نساء من دمشق يروين تفاصيل “غير طبيعية” عن التدبير المنزلي وسط الأزمات
دمشق- نورث برس
كشفت نساء يعشن مع عائلاتهن في العاصمة دمشق وريفها عن تفاصيل وصفنها بـ”غير الطبيعية” لما تمر به عائلاتهن هذه الأيام.
وتعكس أساليب التقشف والكفاح في أعمال بسيطة مستوى التدهور المعيشي في مناطق سيطرة الحكومة السورية حيث تقول أمهات إنهن أصبحن يحملن هم إسكات جوع أبنائهن ويبحثن جاهدات عن أي وسيلة لتحقيق ذلك.
وبعد سنوات من الأزمات التي أفقرت موائد السوريين، أصبح التدهور مؤخراً يهدد بإفراغ تلك الموائد مما يسد رمق الأطفال والكبار.
وتجاوز سعر صرف الدولار الأميركي الواحد، خلال الأسبوع الماضي، حاجز 4.700 ليرة سورية، بينما سجلت الليرة السورية تحسناً ملحوظاً هذا الأسبوع لتسجل في أسواق دمشق، الاحد، 3.270 ليرة سورية للدولار الواحد، بحسب موقع الليرة اليوم.
“خبز وزيت”
ووجدت ربات منازل أنفسهن مجبرات على حسابات تؤمن البقاء، فربطة الخبز التي تحتوي سبعة أرغفة أصبحت تقسم بشكل متساوٍ على الوجبات في ظل صعوبة الحصول عليها.
تقول أخرى إنها أخبرت جارتها عن حسرة بقيت في قلبها لأنها لم تستطع تقديم هدية لابنها البالغ من العمر ستة أعوام بعد تفوقه في فصله الدراسي الأول.
لكنها فوجئت بحديث الجارة عن محاولاتها إقناع ابنها “لتصغير السندويشات بين الوجبات” لتتمكن من ترك شيء من الخبز له على العشاء.
وتحرص صفاء، وهو اسم مستعار لسيدة تعيش في العاصمة، على إبقاء مادتي الخبز والزيت إلى جانب كمية محدودة من المنظفات كأولوية لحساباتها الشهرية.
تقول لنورث برس: “وكل ما عدا ذلك يجب وضع احتمالات الاستغناء عنها.”
وتضيف: “لقد استغنيت عن الكثير من المواد الأساسية، أقوم بحسابات من قبيل البرغل أوفر من الرز فأعتمد عليه، كما أن بعض أصناف الخضار ما تزال رخيصة.”
وتعمل صفاء، الأم لثلاثة أطفال، في وظيفة حكومية براتب شهري يجاوز قليلاً الخمسين ألف ليرة، في حين يضطر زوجها للمداومة عل عملين، “حتى يحصّل أجرة المنزل الذي نسكنه.”
ووفقا لليونيسف، فإن أكثر من نصف مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم بسبب سوء تغذية مزمن.
“خضار وحشائش”
وقالت أمل محمد، التي تعيش مع زوجها في الغوطة الشرقية حيث يعمل ناطوراً لمزرعة هناك، إنها تبيع كميات قليلة من الخضار التي زرعتها جانب غرفتها لتؤمن بعض الاحتياجات.
وكانت “محمد” قد زرعت المساحة الصغيرة بهدف استخدام منتجاتها لعائلتها، إلا أنها لم تجد وسيلة غير هذه لتأمين احتياجات أساسية.
وتشير المرأة إلى أن اعتماد عائلات الريف على حشائش برية في بعض الأيام أصبح ينقذ ربات منازل من مبالغ لا يستطعن تأمينها لوجبة الغداء.
وحتى في أحياء العاصمة، قد تجد نساء يقطفن نباتات من جوانب الأرصفة ومنصفات الطرق الرئيسة لتأمين وجبة أو لبيعها بهدف تأمين مادة أكثر ضرورة بثمنها.
“حبتان من خضار”
وتشهد سوريا تفاقماً حاداً في الأوضاع المعيشية في ظل موجة ارتفاع أسعار لمستويات غير مسبوقة عل خلفية انهيار قيمة الليرة السورية.
و اختفت عادات النظام الغذائي التي كانت تتبعها بعض العائلات مع أبنائها، حرصاً على نموهم.
وما عاد هناك أهمية لوجود بروتينات أو فيتامينات ما دام الخبز أصبح رفاهية بالنسبة للبعض.
تقول مها رعد، وهي أم لطفلين: “لم تعد حياتنا حياة أناس طبيعيين، أعجز عن تأمين لباس وطعام كاف لطفليّ.”
وتشير إلى قيامها مؤخراً بإعادة خياطة ملبوسات قديمة لتناسب مقاس الطفلين.
تضيف بأسى: “معظم النساء أصبحن محترفات في حسابات الاقتصاد المنزلي، حبتان من كل نوع من الخضار، والقليل من الزيت الذي أصبح يباع بأكياس صغيرة.”