مسؤول سابق بالاستخبارات الأمريكية: الولايات المتحدة لن تسلّم بندقية مكافحة الإرهاب للأسد أو لتركيا

واشنطن – هديل عويس NPA
تتصدَّر أخبار تنظيم الدولة الإسلامية الواجهة في واشنطن, وخاصةً بعد تصريحاتٍ متعلقةٍ بعودة التنظيم, والصادرة من القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي و"بريت ماكغورك" المبعوث السابق للتحالف الدولي لمحاربة "الدولة الإسلامية" و"جيمس ماتيس" وزير الدفاع الأمريكي السابق.
وفي الذكرى السادسة لاتخاذ الولايات المتحدة قرارها التاريخي بالتدخل لأوَّل مرة في سوريا عبر دعم القوات المحلية المقاتلة لتنظيم الدولة في عين العرب/كوباني السورية، يقول المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية "CIA" نورمان راوول في تصريحاتٍ خاصةٍ لـ "نورث برس" إنَّه من المهم فهم نظرة الولايات المتحدة لتنظيمات مثل "الدولة الاسلامية" و"القاعدة" لندرك أنَّ البقاء في سوريا واستمرار دعم القوات المحلية (قوات سوريا الديمقراطية) هو قرارٌ مستدامٌ.

العدو الأوَّل
ويُردف أنَّ الولايات المتحدة تنظر إلى "القاعدة" و"الدولة الاسلامية" على أنَّها العدو الأوَّل للولايات المتحدة والذي صدَّر أفكاراً قادت إلى عمليات إرهابية ضدَّ المواطنين الأمريكيين. مشيراً إلى أنَّ  تطورات مثل استقالة بولتون لا تؤثر على المشهد السوري وخاصةً المعركة مع تنظيم "الدولة الاسلامية".
ويؤكّد راوول أنَّ المؤسسات الأمريكية تُدرك أنَّ قوة تنظيم مثل "الدولة الاسلامية" تأتي من "بث الأفكار المتطرفة والقدرة على العودة إلى النشاط أمام أي فراغٍ سياسيٍ وعسكريٍ"، وقدرته في حال نشط على الأرض على العودة ايضاً لتصدير التطرف إلى الخارج وبالتالي مهما كانت قرارات الإدارة الحاكمة للبيت الأبيض انعزاليةً لن يكون هناك تهاونٌ مع اعتبار "الدولة الاسلامية" عدواً أساسياً ووجوب استمرار ضمان هزيمته.
ويشير راوول إلى أنَّ القائمين على الملف السوري مثل جيمس جيفري، وجنرالات الدفاع العاملين على الأرض السورية لا يختلفون مع بولتون قيد أنملة على ضرورة الإبقاء على بنيةٍ تحتيةٍ مستدامةٍ (عسكرية ومدنية) من أبناء المنطقة تدعمهم الولايات المتحدة لضمان عدم إعطاء التنظيمات المتطرفة الفرصة للعودة إلى نشاطاتها.
ويضيف أنا مع تفهم المؤسسات المستدامة رغبة أية إدارةٍ أمريكيةٍ بالإعلان عن سحب الجنود من سوريا وتخفيف الوجود الامريكي في الشرق الأوسط، ومع عدم رغبتها أيضاً بتحول حرب سوريا إلى حرب افغانستان أخرى (التي بقي الجنود الامريكيين فيها لمدة تصل إلى 15 عاماً). نرى أنَّ جهوداً "غير عاديةً تُبذل من هؤلاء لدعم "قسد" لضمان عدم الحاجة لإرسال المزيد من الجنود الأمريكيين, ولكي لا يكون هناك فراغ في المنطقة تستغله التنظيمات المتطرفة".

بندقية قتال الإرهاب لن تُوضع بيد تركيا
يشير راوول إلى المستوى العالي من الاهتمام الأمريكي غير المتغير بمحاربة "التنظيمات الإرهابية منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر", والذي امتد إلى إشراك الحلفاء العرب مثل المملكة العربية السعودية في الحرب ضدَّ "القاعدة" و"الدولة الإسلامية"، مضيفاً أنَّ تجربة سحب بعض القوات من العراق في عهد الرئيس اوباما أكّدت للمؤسسات الأمريكية بما لا يدع مجالاً للشك بأنَّ هذا النوع من الإرهاب يعود بمجرد التهاون للحظةٍ في محاربته, والذي قد يصل إلى الأراضي الأمريكية بسرعةٍ قياسيةٍ بشكل مختلف عن خطر "ميليشيات" إيران المختلف على طريقة محاربتها في أمريكا والغرب.
ويرى راوول في الجُهد الأمريكي الذي بذل للبحث عن حلفاء في سوريا سبباً يدفع واشنطن إلى التمسك بمكتسباتها وعدم التخلي عنها، إذ يصف التجربة مع "قسد" بالمثمرة والمتناسبة مع قدرة وزارة الدفاع على اقناع أي إدارةٍ باستمرار تقديم الدعم لهذه التجربة التي لا تضطرنا إلى إرسال جنود أمريكيين لمحاربة هذه التنظيمات.
ويلفت راوول أنَّ "الخصوم الآخرين في سوريا من النظام السوري وروسيا وإيران وتركيا متلاعبين، وتجاهلوا الخطر الأساسي (الدولة الإسلامية) ويسعون إلى خلط الاوراق ومقاتلة أعدائهم الأساسين بحجة مكافحة الإرهاب ما يجعل القناعة راسخةً بضرورة استمرار تجربتنا في سوريا وترسيخ دعمها لأنَّ أيَّ انهيارٍ في صفوف هذه القوات الحليفة يعني فراغاً يستغله الأسد وحلفائه".
ويشير راوول إلى أنَّ أمريكا بمؤسساتها مقتنعةٌ أنَّ بندقية قتال "الدولة الاسلامية" لن يتم تسليمها لـ"أسد وحلفائه أو لتركيا ليعيثوا الخراب والفساد والقمع من جديد في المنطقة لتحقيق مآربهم وتوجيه بندقية الإرهاب في نهاية المطاف نحو مقاتلة مصالح الأمن القومي الأمريكي".

إعادة الإعمار
يقول المسؤول السابق في "سي آي أي" نورمان راوول إنَّ حتى أموال إعادة الإعمار "لن تمنحها الولايات المتحدة للأسد وحلفائه لأن هذا يقويهم ضدَّنا، وبدلاً من ذلك سيتم التركيز على إعادة إعمار مناطق "قسد" والتي نضمن أنَّها منطقة ستمنع التنظيم المتطرف دائماً من العودة".