مقتل العشرات في سلسلة انفجارات دموية في مدينة سري كانيه خلال آذار / مارس

حسكة – نورث برس

تسبب الفلتان الأمني المستمر في مدينة سري كانيه (رأس العين) الخاضعة لسيطرة الجيش التركي والفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها، شمالي مدينة حسكة، بحصد أرواح العشرات في سلسلة انفجارات خلال شهر آذار/ مارس.

في حين واصلت المعارضة المسلحة، انتهاكاتها بحق المدنيين عبر قيامها بتنفيذ اعتقالات ومداهمات للمنازل في سري كانيه وتل أبيض شمال شرقي سوريا.

وتخضع مدينتا سري كانيه وتل أبيض لسيطرة القوات التركية وفصائل معارضة موالية لها، منذ الاجتياح التركي لمناطق شمال شرقي سوريا في تشرين الأول/أكتوبر عام 2019.

انفجارات واقتتال

وفي مطلع شهر آذار، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعتين من كتيبة “الحمزات” بسبب خلاف بين عناصرها على أحد منازل المدنيين في حي “المحطة الشمالي” الواقع غربي سري كانيه، أسفرت عن مقتل مسلح وإصابة أثنين أخرين.

في حين قتل عنصران وإصابة ثلاثة أخرين من فصيل سلطان ملك شاه، أثناء نقلهما لدرجة نارية مفخخة بالقرب من قرية الصالحية بريف مدينة سري كانيه، في السابع من آذار.

وعقب ذلك بيومين، أسفر انفجار سيارة مفخخة بحاجز يتبع للفصائل المسلحة، في قرية المبروكة بريف سري كانيه عن مقتل وجرح ما لا يقل عن ثمانية، بينهم مدنيين أثناء تواجدهم على الحاجز، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي الـ 21 من آذار، تسبب انفجار بالقرب من مقر الشرطة المدنية بمدينة سري كانيه، عن مقتل 11 شخصاً وجرح 6 أخرون بجروح متفاوتة الخطورة.

وبحسب المرصد السوري، بأن الانفجار وقع في مستودع للذخيرة لفصائل المعارضة.

وقتل شخصان على الأقل في الثالث والعشرون من آذار/ مارس الماضي، بانفجار سيارة مفخخة بالقرب من المنطقة الصناعية بمدينة سري كانيه.

وفي التاسع والعشرين من الشهر الماضي، تسبب انفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة بإحدى السيارات بالقرب من الشارع العام وسط مدينة سري كانيه، إلى مقتل مسلح وإصابة عدد أخر بجروح بالإضافة إلى أضرار كبيرة في المحلات التجارية القريبة.

مداهمات واعتقالات

وفي ظل حالة الفلتان الأمني التي تشهده المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش التركي، تواصل الفصائل المسلحة انتهاكاتها بحق المدنيين.

وبهذا الإطار، داهمت عناصر من المعارضة المسلحة في مطلع شهر آذار، منزل أحد المدنيين في بلدة حمام تركمان بريف مدينة تل أبيض، يدعى “عزام عبد القادر الابراهيم”، بحجة تفتيشه.

ليكتشف لاحقاً بسرقة العناصر المداهمين لمنزله مبلغ 50 مليون ليرة سورية.

في حين أفاد المرصد السوري، بأن فصيل “السلطان مراد” اعتقلت مدنياً في الـثاني عشر من آذار، واعتدت عليه بالضرب على خلفية خلافه مع عناصر عمليات الإحصاء التي تقوم بها المجلس المحلي بالمنطقة.

ووفق المرصد، بأن المجلس المحلي الذي انشئه تركيا بالمدينة، تعمل على إحصاء المنازل ومنح سكانها أوراق تثبت حق امتلاك معترف به محلياً.

فيما ذكرت مصادر محلية، لـنورث برس، بمداهمة المعارضة المسلحة لمنزل مواطن كردي يدعى “محمود عبدو” من قرية جيلكي بريف تل أبيض، والاعتداء عليه وعلى أفراد أسرته بالضرب بعد قيامهم بعملية تفتيش للمنزل.

ووفق المصدر، بأن المداهمين عمدوا إلى اعتقال “عبدو” بعد الاعتداء عليه بتهمة التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، ولا يزال مصيره مجهولاً حتى اللحظة.

ومنذ مطلع العام الجاري، شهدت مدينة تل أبيض، عمليات مداهمة واعتقال من قبل الفصائل المعارضة، طالت المدنيين والعشائر الموجودة بالمنطقة.

محاكمات

وصدرت السلطات التركية خلال شهر آذار، أحكاماً بالسجن لمدد تتراوح بين 5 أعوام و36 عاماً بحق 8 أشخاص تم اعتقالهم من منطقة سري كانيه ضمن الأراضي السورية وتم نقلهم لاحقاً إلى أحد سجون مدينة رها/ أورفا التركية.

وبحسب مصادر مقربة من عوائل المعتقلين، أوضحت، لـنورث برس، بأن المحكمة التركية اتهمت المعتقلين بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية رغم نفيهم، واصفاً ذلك بـ “التهم الجاهزة.”

وكانت تركيا قد حكمت في شهر شباط/ فبراير المنصرم، بالسجن 20 عاماً، على الشابين عزو خليل المجو وحسين محمد العزو، وسبع سنوات على الشاب محمد عيسى من مدينة سري كانيه، بعد اعتقالهم أواخر عام 2019، بالتهم ذاتها.

وكانت منظمة هيومن رايس ووتش أكدت في تقريرها الصادر في الثالث من شباط/ فبراير الفائت، إن تركيا وفصائل معارضة مسلحة موالية لها، قامت باعتقال 63 مواطناً سورياً على الأقل في شمال شرقي سوريا، ونقلهم بشكل غير شرعي إلى تركيا لمحاكمتهم على خلفية “تهم خطيرة قد تزجهم في السجن المؤبد.”

إعداد: دلسوز يوسف – تحرير: محمد القاضي