرعة كتوقعات أولية في قائمة تضم البلدان التي ستحصل على اللقاح وفق اتفاقية “كوفاكس”، لكن لا مؤشرات على حصول سكان شمال وشرقي سوريا على أي حصة منها.
ويرى مسؤولون عن القطاع الصحي شمال شرقي سوريا إن منظمة الصحة العالمية تعتمد على إحصاءات ومعلومات مسيسة وغير دقيقة للنظام السوري، وهي السبب في التوزيع غير العادل للمساعدات الطبية.
“مسؤولية محلية”
وطالب جوان مصطفى سكان شمال وشرق سوريا بالتعاون مع الفرق الطبية وقوى الأمن الداخلي لتطبيق قرارات وتوجيهات هيئة الصحة في شمال وشرق سوريا.
وكانت تسجيلات وتقارير مصورة لنورث برس في المدن الرئيسة في شمال وشرقي سوريا قد أظهرت خروقات للإغلاق الكلي الذي فرضته الإدارة الذاتية من خلال استمرار حركة التنقل رغم الالتزام بإغلاق المحال وتوقف معظم الأعمال.
كما دعا جميع الكوادر الطبية السورية العاملة في الخارج لتقديم الدعم لشمال وشرق سوريا والتوجه إلى المنطقة ليكونوا “سنداً لشعبهم في التصدي لهذا الفيروس.”
ومددت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، الأحد، الإغلاق الكلي لعشرة أيام أخرى ليشمل كامل مناطق شمال وشرقي سوريا، وذلك للتصدي لجائحة كورونا.
وكان الأسبوع الأول من الإغلاق الكلي الذي ينتهي اليوم، قد شمل مدن القامشلي والحسكة والرقة وريف دير الزور ليستمر لمدة أسبوع، بالتزامن مع حظر جزئي في بقية مناطق شمال شرقي سوريا.
كما بدأ الإغلاق الكلي في مناطق إقليم الفرات يوم الجمعة الماضي.