بعد عام من التعامل بها.. سكان في إدلب يتحدثون عن سلبيات الليرة التركية
إدلب – نورث برس
يقول سكان في إدلب، إن قيمة الليرة التركية انهارت كما الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، ما تسبب بازدياد المصروف اليومي للعائلة.
وترتبط أسعار السلع الأساسية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في إدلب شمال غربي سوريا، بسعر صرف الليرة التركية التي شهدت تراجعاً كبيراً أمام الدولار الأميركي خلال الآونة الأخيرة.
وسجلت الليرة التركية، الأحد، في إدلب 7.539 مقابل الدولار الأميركي الواحد، بينما تعادل الليرة التركية الواحدة 513 ليرة سورية، بحسب موقع الليرة اليوم.
وأصبح أي انخفاض يلحق بالليرة التركية عاملاً أساسياً في ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد، بينما لا تتأثر عادة عند أي تحسن في العملة كما حدث خلال الأسابيع الأخيرة.
ومنذ حزيران/يونيو من العام الماضي، صدر قرار من حكومتي السورية المؤقتة والإنقاذ باستعمال العملة التركية بدلاً من الليرة السورية.
ازدياد مصاريف
وقال محمد سليمان (37 عاماً)، وهو من سكان مدينة إدلب، لنورث برس، إن مصروف منزله اليومي زاد بنسبة كبيرة.
وأضاف: “أيام الليرة السورية كان مصروف عائلتي اليومي نحو عشرة آلاف ليرة سورية، بينما اليوم بات لا يقل عن 40 ليرة تركية (نحو 20 ألف ليرة سورية) أي أن المصروف تضاعف.”
وأشار إلى أن هذا الفرق “زاد من أعباء المعيشة لا سيما في ظل الظروف الراهنة التي نعيشها.”
ومع كل ارتفاع طفيف في سعر الليرة التركية، ترتفع أسعار السلع بشكل جنوني، بينما لا تنخفض الأسعار عند انخفاض قيمة الليرة التركية، بحسب “سليمان”.
وقال: “التجار انتهزوا الفرصة لزيادة الأرباح على حساب السكان وسط غياب سلطة قوية قادرة على ضمان حماية المستهلك.”
ومنذ الأشهر الأولى من بدء التعامل بالليرة التركية في مناطق شمال غربي سوريا، ظهرت تداعيات سلبية للقرار، لا سيما بالنسبة لعمال وأصحاب دخل محدود يتحملون تذبذب وتفاوت أسعار الصرف.
ويرى نور قطيني (29 عاماً)، وهو من نازحي مدينة خان شيخون في مدينة إدلب، أن الوضع المعيشي قبل قرار اعتماد التعامل بالليرة التركية كان أفضل من الوضع بعد اعتمادها.
“تفاءلنا خيراً ببداية استبدال العملة السورية بالعملة التركية، لكن ومع الأيام الأولى لاحظنا أن المصاريف زادت وضاع المواطن بين العملات الثلاث التركية والسورية والدولار الأميركي.”
كما ساهم غياب الرقابة بشكلٍ كبير باستغلال التجار للسكان، إذ رأوا أن الفرصة أصبحت سانحة لهم ليضعوا التسعيرة التي يريدونها.”
“تفتقر للبركة”
“ما فيها بركة” بهذه الكلمات وصف معاذ اليوسف (46 عاماً)، وهو من سكان إدلب، الليرة التركية.
وقال لنورث برس إن التعامل بها لم يأت بأي إيجابيات له كشخص، لا سيما أن دخله لا يتناسب أبداً عند ربط الأمر بالليرة التركية.
“بتصرف الـ100 ليرة تركي ما يقارب 50 ألف سوري، وبيوم واحد بتكون خالصة، بينما الخمسين ألف سوري كانت تكفيني لأسبوع أيام كان التعامل بالليرة السورية قبل عام.”
ولم تستقر أسعار المواد الأساسية، منذ بدء التعامل بالليرة التركية، ولاسيما المحروقات، والتي باتت بورصة تتأثر تعاملاتها بالليرة التركية، والتي شهدت انخفاضاً إلى مستويات قياسية، مؤخراً.
وقال سامر الهليل (28 عاماً)، وهو من نازحي ريف حماة يقيم في إدلب، لنورث برس، إن شركة “وتد للبترول” هي الجهة الأكثر استفادة من قرار استبدال الليرة السورية بالتركية.
“كل يوم صارت الشركة ترفع أسعار المحروقات بحجة انخفاض سعر الليرة التركية مقابل الدولار، حتى وصلنا لمرحلة أنه في كل صباح تفرض وتد تسعيرة أعلى”، حسب تعبيره.
تبعية اقتصادية
وقال حيان أبو رشيد وهو خبير اقتصادي، لنورث برس، إن من سلبيات التعامل بالليرة التركية “هو تبعية اقتصاد المناطق المحررة لاقتصاد الدولة التركية.”
وتعرضت تركيا لعقوبات اقتصادية أدت إلى إضعاف القيمة الشرائية لعملتها، “وبالتالي إضعاف اقتصاد المناطق المحررة التي تتعامل بالعملة نفسها”، بحسب “أبو رشيد”.
وأضاف: “ومن الملاحظ أن هذه العقوبات لم تكن موجودة عندما تم اتخاذ قرار استبدال العملة السورية بالعملة التركية، إضافةً إلى عدم وجود بنك مركزي في المناطق المحررة ما يؤثر بشكل سلبي.”