غياب وسائط النقل يتسبب في إغلاق مدارس بريف حلب الشمالي
حلب ـ نورث برس
تسبب غياب وسائط النقل بين حلب وريفها الشمالي، بإغلاق المدارس وحرمان عدد كبير من الطلاب في الريف من حقهم في التعليم.
وتعاني مدينة حلب وأريافها من أزمة مواصلات خانقة، تفاقمت في الأيام الأخيرة.
وأعرب معلمون وذوو طلاب عن استيائهم من توقف العملية التعليمية في معظم مدارس ريف حلب الشمالي.
مدارس مغلقة
وأغلقت المدارس في قرى (تلجبين، حردتنين، مسقان، كفرنايا، دير جمال، كفرناصح، بيانون ومعرسته الخان)، لعدم تمكن معلمين يقيمون في حلب من القدوم، لغياب المواصلات.
وقال حسن العبدالله (35 عاماً) اسم مستعار لأحد سكان ريف حلب الشمالي، وهو والد أحد الطلاب، إنه الإغلاق أثر على سير العملية التعليمية.
وأضاف لنورث برس: “العام الدراسي أوشك على الانتهاء، وإغلاق المدارس سيؤثر على الطلاب.”
وتساءل “العبدالله”، “من يتحمل مسؤولية هذا الإغلاق وانقطاع العملية التعليمية؟.”
وتضم مدرسة مسقان في ريف حلب الشمالي، 12 شعبة صفية للحلقتين التعليميتين الأولى والثانية، يوجد فيهما أكثر من 300 طالب وطالبة من مختلف الأعمار، بحسب مدير المدرسة.
وقال صبحي المصطفى (45 عاماً) وهو مدير المدرسة، لنورث برس: “غياب المعلمين القسري دفعني لصرف الطلاب لمنازلهم.”
وأضاف: “معظم الكادر التعليمي في مدرستي من مدينة حلب ولا يستطيعون القدوم لدوامهم الرسمي بسبب غياب المواصلات في ظل أزمة المحروقات.”
وأشار إلى أنهم يجهلون إلى متى سيستمر توقف العملية التعليمية ومتى ستحل أزمة المواصلات المرتبطة بالمحروقات.
وطالب مدراء المدارس في الريف الحلبي، مديرية تربية حلب، بمواصلة العملية التعليمية، “ولكن لا ندري كيف سيصل زملائنا المقيم في المدينة إلى المدارس”، بحسب “المصطفى”.
وقال: “أرياف حلب بالأساس تعاني من نقص المواصلات. فكيف مع هذه الأزمة الخانقة.”
تغيّب إلزامي
ويتعاقد معلمون من حلب، مع مكروباصات لنقلهم من المدينة إلى مدارسهم في الريف.
وقالت حسنة الخالد (30 عاماً)، وهي مدرّسة تقيم في حلب وتعمل في مدرسة كفرنايا بالريف الشمالي لحلب: “نحن مجموعة معلمين كنا متعاقدين مع ميكرو باص صغير ينقلنا إلى مدرستنا.”
ويدفع كل معلم مبلغ ستة آلاف ليرة سورية أسبوعياً لسائق الميكرو، لنقلهم مسافة لا تتجاوز 30 كيلو متر، بحسب “الخالد”.
وأضافت لنورث برس: “صحيح أن هذا المبلغ كان كبيراً نظراً لأن رواتبنا الحكومية الشهرية لا تتعدى 50 ألف ليرة، لكن لم يكن لدينا خيار آخر .”
ولكن عدم تمكن سائق الميكرو باص من تأمين مادة المازوت وتوقفه عن العمل، “حال دون تمكننا من الاستمرار في الذهاب إلى المدرسة.”
ورغم مطالبات المعلمين المتكررة من مديرية التربية في حلب، “بضرورة توفير وسيلة نقل حكومية تقلّنا إلى مدارسنا إلا أنه لم نتلق أي جواب”، بحسب المدرّسة.
وأضافت: “نحن مطالبون بالدوام وعدم الغياب، ومهددون بالفصل من الوظائف في حال تجاوز غيابنا15 يوماً، إضافة إلى أنه سيتم خصم مبلغ مالي عن كل يوم نغيبه عن مدارسنا.”
وأشارت إلى أن التربية تعتبر غياب المعلمين غير مبرر، “ولا تنظر في أسباب هذا التغيب ولا تعالج مشكلته.”
إجراءات جديدة
واتخذت مديرية المحروقات في محافظة حلب إجراءات جديدة تقضي بتخفيض مخصصات السيارات من المحروقات.
وخصصت كمية 20 لتراً كل أربعة أيام للسيارات العمومية (تكسي)، و20 لتراً كل سبعة أيام للسيارات الخاصة.
وتوقف محمد علي شربو (60 عاماً) وهو سائق ميكروباص، عن نقل معلمين ومعلمات إلى بعض مدارس ريف حلب الشمالي منذ ثلاثة أيام.
وقال لنورث برس: “منذ ثلاثة أيام لم أستطع الحصول على المازوت نظراً لنقص الكمية، فكمية الـ20 لتراً التي نحصل عليها كل يوم تم تخفيضها إلى 10 لترات كل يومين.”
وأوقفت مديرية المحروقات في محافظة حلب، مخصصات السرافيس من مادة المازوت ضمن البلد، بشكل كامل، بينما يتم توزيع 10 لترات للسرافيس العاملة على نقل الركاب من المدينة إلى الأرياف وبالعكس.
وأشار إلى أن تلك الكمية لا تكفي، “نعمل من الصباح حتى المساء في نقل الركاب من الريف إلى المدينة عدا عن نقل المعلمين ذهاباً وإياباً.”
وأضاف “شربو”: “لا نستطيع الاستمرار بالعمل، فسعر المازوت الحر وصل لأكثر من 2500 ليرة للتر الواحد. لذلك توقفنا عن العمل لحين تأمين المحروقات.”