غلاء الأسعار يغيب الحليب ومشتقاته عن موائد عائلات في السويداء

السويداء – نورث برس

باتت موائد العديد من العائلات في السويداء تفتقر لمنتجات الحليب من الأجبان والألبان والزبدة بالإضافة إلى البيض واللحوم, جراء الارتفاع الكبيرة في أسعارها داخل الأسواق والتي لا تتناسب على الإطلاق مع دخلهم الشهري.

ويأتي ذلك في ظل غياب الدعم الحكومي وترك التجار يتحكمون بالأسعار ويحددونها “كما يحلو لهم”، بحسب سكان.

أسعار مرتفعة

وقال أنور جادالله (٥٠ عاماً) وهو موظف حكومي من سكان مدينة السويداء، لنورث برس، إنه يكتفي بكميات قليلة من تلك المواد، بحيث لا تغطي ربع حاجة أسرة مكونة من ثلاثة أفراد أو أربعة.

وأضاف أن “تجار الحليب ومشتقاته من الأجبان والألبان يعللون غلاء المنتجات بارتفاع أسعار الأعلاف، وبالتالي انعكاس الأسعار على المنتجات الحيوانية ومشتقاتها.”

وقالت مريم محمود (٤٥ عاماً)، وهي معيلة لأسرتها بعد وفاة زوجها وتعمل في إحدى دور رياض الأطفال الخاصة بمدينة السويداء، إنها لا تقوى على احتياجات أطفالها الأربعة الأساسية من الغذاء في ظل ارتفاع الأسعار.

ووصل سعر الكيلوغرام الواحد من الحليب إلى ٢٥٠٠ ليرة، بعد أن كان سعره خلال الفترة نفسها من العام الماضي ٦٠٠ ليرة سورية, وسعر اللبنة البلدي ستة آلاف ليرة للكيلوغرام الواحد، بعد أن كان سعره قبل عام ١١٠٠ ليرة سورية.

وأشارت “محمود” إلى أنها تحتاج في ظل هذه الأسعار الجنونية إلى ما يقارب ٧٥ ألف ليرة شهرياً حتى تستطيع تأمين غذاء أطفالها الأساسي من الحليب ومشتقاته.

وهذا المبلغ لا يتناسب مع راتب الأم الشهري (٨٠ ألف ليرة سورية)، إذ تحولت للشراء بالأوقية (200 غرام) بدلاً من الكيلوغرام، وخلال فترات متباعدة ومتقطعة، على حد قولها.

وذكرت “محمود”، أن “هذا الأمر ينطبق على سعر بيض المائدة واللحوم بأنواعها والذي أصبح  غائباً بشكل شبه كامل عن منزلي وأطفالي.”

ووصل سعر سلة البيض في أسواق السويداء إلى ٧٣٠٠ ليرة، ويباع الكيلوغرام الواحد من الفروج بـ٥٧٠٠ ليرة سورية.

ارتفاع الأسعار

قال مصطفى الحاج (٥٥ عاماً)، و هو أحد مربي المواشي في السويداء، لنورث برس، إن ارتفاع أسعار الأعلاف  في الأسواق أدى إلى ارتفاع قياسي في أسعار الحليب والألبان والأجبان ومشتقاتها.

وأشار إلى أن “البقرة الواحدة تحتاج يومياً إلى كمية تتراوح بين 11- 13 كغ من العلف، في ظل عدم كفاية الكمية المخصصة من فرع مؤسسة الأعلاف لأكثر من ثلاثة أيام في الشهر فقط.”

ولهذا يضطر المربون للجوء للقطاع الخاص لتأمين العلف بأسعار مرتفعة لبقية أيام الشهر, فضلاً عن ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية وأجور معاينة الطبيب البيطري.

وأضاف “الحاج”: “كميات المقننات العلفية التي ترد عادة لفرع مؤسسة الأعلاف الحكومية في السويداء والمخصصة للأبقار لا تغطي الاحتياج المطلوب لمربي الأبقار، وهي تعتبر مساعدة فقط.”

وتبلغ مخصصات الأبقار ٧٥ كغ لكل رأس خلال شهرين، أي ٣٧.٥ كغ شهرياًـ في الوقت الذي تحتاج فيه البقرة الواحدة إلى كمية تتراوح بين ٣٣٠ و٣٩٠ كغ شهرياً من العلف.

ويصل عدد رؤوس الأبقار في السويداء، وفقاً لجداول إحصائية لمديرية الزراعة في السويداء، حصلت عليها نورث برس من أحد الموظفين الحكوميين، 10.683 رأساً, فيما يبلغ عدد رؤوس الأغنام والماعز 398.395 رأساً.

وقال أحد مسؤولي مؤسسة الأعلاف في السويداء، لنورث برس، إن أسعار المواد العلفية ارتفعت منذ أواخر العام الماضي.

ووصل سعر مبيع الطن الواحد من فول الصويا إلى ٨٦٥ ألف ليرة في المؤسسة، و٤٨٥  ألف ليرة للطن الواحد من الذرة الصفراء، و٣٨٥ ألف ليرة لطن العلف الجاهز المخصص للأبقار الحلوب، و٣٥٠ ألف ليرة للطن الواد من الشعير، و١٥٠ ألف لطن النخالة.

أما أسعار هذه الأعلاف في القطاع الخاص، فتزيد بنحو ٢٠٠ ألف ليرة كحد أدنى لكل طن عن أسعار المؤسسة العامة للأعلاف، بحسب مربي ماشية.

وأضاف المسؤول أن حكومة دمشق لا تستطيع حالياً تغطية احتياجات الأعلاف في السويداء ، لأن بعض الأعلاف مستوردة من الخارج وهي تحتاج إلى نقد أجنبي غير متوفر حالياً في خزائن الحكومة”، حسب تعبيره.

إعداد: سامي العلي – تحرير: محمد القاضي