الحكومة السورية تمنع عودة الزوار من ريف حلب الشمالي لمركز المدينة

حلب – فراس الأحمد – NPA
تمنع قوات الحكومة السورية عودة الزوار من مناطق ريف حلب الشمالي لمركز مدينة حلب عقب السماح لهم بدخولها لزيارة عوائلهم المحاصرة من قبل الحكومة منذ عامٍ ونصفٍ.
ونزح أكثر من /350/ ألف مدني من سكان عفرين إلى مناطق ريف حلب الشمالي والتي تسيطر عليها الحكومة السورية والإدارة الذاتية بعد سيطرة الجيش التركي وفصائل المعارضة المسلَّحة على مركز مدينة عفرين في 18 آذار/مارس 2018.
وتفرض قوات الحكومة السورية منذ بداية دخول مهجَّري عفرين لمناطق سيطرتها شمالي حلب، حصاراً، يقضي بمنع دخول أو خروج أي فردٍ من تلك المناطق إلا الموظفين منهم والطلبة.
وكانت تسمح لفترة طويلة بدخول وخروج الطلاب والموظفين عبر آلية استلام الهوية الشخصية وتركها على حاجز لـ"الأمن العسكري" وإعطاء الزائر وصلاً عليه رقم تسجيل دخوله، وفي العودة يستلم الزائر هويته بعد إظهاره للوصل دون أن تتعرض له الحواجز السبعة الموجودة على طريق حلب – فافين.
لم تدم فترة السماح وعاد تضييق الحواجز الحكومية على الأهالي لمنعهم من الزيارات، بل وقامت بمنع الزوار الذين دخلوا مناطق ريف حلب الشمالي بالعودة إلى منازلهم في حلب على الرغم من وجود إيصالاتٍ تثبت بأنَّ دخولهم جاء عن طريقهم.
من بين عشرات الزوار العالقين شمالي حلب، هناك العديد من طلبة الجامعة الذين يخططون لدخول المدينة عبر طرق التهريب والتي تصل كلفتها إلى /100/ ألف ليرة سورية (180 دولار) من أجل قطع /10/ كيلومترات.
(م – ق) أحد سائقي التكاسي في مدينة حلب لم يذكر أسمه تخوفاً من اعتقاله من قبل القوات الحكومية قال بأنَّه قام بتهريب طالبين جامعيين من مهجَّري عفرين إلى مدينة حلب بعد رفض الحواجز إخراجهم من هناك بعد محاولاتٍ دامت لأيامٍ متتاليةٍ.
ونوه السائق بأنَّ الشابين حاولا الخروج من بلدتي  نبل والزهراء, الخاضعتين لسيطرة قوات مدعومة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني, ولكن مطالبة الحاجز الرئيسي هناك بمئة ألف ليرة سورية منعهم من الخروج على الرغم من حصولهم على وصل زيارة من قبل الحاجز المؤدي لريف حلب الشمالي.
وبين السائق بأنه دفع للحواجز مبالغ مالية لإخراج الشابين من تلك المنطقة قائلاً لقد "دفعت /12,000/ ليرة (20 دولار) لكل حاجز".
وتُعرف الحواجز الحكومية في حلب والطريق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة والمدن السورية الأخرى بأنَّها تفرض مبالغ مالية على الأهالي مقابل المرور عبر الحاجز وتسهيل أمورهم.
وما زال العشرات من العوائل العالقة في ريف حلب الشمالي تحمل وصل الزيارة الذي دخلت به تلك المناطق، ولكن دون فائدة, لأن الحواجز لا تسمح لأحدٍ بالخروج من المنطقة بهدف الحصول على مبالغ مالية من الأهالي وسائقي السيارات في تلك المنطقة.