نائب عراقي: الحوار الاستراتيجي مع واشنطن ضروري لكن “بشروط”

أربيل ـ نورث برس

قال عبدالهادي السعداوي، وهو عضو في مجلس النواب العراقي، الخميس، إن تواجد القوات الأجنبية في البلاد غير قانوني.

وشدد في حديث لنورث برس على ضرورة أن يكون الحوار الاستراتيجي في إطار الاتفاقية الأمنية بين واشطن وبغداد والتي ترفض تواجد أي قوة وقاعدة عسكرية دون إذن الحكومة العراقية.

وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون في البرلمان عبدالهادي السعداوي: “لكن أغلب تلك القوات العسكرية بعد عام 2014، والتي أنشأت قواعد عسكرية من شمال العراق إلى وسطها، كلها قواعد غير قانونية.”

وتتضمن الاتفاقية الأمنية التي أبرمت عام 2008، تحديد “الأحكام والمتطلبات الرئيسة التي تنظم الوجود المؤقت للقوات العسكرية الأميركية في العراق وأنشطتها فيه وانسحابها منه.”

وتذكر الاتفاقية انسحاب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي العراقية في موعد لا يتعدى الواحد والثلاثين من كانون الأول/ ديسمبر عام 2011.

لكن مع ظهور تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” عام 2014 استمر التواجد الأميركي في العراق.

وقال السعداوي إن “العراق اكتفى حاجته من كل قوة عسكرية، إذ كان الطلب العراقي هو التدخل الجوي للحرب ضد (داعش)، وقد أصبح من الضروري اليوم أن يكون الحوار مركزاً على إخراج تلك القوات.”

وشدد على أن “قرار البرلماني العراقي واضح بإخراج كافة القوات الأميركية والقواعد العسكرية من العراق.”

وأعرب عن اعتقاده في أن “كل حوار ضمن الاتفاقية الاستراتيجية مقبول، ولكن كل حوار خارجها والتي صوت عليها البرلمان العراقي هو مرفوض قطعاً.”

وصادق البرلمان العراقي مطلع العام الفائت، على قرار يلزم الحكومة بالعمل على إنهاء وجود أي قوات أجنبية على الأرض العراقية، وذلك في جلسة استثنائية له.

وشدد النائب على رفضه وجود أي قواعد عسكرية أو قوة قتالية على الأرض “عدا مدربين وخبراء لتدريب الأجهزة الأمنية العراقية وبأعداد وانتشار محدود جداً، وليس كما هم متواجدين اليوم بأعداد كبيرة.”

وقال “السعداوي” إن تواجد هذه القوات غير قانوني لأنها جاءت من دون الموافقة العراقية المعتمدة على الاتفاقية الأمنية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة.”

ويشمل الحوار الاستراتيجي بين البلدين الملف الاقتصادي إلى جانب الملف الأمني، بحسب النائب.

وقال “السعداوي”: “إذا كان لدى الولايات الأميركية رؤية حقيقية بدخول شركاتها لإعمار العراق لا مانع من ذلك، لكن بشرط أن يكون إعماراً حقيقياً لا وهمياً.”

وذكر النائب عن ائتلاف دولة القانون أن “هناك اتفاقاً مع الصين يجب أن يفعل، وإلى جانب ذلك إذا حصلت اتفاقية مع الجانب الأميركي، فلا مانع من ذلك.”

لكن، بحسب “السعداوي”، يجب تفعيل الاتفاقيتين في آن واحد ليكون هناك إعمار حقيقي للعراق، بهدف تقديم الخدمات للعراق وشعبه.”

وشدد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، اليوم الخميس في تغريدة له، على أن نتائج الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي، تعد بوابة لاستعادة الوضع الطبيعي في العراق.

وأضاف: “الحوار هو الطريق السليم لحل الأزمات، شعبنا يستحق أن يعيش السلم والأمن والازدهار، لا الصراعات والحروب والسلاح المنفلت والمغامرات.”

وبحسب تقارير إعلامية نشرتها وسائل محلية، فقد اجتمع الكاظمي مع القوى الشيعية أمس الأربعاء، وركز الاجتماع على الحوار الاستراتيجي، باعتبار أن قسماً كبيراً من القوى الشيعية ترفض تواجد القوات الأجنبية على الأراضي العراقية.

وذكرت الخارجية الأميركية في تصريح مقتضب أمس، أن “قواتنا موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية و(داعش) لا يزال يمثل تهديداً لأمننا.”

ونشرت وزارة الخارجية العراقية، بياناً مشتركاً بشأن الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الذي استأنف يوم أمس.

وأشارت فيه إلى أن الطرفين بحثا الشؤون المشتركة على كافة الأصعدة الأمنية والعسكرية والاقتصادية والتعليم وغيرها من القطاعات.

وفي ضوء تطور قدرات القوات الأمنية العراقية، توصل الطرفان بحسب البيان إلى أن دور القوات الأميركية وقوات التحالف قد تحول الآن إلى المهمات التدريبية والاستشارية على نحو يسمح بإعادة نشر المتبقي من القوات القتالية خارج العراق.

وأضاف البيان: “على الطرفين أن يتفقا على التوقيتات الزمنية في محادثات فنية مقبلة.”

هذا ووجه الكاظمي بتشكيل لجنة فنية لعقد محادثات مع الجانب الأميركي بخصوص مخرجات الحوار الاستراتيجي، في الجانبين الأمني والعسكري، حسبما جاء في بيان المتحدث باسم القوات العراقية المسلحة يحيى رسول.

إعداد: حسن حاجي ـ تحرير: معاذ الحمد