محلات تجارية في حماة توظف فتيات للعمل مستغلة حاجتهم وسط قلة الشبان
حماة – نورث برس
يقوم أصحاب محلات تجارية في مدينة حماة وسط سوريا، بتوظيف الفتيات بأجور زهيدة، مستغلين اضطرارهم للعمل في ظل قلة الشبان الذين أصبح أمرهم ما بين مطلوب للخدمة العسكرية أو مهاجر إلى دولة أخرى بحثاً عن فرصة للحياة.
وتشهد حماة تزايداً ملحوظاً للفتيات العاملات في المحلات التجارية والمطاعم وبأجور قليلة، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية في مناطق الحكومة السورية وضرورة عمل أكثر من شخص ضمن العائلة الواحدة لتوفير متطلبات المعيشة.
“أجور غير مناسبة”
وقال حازم المليح (32عاماً) وهو اسم مستعار لشاب عاطل عن العمل في مدينة حماة، لنورث برس، إنه منذ عدة أشهر يبحث عن عمل مناسب لتدبر أموره المعيشية لكن دون جدوى.
وأشار الشاب الذي يمتلك شهادة معهد حاسوب أن الرواتب التي يعطيها أصحاب المحلات والمطاعم “ليست مناسبة للدخل اليومي ضمن المدينة، أبحث عن عمل براتب أستطيع العيش به وليس عدة آلاف لا توصلني لمكان عملي.”
وسابقاً في إشارة منه إلى ما قبل الحرب السورية، كان أصحاب المحلات “يرفعون الأجور عند رفضنا العمل بأجور زهيدة، ولكن الآن وبسبب وجود شابات يقبلن العمل برواتب قليلة، أصبحوا يرفضون عمل الشباب.”
وأضاف: “أجور عمل فتاتين يعادل أجرة شاب.”
ورغم أن الراتب الذي تتقاضه يسرى التليتي (25عاماً) وهو اسم مستعار لنازحة من مدينة حمص تعتبره، “قليلاً، إلا أن الظروف الصعبة أجبرتني على العمل بأجور زهيدة.”
ومنذ عدة سنوات نزحت الشابة مع عائلتها إلى مدينة حماة، واضطررت للعمل في محل لبيع الألبسة في سوق ابن رشد وذلك لتأمين مصروف جامعتها، “لأن عائلتي لا تستطيع دفع تلك المصاريف.”
وتتقاضى “التليتي” راتباً قدره 75 ألف ليرة سورية شهرياً، حيث أن معظم صديقاتها وفق قولها يعملن في محلات تجارية ومولات وحتى مطاعم.
ويبلغ معدل الأجور الشهرية للمحلات التجارية والشركات ما بين 50 و100 ألف ليرة شهرياً، في حين تتراوح الأجور في الشركات الكبيرة ما بين 75 ألف و125 ألف ليرة.
هجرة الشباب
ويرى سكان محليون أن تلك الرواتب “قليلة جداً” مقارنة مع ارتفاع الأسعار ضمن المدينة، إلا أن أصحاب المحلات والمطاعم يشتكون من الخسائر نتيجة كساد بضائعهم وعدم وجود مشترين بسبب الغلاء.
وتشهد المحافظة كباقي المحافظات السورية موجة من ارتفاع الأسعار لمستويات غير مسبوقة على خلفية انهيار قيمة الليرة السورية، وسط عجز غالبية العائلات عن تأمين احتياجاتها الغذائية والأساسية.
وقال حسام الصوان (54عاماً) وهو اسم مستعار لأحد أصحاب المحلات التجارية في سوق النجارين ضمن مدينة حماة إنهم لا يستطيعون دفع “مبالغ كبيرة للعاملين لدينا لتجنب الخسائر لأننا نعاني من كساد في الأسواق منذ أكثر من سنة.”
ورأى أنه إلى جانب قلة أجور الفتيات، فإن هجرة الشباب إلى الخارج هي سبب آخر لازدياد عمل الفتيات في المحلات والمطاعم.
وأضاف: “الفتيات تبقين في العمل لفترة أطول من الشباب وذلك لأنهن غير مضطرات للسفر بسبب الخدمة العسكرية الإلزامية أو الاحتياطية، لذلك نفضل عمل الفتيات.”
لكن وبسبب تفاقم الأوضاع المعيشية سوءاً، يضطر بعض الشباب للعمل خارج مهنتهم واختصاصهم، في ظل عدم وجود خيارات أفضل.
وقال نبيل القرة (29عاماً) وهو اسم مستعار لمهندس ميكانيك إنه اضطر وبعد عامين من عدم تمكنه من إيجاد عمل ضمن اختصاصه، للعمل في الصناعة.
ورأى أن سبب رفض بعض الشباب العمل بأجور قليلة، أنهم مسؤولين عن تأمين مصروف عائلاتهم وليس مصاريفهم الشخصية فحسب، “مصروف المنزل بات اليوم يتجاوز المليون ليرة في الشهر والراتب الذي تقدمه المحلات لا يتناسب أبداً مع ذلك.”