تفاقم ازدحام وتصاعد في التسعيرة.. أزمة مواصلات حادة في دمشق
دمشق – نورث برس
قال سكان في مدينة دمشق إن أزمة نقل خانقة تشهدها العاصمة دمشق تتزامن مع ارتفاع متصاعد بالتعرفة، دون تقديم الحكومة السورية لأي حلول للمشكلة التي تعطل الحياة والأعمال في المدينة.
وتعيش مناطق سيطرة الحكومة السورية نقصاً في توفر الوقود يلقي بثقله على عدة نواح أبرزها عدم توفر وسائل مواصلات عامة داخل العاصمة والمدن الرئيسة.
وقال محمد العز (22 عاماً)، وهو اسم مستعار لطالب في كلية الفنون، إن عليه الانتظار كل يوم ما يقارب ساعة ونصف للحصول على مقعد في المواصلات العامة للوصول إلى كليته.
وأضاف: “أحصل على مقعد لكن بعد حرب من المزاحمات والركض خلف السرافيس الممتلئة.”
ويوم أمس الأحد، قال محمد عيد، وهو صحفي متخصص بالشؤون الاقتصادية، أن وزارة النفط السورية ربما تمهد ببيانها حول تأثير إغلاق قناة السويس للإعلان عن انقطاع إمداداتها من المشتقات النفطية.
وكان بيان لوزارة النفط السورية قد ذكر أنها تقوم حالياً بترشيد توزيع الكميات المتوفرة من المشتقات النفطية (المازوت والبنزين) بما يضمن توفرها حيوياً لأطول زمن ممكن بانتظار عودة حركة السفن لطبيعتها بقناة السويس والتي قد تستغرق زمناً غير معلوم بعد.
أجرة تزداد
ومنذ العام الماضي، وبعد ارتفاع تسعيرة النقل الداخلي من 50 ل.س إلى 100 ل.س، والسعر ما يزال يتصاعد في “الفانات الصغيرة وتكاسي الأجرة والباص.”
وزاد من صعوبة المشهد الحد من مخصصات المحروقات في دمشق، ورفع الحكومة السورية أسعار البنزين المدعوم وغير المدعوم ليصبح سعر اللتر 750 ل.س.
وقالت سنا محمد (26 عاماً) وهو اسم مستعار لموظفة في القطاع العام، لنورث برس، إنها تدفع أكثر من نصف راتبها الشهري على المواصلات والنقل.
وأضافت “منذ سنة وأنا أسكن في المهاجرين وكانت كلفة ذهابي إلى عملي بركوب ميكرو باص ثم فان تبلغ 500 ليرة سورية ذهاباً و إياباً.”
أما اليوم “فأصل إلى الفان بعد دفع 200 ل.س للسرفيس، لأدفع 500 ليرة أخرى.”
وأشارت “محمد” إلى أنها “فضلاً عن التكلفة العالية، انخفضت وسائل النقل كثيراً في الآونة الأخيرة، فأحياناً أضطر للانتظار ساعة أو ما يزيد عن ذلك للحصول على مكان في إحدى وسائط النقل، لتأخذني إلى عملي.”

شجارات على مقعد
ويقوم اليوم العديد من السائقين ببيع مخصصاتهم من المحروقات في الصباح الباكر والامتناع عن العمل لباقي اليوم، لأنه حسب قولهم، توفر عليهم عناء النزول والانتظار الذي من الممكن أن يمتد لبضعة أيام للحصول على البنزين من محطة الوقود.
وقال صاحب كشك لبيع القهوة والدخان لسيارات النقل العام في المزة، لنورث برس، إن أغلب سائقي النقل العام متعاقدين مع مدارس وطلاب وشركات خاصة، فيقول لك السائقون إنهم يسهرون كل الليل على محطات الوقود ويبيعونه في الصباح.
وأضاف: “يتشكل مشهد من انتشار السكان وتجمعهم على مواقف وزاويا الطرقات الرئيسية للحصول على مقعد أو مكان للوقوف في وسائط النقل، وأحياناً تستمر عميلة الانتظار لمدة ساعة.”
وذكر: أن “حالة الانتظار تخلق اضطراباً بين السكان، وتتطور الأمور أحياناً إلى الشجار على حجز مقعد أو من صعد أولاً إلى وسيلة النقل.”