سكان في مدينة الباب يتخوفون من تصعيد عسكري للحكومة بعد فتح المعابر
ريف حلب – نورث برس
يتخوف سكان في مدينة الباب، شمالي سوريا، من أن يؤدي فتح معبر أبو الزندين جنوب المدينة مع مناطق سيطرة الحكومة السورية، إلى السماح للقوات الحكومية بتصعيد عسكري جديد ضد مناطق سيطرة المعارضة بعد أن تستفيد من ذلك لتخفيف أزماتها الاقتصادية.
ومنذ العام 2017، تخضع مدينة الباب، الواقعة على بعد 30 كم من الحدود التركية، لسيطرة القوات التركية وفصائل معارضة موالية لها.
ونهاية شهر آذار / مارس الفائت، أعلنت روسيا أنها توصلت إلى اتفاق مع الجانب التركي، ينص على إعادة افتتاح ثلاثة معابر بين مناطق سيطرة الحكومة السورية والمناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.
ويشمل الاتفاق معبر سراقب في ريف إدلب ومعبر ميزناز في ريف حلب الجنوبي، ومعبر أبو الزندين جنوب غربي مدينة الباب في ريف حلب الشمالي.
مخاوف أمنية
وقال خالد الخطيب (36عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة الباب، إن افتتاح معبر أبو الزندين سيسهل تواصل “النظام السوري” مع قيادات للفصائل للتخطيط لتنفيذ تفجيرات في المنطقة.
ويعتقد “الخطيب” أن إدخال عبوات متفجرة ومفخخات لن يكون بالأمر الصعب مادام المعبر مفتوحاً.
وقال أحمد السعيد (42 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح في ريف حلب، إن الأمر يدفع “النظام وحليفه الروسي مرة أخرى إلى تصعيد عسكري بعد استرداده قوته.”
ونهاية شباط/ فبراير الماضي، استقدمت القوات الحكومية من مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب ومناطق في ريف حماة الغربي، تعزيزات عسكرية اتجهت نحو قرية العويشية قرب بلدة تادف المتاخمة للباب من الجهة الجنوبية الشرقية.
ونهاية شهر آذار/ مارس الفائت، شهدت مدينة الباب وريفها عدة مظاهرات، ندد فيها سكان بفتح المعابر مع مناطق الحكومة السورية، وأعربت عن رفضها التام لذلك.
وكان ناشطون سوريون قد أطلقوا وسم “لا لفتح المعابر” على موقع “تويتر” شارك فيه آلاف المغردين الذين عبروا عن رفضهم للاتفاق.
اقتصاد الحكومة
وأعرب “السعيد” عن تخوفه من أن يساهم دخول البضائع إلى مناطق الحكومة، في انتعاشها اقتصادياً، ما سيسمح لها بالتفكير في التصعيد العسكري.
وشهدت الليرة السورية تحسناً ملحوظاً في سعر صرفها أمام الدولار الأميركي عقب الإعلان الروسي عن افتتاح المعابر.
وسجل سعر صرف الليرة السورية في معظم الأسواق السورية، الأربعاء، أقل من 3.600 ليرة مقابل الدولار الأميركي الواحد.
وأعرب “السعيد” عن قلقه من أن يؤدي فتح المعابر لإدخال فئة الخمسة آلاف ليرة، على غرار سابقتها من عملة الألفين، خاصة بعد تدهور الليرة التركية.
ومنذ حزيران/ يونيو الماضي، تفرض هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وفصائل معارضة مسلحة تداول الليرة التركية في مناطق سيطرتها شمالي سوريا وشمال غربيها.
والشهر الماضي، قال هيثم الجندي، وهو معارض سياسي سوري، لنورث برس، إن اتفاق فتح المعابر في شمال غربي سوريا، “محاولة روسية أخرى لإنقاذ النظام السوري.”
وأضاف الجندي: “افتتاح المعابر هو خطوة ستساهم في وقف انهيار سعر صرف الليرة السورية. لافروف يسعى لقضم الحل السياسي بالطريقة العسكرية نفسها التي اتبعها الروس في قضم مناطق سيطرة المعارضة.”
تخوف من كورونا
وأبدى سكان في المدينة تخوفاً من فتح المعبر إلى جانب قلقهم الاقتصادي والعسكري، ولكن من نوع آخر يتمثل بانتشار فيروس كورونا.
وقال أيمن الأحمد (34 عاماً) وهو اسم مستعار من مهجري ريف حمص، ويعمل ضمن مشفى الباب الوطني، إن فيروس كورونا لا يزال يهدد الآلاف من سكان المدينة.
وأشار إلى أنه لولا طرق التهريب التي لا تزال مفتوحة مع مناطق الحكومة السورية، رغم إغلاق المعابر، “ما كان الفيروس لينتشر بهذا الشكل في المنطقة.”
وبلغ عدد الحالات المسجلة بفيروس كورونا في مناطق سيطرة الفصائل المسلحة، 21.394 إصابة، منها 19.547 حالة شفاء، و638 وفاة.
وتساءل “الأحمد” عن الحال الذي سيؤول إليه وضع انتشار الفيروس “مع فتح المعابر وعبور الشاحنات من وإلى مناطق سيطرة الحكومة.”