تقنين الكهرباء وأزمة المحروقات يدفعان سكاناً من حماة للجوء إلى الطاقة البديلة

حماة – نورث برس

يضطر سكانٌ ميسورو الحال وأصحاب معامل وورشات في مدينة حماة وسط سوريا، لتركيب ألواح الطاقة الشمسية في ظل التقنين الحاد في الكهرباء وعدم توفر المحروقات لتشغيل المولدات الكهربائية، في حين يبقى ذوو الدخل المحدود راضخين للأمر الواقع.

وتصل ساعات انقطاع الكهرباء في حماة لأكثر من عشرين ساعة في اليوم ووصلها فقط ثلاث إلى أربع ساعات.

وقالت مريم العفريت (46 عاماً) وهو اسم مستعار لإحدى سكان حماة وتملك ورشة خياطة، لنورث برس، إنها اضطرت مؤخراً لتركيب ألواح الطاقة الشمسية لتستطيع ممارسة عملها دون الاضطرار إلى إيقافه.

ورغم عدم توفر الكهرباء النظامية إلا ساعات قليلة، “لكن الفاتورة تكون مرتفعة جداً فمنذ شهر كانت فاتورة ورشتي من الكهرباء 22 ألف ليرة، أفكر بإلغاء الكهرباء النظامية فلم يعد منها فائدة.”، بحسب “العفريت”.

 وخلال السنوات الماضية كانت “العفريت” تعتمد على تشغيل مولدة كهرباء، “ولكن الآن لم يعد هناك مازوت والكهرباء لا تأتي أبداً في أوقات عملنا.”

وتشهد المدينة أزمة بنزين خانقة بسبب تخفيض حكومة دمشق لمخصصات المدينة إلى النصف, لتصبح 20 لتراً خلال أسبوع بدلاً من 40 لتر.

وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلنت شركة كهرباء حماة أن محطة جديدة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في طريقها للإنجاز في غضون ثلاثة أشهر بالمحافظة.

وقبل أيام، قال خليل خليل رئيس نقابة عمال الدولة والبلديات في اتحاد عمال حماة لصحيفة “الفداء” إن “أزمة الوقود والكهرباء أثرت على مياه الشرب سلباً، فهناك مدن وقرى في محافظة حماة لا تصلها المياه مرة واحدة للمشترك كل عشرين يوماً وخاصة في ريف حماة الشمالي.”

أسعار مرتفعة

وبحسب أصحاب محلات بيع ألواح الطاقة الشمسية فإن سعر منظومة 3000 شمعة، يبلغ أربعة ملايين ونصف بدون كابلات ومع الكابلات تكلف حوالي خمسة ملايين ليرة.

ويبلغ سعر منظومة عشرة آلاف شمعة، 31 مليون ليرة، حيث يزداد السعر كلما زادت الأدوات التي ممكن أن تعمل على الطاقة في المنزل.

وقال مازن الطيار (50عاماً) وهو اسم مستعار لصاحب محل لبيع ألواح الطاقة الشمسية في حماة، إن محله شهد خلال الشهر الماضي، إقبالاً كثيفاً لشراء الألواح.  

وأشار إلى أن أغلب من يشترون هم أصحاب المعامل والورشات والمحلات وسكان يملكون القدرة المالية.

لكن عمران الرفاعي (45عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان حماة قال، إنه لا يملك القدرة المالية لتركيب ألواح الطاقة الشمسية لتشغيل الإنارة والتلفاز والغسالة، “فسعرها مرتفع جداً وهو ما يمنع السكان عن الشراء ويجعلها حكراً على الطبقات الغنية.”

وأضاف باستياء: “تعطلت كافة أعمالنا بسبب انقطاع الكهرباء المستمر لساعات طويلة، الوضع يزداد سوءاً.”

وأشار “الرفاعي” إلى أن حتى ساعات الوصل القليلة للكهرباء لن تستمر لفترة طويلة، “فكل المؤشرات تدل على ذلك.”

إعداد:  علا محمد – تحرير: سوزدار محمد