الحلّ في سوريا مازال بعيداً.. قراءةٌ في المشهد السوري لمحلّلٍ سياسي وعضوٍ منصة موسكو سابقاً
NPA
مع تجدّد الهجمات بعد هدنةٍ أحادية الطرف، إثر تقدم الحكومة السورية بدعم من حليفتها روسيا داخل مناطق سيطرة المعارضة السورية، يتحول المشهد السوري وفقاً للمصالح الاقليمية والدولية.
تدشين الصراع
قال نمرود سليمان، عضو منصة موسكو السابق والمحلّل السياسي، لـ "نورث برس" في قراءةٍ للمشهد السوري، أنّ الصراع في سوريا تحوّل من صراع داخلي سوري سوري إلى دولي دولي وإقليمي إقليمي.
وقد تم تدشين هذا الصراع "عندما حوّلت جامعة الدول العربية القضية السورية من قضية سوريةٍ بحتةٍ إلى قضية دوليةٍ بكل المقاييس بعد قرارها عام 2012 وتحويلها إلى مجلس الأمن"، إضافةً إلى التدخل الروسي الذي تم بدعوة من الحكومة السورية عام 2015.
أين الحلُّ السياسي؟
ونتيجةً لذلك وقعت الجغرافية السورية تحت نفوذ الدول التالية "أمريكا في الشمال الشرقي، تركيا في الشمال الغربي وروسيا في الساحل وإيران في الوسط، وتحوّلت إلى ساحة كسر إراداتٍ بين هذه الدول، وهي التي تقود قواعد الاشتباك العسكري بأدواتٍ داخليةٍ" مضيفاً بأسى أنّ الشعب السوري له وظيفة واحدة وهي دفع فواتير الدم فقط.
ويتساءل سليمان إذا كان "الكل متفقاً بأنّ الحلّ العسكري عاجزٌ عن ايجاد الحلول بل هو حلٌ سياسيٌ ولا بديل عنه، فلماذا لا يقدمون هؤلاء(أصحاب النفوذ) على الحلّ السياسي وهم الوحيدون القادرون على ذلك وليس السوريون؟".
أزمات داخلية وخارجية
ويرى المحلّل السياسي أنّ هذه الدول وقعت "في أزماتٍ داخلية خانقة وأزمات خارجية بين بعضها البعض، لذلك تستثمر في سوريا سياسياً وعسكرياً لتجد مخارج لأزمتها".
وهي كما يوضحها سليمان:
أولاً تركيا؛ حيث تعاني الحكومة التركية بقيادة أردوغان من أزمةٍ داخليةٍ مفصليةٍ تؤسس لمرحلة جديدة مختلفة عن مرحلة أردوغان بكل المقاييس، ومن مظاهر هذه الأزمة -الانتخابات الأخيرة وخسارة المدن الكبرى وبشكل خاص
اسطنبول- الانشقاقات والاستقالات من قبل شخصيات تركيا مرموقة ومؤسسة لحزب العدالة والتنمية- تراجع الاقتصاد التركي بشكلٍ حادٍ رافقه تراجعٌ في قيمة الليرة التركية.
ثانياً إيران؛ تعاني من أزمةٍ اقتصاديةٍ حادةٍ لم يمرّ مثلها في التاريخ الإيراني مع حصار اقتصادي ومائي تقوم به إدارة ترامب.
ثالثاً روسيا؛ لا تستطيع الاستمرار دون ايجاد الحل السياسي لأسبابٍ اقتصاديةٍ وأخرى سياسية.
أما رابعاً فهي أمريكا؛ ستدخل بعد شهرين في عام الانتخابات الرئاسية وستشل السياسة الخارجية، كما أنّ التنافس بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري سيكون حاداً.
أكاذيب لشراء الوقت
يعلّل عضو منصة موسكو السابق أنّه "لا يمكن الاتفاق على الحلّ السياسي في سوريا لأن الدول مالكة الحل غير جاهزة، وأوضاعها تتعقد داخلياً وخارجياً".
وأنّ الحديث عن اللجنة الدستورية هو "شراء للوقت ريثما تختمر العوامل الموضوعية والذاتية"، بينما يعتبر الحديث عن المنطقة الآمنة هي "كذبة كبرى يضخها أردوغان في الإعلام"، وكذلك روسيا التي تقول أنّ الحرب السورية انتهت.
يختتم نمرود سليمان قراءته التحليلية في المشهد السوري لـ "نورث برس" بمرارة أن الحل في سوريا ما زال بعيداً.