توجهٌ لزراعة الأشجار المثمرة في ريف الرقة على حساب محاصيل تقليدية

الرقة – نورث برس

توجه عدد من المزارعين في أرياف مدينة الرقة، شمالي سوريا، هذا العام لزراعة الأشجار المثمرة وذلك بعد سنوات من تردي إنتاج المحاصيل التقليدية.

ويقول هؤلاء المزارعون إن إنتاج الأشجار المثمرة مقارنة مع المحاصيل الزراعية الأخرى “جيد”، حيث أن زراعة مساحات قليلة من الأراضي لا تتجاوز أربع أو خمس بالفواكه يعادل مساحة 50 دونماً من المحاصيل التقليدية كالقطن أو القمح.

لكن انتشار وباء كورونا والإجراءات الاحترازية من تفشي الفيروس في شمال شرقي سوريا، العام الفائت، أثر على أسعار إنتاج الأشجار المثمرة في ريف الرقة، حيث اضطر معظم المزارعين لبيع إنتاجهم للتجار بأسعار أقل من العام 2019.

وقال رئيس مكتب الإحصاء في لجنة الزراعة التابعة لمجلس الرقة المدني، محمد الرجب، إنه ما من إحصائية دقيقة للمساحة التي تم زراعتها بالأشجار المثمرة هذا العام.

ويعود ذلك لعدم فتح لجنة الزراعة الباب أمام المزارعين لتراخيص مساحات الأراضي المزروعة بالأشجار، بحسب “الرجب”.  

لكنه أشار إلى أن التوسع في زراعة الأشجار غالباً ما يكون على حساب الأراضي المروية المخصصة لزرعة المحاصيل الأساسية كالقمح والقطن.

وبحسب إحصائية موسم ٢٠٢٠، فإن عدد الأشجار المثمرة في ريف الرقة يقدر بنحو مليوني شجرة على مساحة من الأراضي المروية تقدر بستة آلاف دونم، معظمها تقع في الريف الرقة الجنوبي وعلى أطراف نهر الفرات، بحسب مكتب الإحصاء.

وتعتبر منطقة الكسرات السلة الغذائية التي تزود المنطقة بمختلف أنواع الفواكه الصيفية كما سبق أن تم تصديرها إلى العراق، بحسب مزارعين من المنطقة.

وهذا العام، زرع منذر الفايز (24عاماً)، وهو مزارع من قرية أم التنك 40 كم غرب مدينة الرقة، أرضه بشكل كامل بالأشجار المثمرة، وتوقف عن الزراعات التقليدية.

وخلال السنوات الماضية، كان المزارع يزرع أرضه (14 دونماً) بمختلف أنواع المحاصيل، “ولكن الإنتاجية كانت ضعيفة لذا زرعتها بالأشجار المثمرة علها تكون ذات إنتاجية أفضل.”

وزرع سعد الجميل (33عاماً)، وهو مزارع من قرية السحل 15 كم جنوب مدينة الرقة، أرضه هذا العام باللوزيات من أشجار المشمش والدراق والجارنك.

وقال “الجميل” الذي يملك خمسة دونمات من الأرض، إنه كان يزرعها بمختلف المحاصيل الزراعية “ولكن إنتاجيتها كانت متدنية مقارنة بجيراني ممن يزرعون الأشجار المثمرة.”

وتحتاج الزراعات التقليدية إلى الأسمدة والأيدي العاملة، كما أنها عرضة للآفات الزراعية، “بينما لا تحتاج الأشجار المثمرة إلى تلك التكاليف وخاصة أنها قد زرعت بكثرة في مناطقتنا خلال السنوات الماضية”، بحسب “الجميل”.

وبحسب نجم العلي (58 عاماً)، وهو صاحب مشتل لبيع غراس الأشجار المثمرة في قرية كسرة فرج جنوب مدينة الرقة، فإن الدونم الواحد من الأرض يحتاج إلى 40 غرسة من اللوزيات لزراعتها بشكل كامل، وبتكلفة 160 ألف ليرة سورية.

ويبلغ ثمن الغرسة الواحدة من اللوزيات أربعة آلاف ليرة سورية كحد وسطي.

هذا ويتم جلب معظم الأنواع المحسنة من الأشجار المثمرة من مدينتي حماة وحمص، بالإضافة إلى وجود أنواع أخرى من الأشجار يتم إنتاجها في مشاتل مدينة الرقة عن طريق التقليم والتغريس تحت الإشراف الزراعي.

وأشار “العلي” إلى أن أشجار اللوزيات تعتبر الأكثر طلباً للزراعة وذلك لإنتاجيتها الكبيرة، حيث يصل إنتاج الشجرة الواحدة بعد خمس سنوات من زراعتها إلى ما يقارب 150 كغ، أي ما يعادل ستة أطنان للدونم الواحد.

إعداد: أحمد الحسن – تحرير: سوزدار محمد