نازحون من سري كانيه: مؤتمر العشائر جاء كمحاولة للتغطية على الانتهاكات في المدينة

القامشلي – نورث برس

اعتبر نازحون من سري كانيه(رأس العين) الخاضعة لسيطرة مسلحين موالين لتركيا بريف الحسكة، شمال شرقي سوريا، الخميس، مشاركة من وصفوهم بـ”قتلة” في مؤتمر العشائر الذي عقده مسؤولون في الائتلاف الوطني المعارض “تغاضياً عن الانتهاكات اليومية بحق السكان.”

وسيطرت تركيا برفقة فصائل موالية لها وتابعة للمعارضة السورية على مدينة سري كانيه أواخر ٢٠١٩ إثر هجوم تسبب بنزوح الآلاف من السكان الأصليين.

وقبل يومين، عقد “مجلس القبائل والعشائر السورية ” التابع لفصائل المعارضة الموالية لتركيا مؤتمراً في بلدة العدوانية بريف سري كانيه.

وشارك في الملتقى ممثلون عن الائتلاف الوطني والحكومة السورية المؤقتة وهيئة التفاوض السورية، بعضهم متهم بارتكاب انتهاكات واسعة وجرائم قتل مثل محمد الجاسم المعروف باسم أبو عمشة، وحاتم أبو شقرا الذي ظهر في فيديوهات خلال جريمة قتل السياسية هفرين خلف.

وقال أوصمان علي (٤٠ عاماً)، وهو نازح من سري كانيه، لنورث برس، إن “مشاركة قاتلي الكرد مثل أبو شقرا وأبو عمشة وغيرهم ممن يعملون رفقة الائتلاف في تغير ديمغرافية المنطقة، هو تغاض عن الانتهاكات اليومية في المنطقة.”

وأضاف “أكثر من ٩٠ % من السكان الأصليين نازحون ويعيشون في المخيمات وفي ظروف معيشية صعبة بسبب ممارسات هذه الفصائل ومن حضروا المؤتمر الأخير للعشائر.”

ورأى “علي” أن هذه الاجتماعات “لن تنتج شيئاً سوى التقاط الصور والتباهي أمام الرأي العام، فهي لا تمثل إرادة شعب هجر بسببهم.”

ويأتي هذا المؤتمر في ظل الانتهاكات اليومية بحق من تبقى في مدينتي سري كانيه وتل أبيض وعفرين بحق السكان الأصليين وممتلكاتهم، بحسب شهادات نازحين وتقارير محلية ودولية.

وقال خلف برو، وهو نازح خمسيني من المدينة، إن “انعقاد أي ملتقى أو اجتماع في سري كانيه وسط الانتهاكات والفلتان الأمني، سيكون بهدف محاولة تبيض تلك الانتهاكات.”

وأضاف أن المؤتمر “لم يعبر سوى عن إفلاس الائتلاف الذي أداره، خاصة في ظل الحضور الخجول.”

واعتبر أن من حضروا لا يمثلون سوى شريحة صغيرة من أبناء سري كانيه، “فالمدينة شبه خالية من الكرد والمسيحيين والأرمن.”

واتخذ المؤتمر الذي رفع فيه العلم التركي تسمية “ملتقى القبائل والعشائر الكبير في نبع السلام” عنواناً، وقال بيان صادر عنه إنه ضم ” تمثيلاً جيداً متوازناً” من العرب والتركمان والكرد والمسيحيين ومن كافة المحافظات السورية.

بينما أشار “برو” إلى أنه “تم سرقة محتويات الكنائس المسيحية وقبلها تم تحويل مزار الشهداء للكرد إلى مقرات عسكرية، فهؤلاء تعدوا على مقدسات شعوب المنطقة، فكيف لأحد تقبلهم.”

إعداد: دلسوز يوسف- تحرير: خلف معو