دمشقيون: إغلاق المدارس وتعليق الدوام جاء لأسباب اقتصاديَّة لا صحيَّة

دمشق – نورث برس

أعاد سكان من العاصمة دمشق قرار إغلاق المدارس وتعليق الدوام في المعاهد والجامعات الحكومية إلى أسباب اقتصادية أبرزها أزمة المحروقات الحادة، وليس فقط لازدياد عدد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد، كما برر القرار الحكومي.

تصريحات متناقضة

والسبت الماضي، أعلنت وزارة التربية إنهاء الدوام في المدارس حتى الصف الخامس، وتعليقه من السادس وحتى الثامن على أن يعود الطلاب لتقديم الامتحانات.

فيما تم تقليص مدة الفصل الدراسي في الصفين العاشر والحادي عشر، وحددت الوزارة بدء الامتحان في الخامس والعشرين من نيسان/ أبريل وينتهي في التاسع والعشرين من الشهر ذاته.

والاثنين الماضي، أعلنت وزارة التعليم العالي السورية تعليق الدوام في الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد لأسبوعين.

قرار إغلاق وتعليق الدوام، جاء بعد أقل من أسبوع من كلام وزير التربية السوري دارم طباع، عن أن “تعطيل المدارس لا يمكن أن يخفف من أعداد الإصابات.”

وقال الوزير للتلفزيون الحكومي، حينها، إنَّ “العملية التعليمية مستمرة ضمن إجراءات صحية احترازية.”

وزعم الوزير أن الوضع “تحت السيطرة ولا خوف حالياً على العملية التربوية.”

وبحسب مصدر من مديرية الصحة المدرسية في وزارة التربية السورية، فإن عدد الإصابات في المدارس في مناطق حكومة دمشق، تجاوز 2000 إصابة، منذ مطلع العام الدراسي الحالي.

طوابير مزدحمة

واستهجن عدد من سكان دمشق إغلاق المدارس وتعليق الدوام خوفاً من تفشي الجائحة، بينما يقف الناس في طوابير لساعات طويلة سواء لتعبئة الوقود أو الحصول على رغيف الخبز.

وقال سائق تكسي في العقد الخامس من العمر: “أنتظر لأكثر من عشر ساعات كي أحصل على 20 ليتراً من مادة البنزين، دون وجود أدنى حد من الإجراءات الاحترازية لمواجهة الجائحة.”

وتشهد جميع المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق نقصاً في المحروقات وأزمة مواصلات، بالتزامن مع تقنين حاد في الكهرباء، وارتفاع أسعار المحروقات لأضعافٍ في السوق السوداء.

في حين عبَّر شاب عشرين في منطقة المزة بدمشق عن استيائه من الطريقة التي تدار بها أمور السكان من قِبل الحكومة، وقال “طوابير الخبز على الأفران كافية لوحدها بأن تنشر فيروس كورونا وتجعله متفشياً بين السكان.”

إصابات مرتفعة

وتساءل دكتور في كلية التربية في جامعة دمشق عن خطة الحكومة لتعويض الدروس التي لم يتلقاها الطلاب.

 وقال لنورث برس إنَّ ذلك “لن يعوض، وفي حال كانت الحكومة ترغب فعلاً بمنع حدوث فاقد تعليمي لكانت أخبرت المدارس بقرارها قبل صدروه.”

ودعا الحكومة لِتُطيل فترة تعليق الدوام، كي تكون بحجم أزمة المحروقات الخانقة والمستعصية عن الحل منذ سنوات عديدة، على حد قوله.

وتشهد مناطق سيطرة حكومة دمشق، ازدياداً ملحوظاً في أعداد المصابين بفيروس كورونا وسط تحذيرات من انهيار النظام الصحي في تلك المناطق.

وأمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 115 إصابة جديدة بفيروس كورونا في سوريا وشفاء 118 حالة ووفاة تسع من الإصابات المسجلة بالفيروس.

وبحسب تصريحات صحفية للفريق الحكومي المعني بالتصدي لمواجهة فيروس كورونا، فإن انتشار الفيروس حالياً في مناطق سيطرة حكومة دمشق “أسوأ من مرحلة الصيف أو مرحلة الذروة الأولى في تموز / يوليو العام الماضي”.

وقال عضو في الفريق الحكومي، اشترط عدم نشر اسمه، إن “عدد الإصابات بالفيروس يتزايد بشدة منذ شهر وأن جميع المشافي قد امتلأت، ما أدى إلى صعوبة إيجاد جهاز تنفس اصطناعي فارغ فيها.”

وأشار إلى أن  البروتوكول العلاجي يتغير كل يوم، “ولم يعد مفيداً مع الطفرة الثالثة للفيروس استخدام الأدوية السابقة نفسها.”

وأضاف: “تلجأ المشافي حالياً لأدوية أقوى وخصوصاً الكورتيزون ومميعات الدم، لأن الطفرة الثالثة لها ولع بتخثير الدم.”

وحذر طبيب مختص بالأورام يعمل في مشفى ابن النفيس الحكومي، فضل عدم نشر اسمه، من استمرار المهرجانات والتجمعات كمهرجان التسوق وصالات الأفراح والتعازي دون أيَّ ضوابط.

ورأى الطبيب أن ذلك “سيضع السوريون على موعد مع ذروة رابعة ستطال غالبية الجغرافيا السورية.”

وأضاف: “من المبكر الحديث عن أثر إغلاق المدارس والجامعات على عدد الإصابات، لأن ذلك حدث قبل عدة أيام فقط.”

إعداد: آرام عبدالله – تحرير: سوزدار محمد