غياب تدابير الوقاية الصحية في بلدة شمالي الحسكة قبيل سريان الإغلاق الجزئي

تل تمر – نورث برس

شهدت شوارع وأسواق بلدة تل تمر شمال الحسكة، الثلاثاء، غياباً شبه كامل للالتزام بوسائل الوقاية والتباعد الاجتماعي، قبيل بدء سريان الإغلاق الجزئي في البلدة.

والسبت الفائت، قررت الإدارة الذاتية فرض إغلاق كلي وآخر جزئي بعد أن شهدت مناطق شمال شرقي سوريا, ارتفاعاً ملحوظاً بأعداد الإصابات بفيروس كورونا.

وبدأ الإغلاق الكلي في مدن الرقة والقامشلي والحسكة، اليوم الثلاثاء، ليستمر لمدة أسبوع.

فيما تخضع بقية مناطق شمال شرقي سوريا  لحظر جزئي يبدأ من الساعة الرابعة عصراً وحتى السادسة من صباح اليوم التالي.

لا التزام

ويرجح مسؤولون في لجنة الصحة في بلدة تل تمر، التي يبلغ تعداد سكانها نحو 20 ألف نسمة، والتي سجلت إصابتين أمس بالفيروس، انتشار الوباء في حال لم تتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

وفي آخر إحصائية لهيئة الصحة، أمس الأثنين، بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا في مناطق شمال شرقي سوريا، 10.813 إصابة مؤكدة، منها 396 حالة وفاة و1.334 حالة شفاء.

وقالت سمر خليل (21 عاماً) من سكان البلدة، أثناء تجولها في السوق، لنورث برس: “نتخوف من الموجة الجديدة لفيروس كورونا التي تجتاح المنطقة.”

وأضافت: “هناك عدم جدية من قبل السكان بخصوص الوقاية من الفيروس، مع علمنا بأن أعداد الوفيات والإصابات باتت هائلة في المدن القريبة منا.”

وأشارت ‘‘خليل’’، إلى أن “هناك جهلاً صحياً، خاصة ونحن أمام مرحلة صعبة، لكن المعضلة تكمن في أن أغلب السكان غير ملتزمين بوسائل الوقاية أو إيلاء أي اكتراث بالفيروس المميت.”

وتعتبر تل تمر من البلدات التي سجلت إصابات منخفضة بالمقارنة مع المدن الرئيسة شمال شرقي سوريا كالقامشلي والحسكة والرقة.

وذكر آمد حسو، وهو مسؤول فرق طوارئ كوفيد 19 في مقاطعة الحسكة، الخميس الفائت، أن ارتفاع عدد الإصابات بدأ مع مطلع آذار/مارس الفائت، بعد شهرين من انخفاض الطلب على إجراء مسحات للاختبار.

وتشهد مدينة الحسكة التي تحتل المرتبة الثانية في أعداد الإصابات بعد مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، انفجاراً في أعداد الإصابات بمعدل يزيد عن 15 إصابة يومياً، بعد تسجيل 300 حالة إصابة و20 حالة وفاة الشهر الفائت.

 لا لقاح إلى الآن

ومن داخل عيادته الطبية وسط بلدة تل تمر، يتحدث وليد العبدالله، وهو طبيب أشعة، مع عدد من المراجعين دون تقيدهم بوسائل الوقاية والتباعد الاجتماعي.

ويقول ‘‘العبدالله’’ إن “موضوع كورونا يحتاج إلى تكاتف من الشعب برمته، فلا نستطيع القضاء على الفيروس دون وعي مجتمعي متكامل.”

وأضاف: “الوقاية السلاح الأول والأخير للقضاء على الفيروس، خاصة في ظل عدم توفر اللقاحات في المنطقة.”

ومؤخراً، طالبت 126 منظمة محلية تعمل في مجال المجتمع المدني، منظمة الصحة العالمية، “بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني أو السلطات المحلية لضمان وصول لقاح كورونا إلى المدنيين” في شمال شرقي سوريا.

وتخوفت المنظمات من تحول اللقاح “إلى ورقة سياسية بيد النظام السوري.”

ومؤخراً، أعلنت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، أن الدفعة الأولى من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، من منصة “كوفاكس” العالمية، ستصل إلى سوريا خلال أسابيع.

وأشارت أكجمال ماجتيموفا, ممثلة “الصحة العالمية” في سوريا، إلى “أن 336 ألف جرعة ستُسلم أيضًا إلى مناطق شمال غربي سوريا الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، من خلال شركاء عابرين للحدود من معبر ولاية غازي عنتاب التركية (معبر جرابلس).

وستصل كمية 90 ألف لقاح آخر إلى مناطق شمال شرقي سوريا التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية”، مع فرق متنقلة للوصول إلى المخيمات، حيث تعيش عشرات الآلاف من العائلات النازحة, بحسب الوكالة.

ولكن هيئة الصحة في إقليم الجزيرة شمال شرقي سوريا، شددت على عدم وصول أي دفعة من لقاح كورونا.

ضعف الوعي الصحي

من جانبه، قال حسن أمين، وهو مدير مشفى ‘‘الشهيدة ليكرين’’، المشفى الوحيد في تل تمر، إن هناك استهزاء بفيروس كورونا رغم ارتفاع أعداد الوفيات والإصابات بشكل يومي.

وأرجع ‘‘أمين’’ ذلك لضعف الثقافة الصحية ضمن المجتمع.

وأشار إلى أنه ورغم اعتبار بلدة تل تمر منطقة ريفية، إلا أن ذلك لا يمنع من انتشار الفيروس بشكل كبير.

وأَضاف: “نعمل جاهدين عبر الفرق الطبية على الانتشار في بهو المشفى للحفاظ على التباعد الاجتماعي ونشر بروشورات توعوية تتضمن الأرقام الساخنة للجان الصحة.”

وأشار إلى استعدادهم للقيام بحملة في المؤسسات والأسواق لنشر التوعية بين السكان.

إعداد: دلسوز يوسف ـ تحرير: معاذ الحمد