مسيحيو دمشق يحيون الجمعة العظيمة وسط الأزمات ومخاطر كورونا

دمشق – نورث برس

أحيا آلاف المسيحيين الكاثوليك في العاصمة دمشق “يوم الجمعة العظيمة”، ذكرى صلب السيد المسيح، عبر الصلوات على درب الآلام في كنائس دمشق وسط أزمات نقص الوقود والمواصلات وغياب للإجراءات الاحترازية من كوفيد 19.

ويعد يوم “الجمعة العظيمة” من أبرز الاحتفالات الدينية المسيحية، التي تحيي ذكرى صلب السيد المسيح وموته ودفنه، وتسبق جمعة الاحتفال بعيد القيامة.

 وتتزامن الجمعة العظيمة في التوقيت الغربي مع عيد الفصح اليهودي، كما تعد يوم عطلة رسمية في العديد من الدول.

طقوس دينية

وقال الخوري منير أبو عساف، لنورث برس، إنَّ ” النساء يرتدين ثياباً سوداء علامة على الحداد في هذه المناسبة، في حين تبثّ مكبرات الصوت ترانيم خاصة مثل “اليوم علّق على خشبة”، ويتجمع آلاف المؤمنين في ساحات الكنائس، رافعين الصلوات إلى الله، حاملين مجسمات للسيد المسيح.

ومن أمام كنيسة سيدة دمشق في منطقة العباسيين، قال طوني، وهو شاب في العقد الرابع من العمر: “من طقوس اليوم حمل نعش المسيح الذي كان قد أُعد سابقاً في أحد الشعانين، ولفه بالورد تجسيداً لذكرى حمل المسيح.”

واليوم، شهدت كنيسة سيدة دمشق توافد مئات المسيحيين للاحتفال بالجمعة العظيمة، أو كما يسمى “جناز المسيح”،  وكذلك كاتدرائية سيدة النياح، وغيرهما من كنائس دمشق وريفها.

ويعيش في سوريا مئات الآلاف من المسيحيين، لكن عددهم داخل البلاد تراجع بشكل كبير منذ بداية القرن الماضي، بينما دمر عدد من الكنائس خلال الحرب التي تعصف بالبلاد منذ عشر سنوات.

احتفال بلا وقود

ولم تنجُ احتفالات الجمعة العظيمة، في دمشق وريفها، من تخفيض مخصصات الوقود ورفع أسعار المحروقات، ما انعكس سلباً على المحتفلين.

 وتشهد مناطق سيطرة حكومة دمشق أزمة مواصلات كبيرة، خصوصاً في وسائط النقل العامة التي توقف بعضها عن العمل بشكل نهائي.

وقال مالك محفوض، وهو من سكان  جديدة عرطوز في ريف دمشق، إنَ “خوري الكنيسة لم يستطع القدوم لعدم توفر مادة البنزين، ما جعل كنيستهم دون أي مظاهر احتفالية بهذا اليوم.”

مخاطر كورونا

ورغم الأزمات والمخاطر الصحية، واصل المسيحيون في البلاد الاحتفال بالأعياد والصلوات التي كانت جهود احتواء كوفيد -19 قد ألغتها العام الماضي.

وشهدت احتفالات “الجمعة العظيمة” في دمشق، غياباً للالتزام بإجراءات الوقاية من الجائحة في أبسط صورها، إذ كان المشهد الأعم هو غياب التباعد الاجتماعي.

وقال الخوري “أبو عساف”: “بقي المسيحيون السوريون يزورون كنائسهم، رغم وقوف كورونا حجر عثرة في وجه تقاليدهم العام الماضي، لِتعود هذا العام كل الاحتفالات وسط إجراءات وقائية في بعض الأحيان وبدونها غالباً.”

إعداد: آرام عبدالله- تحرير: حكيم أحمد