إدلب – نورث برس
يقول صيادلة وسكان من محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، إن النسبة الأكبر من ضحايا تعاطي المواد المخدرة في المنطقة تتراوح أعمارهم ما بين سن المراهقة والشباب، في ظل انعدام رقابة الأجهزة الأمنية المسيطرة على إدلب.
ودفعت أسباب عديدة للانتشار الواسع لظاهرة المخدرات، في مناطق سيطرة الفصائل المسلحة في شمال غربي سوريا.
ويأتي في مقدمة تلك الأسباب، بحسب ناشطين، “الغياب التام للرقابة على الصيدليات والمراكز الطبية الخاصة التي امتهنت بيع الحبوب المخدرة وحبوب الهلوسة للعامة، دون وصفة طبية.”
وأرجع الناشطون الانتشار إلى الجهل وقلة الوعي وخاصة لفئة الشباب والمراهقين الذين يعتبرون النسبة الأكبر لضحايا المخدرات.
وقال شاب فضل عدم نشر اسمه لأسباب أمنية، إن المواد المخدرة تنتشر عن طريق مروجين ينتشرون على أبواب المدارس والجامعات وصالات الألعاب، حيث تعتبر فئة المراهقين والشباب من أكثر الفئات إقبالاً على التعاطي.
وعن كيفية دخول هذه المواد إلى المنطقة، أشار الشاب إلى أن ذلك يتم عن طريق “تسهيل دخولها من قبل أشخاص محسوبين على هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة.”
ويتم إدخالها مع بضائع الشحن والمواد الغذائية من مناطق “غصن الزيتون” و”درع الفرات” عن طريق دفع مبالغ مالية كبيرة بغض النظر عن الآليات التي تحمل هذه المواد، بحسب المصدر ذاته.
وأضاف أن تلك المناطق باتت تصنع عن طريق زراعتها من قبل قادة الفصائل الموالية لتركيا.
وتنتشر في إدلب أنواع عديدة من المخدرات كالحشيش والأفيون والهيرويين وحبوب الترامادول، حيث ساعدت الحرب على ازديادها.
ورأى الصيدلاني مصطفى يحيى أن انتشار المواد المخدرة بشكل كبير في إدلب يتعلق بـ”الصيدليات العشوائية وغير المرخصة والتي لا تمت للمهنة بصلة.”
وأضاف: “يعمل باعة الأدوية على بيع أنواع عديدة من الحبوب المخدرة المعروفة بأسمائها التجارية كالأوبرفان والترامادول والبالاتان وغيرها من الأنواع علماً أن هذه الأدوية لا تباع إلا بموجب وصفة طبية يصفها الأطباء بمقادير محددة للضرورة القصوى.”
وتتفاوت أسعار المخدرات تبعاً للنوع والجودة إذ يبلغ ثمن الكيلوغرام الواحد من الحشيش بحوالي 500 دولار أميركي، بينما يصل سعر حبة الكبتاغون إلى ستة دولارات.
ويقول بعض من أقلعوا عن تعاطي المخدرات إنهم وفي بداية إدمانهم كانوا يشترون أنواع المخدرات بأسعار بخسة وهو ما تغير بعد إدمانهم، إذ بات همهم الشاغل تأمين ثمنها الباهظ وهو ما أجبرهم للجوء لوسائل ملتوية كالسرقة والنهب لتأمينها.
ويقوم المروِّج بداية ولفترة محددة، بتوزيع المواد المخدرة بالمجان أو بأسعار قليلة، حتى يتمكن من التأثير على أكبر شريحة لا تستطيع بعدها الاستغناء عنها، ليقوم فيما بعد برفع الأسعار.
وأقلع خالد المنصور (21عاماً)، وهو من سكان إدلب، عن تعاطي المخدرات بعد إدمان استمر لخمسة أشهر.
وقال: “أدركت بعد الإدمان الحالة السيئة التي وصلت إليها، والتي تمثلت بعدم الإدراك والعزلة التامة، بالإضافة لأعراض مرضية أخرى.”
وأشار إلى أنه تمكن من الإقلاع عنها قبل تفاقم حالته من خلال خضوعه لفترة علاج عند أطباء مختصين.