الرقة – نورث برس
يقول نازحون في مخيم جروة، 25 كم شمال مدينة الرقة، شمالي سوريا، إنهم لا يملكون الإمكانات المادية للاستمرار في شراء الطحين لإعداد الخبز أو شرائه من الباعة في ظل ارتفاع أسعارهما لأضعاف خلال العام الجاري.
ووفقاً لهؤلاء النازحين، فإن المنظمات الإنسانية العاملة في الرقة لم تقدم مادة الخبز لنازحي المخيم منذ تاريخ إنشائه، أي قبل أربع سنوات، في ظل امتناع أصحاب أفران في المنطقة عن بيعهم الخبز.
لا مخصصات
ويعد مخيم جروة من المخيمات العشوائية ويقع بجوار سلسلة من المخيمات كمخيم حزيمة والحتاش والجربوع، ويزيد تعداد سكانه عن 150 عائلة، معظمهم من النازحين من ريف دير الزور الشرقي.
ولا يخصص مكتب التموين والأفران ببلدية الشعب في الرقة أي مخصصات من مادة الطحين لنازحي المخيمات العشوائية، “لأن عدداً من المنظمات تولّت مسؤولية توزيع الخبز عليهم.”، بحسب تصريح سابق لرئيس المكتب مصطفى بوزان.
وبحسب دائرة حماية المستهلك ومتابعة الأسواق في لجنة الاقتصاد التابعة لمجلس الرقة المدني فإن منظمتيCHF ومنظمة بلومونت توزعان مادة الخبز في بعض المخيمات العشوائية في ريف الرقة.
وقال جميل الجدوع (34 عاماً)، وهو نازح من بلدة العشارة في ريف دير الزور الشرقي يعيش في مخيم جروة، إنه يواجه صعوبات في تأمين مادة الخبز لعائلته، “فلا منظمات تقدم ولا الأفران تعطينا.”
وفي كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، قامت منظمة (CHF) بأخذ إحصائيات كاملة لسكان المخيم وإجراء الدراسات اللازمة لأوضاع النازحين بهدف تقديم مادة الخبز.
لكن نازحين في المخيم قالوا، لنورث برس، إنهم لم يحصلوا على أي ربطة خبز حتى الآن.
ويضطر النازحون لشراء الطحين وإعداد الخبز، حيث يبلغ ثمن كيس الطحين (50 كغ) أكثر من 70 ألف ليرة سوريا، فيما يلجأ آخرون لشراء الخبز من الباعة بأسعار مرتفعة (ست أرغفة بألف ليرة سورية).
أيام بلا خبز
وتباع عشرة أرغفة من الخبز المدعوم في الأفران بـ200 ليرة سورية، فيما تباع ربطة الخبز السياحي (7 أرغفة) بألف ليرة.
وأشار “الجدوع” إلى أنه في كل مرة يذهب إلى الأفران في محاولة للحصول على الخبز، “أعود صفر اليدين بسبب رفض القائمين على الأفران بيعنا.”
ويواجه النازحون في المخيمات العشوائية ظروفاً معيشية صعبة في ظل انهيار قيمة الليرة السورية وارتفاع أسعار كافة المواد الغذائية والاستهلاكية وعدم كفاية وانتظام المساعدات المقدمة من المنظمات.
وتلجأ فاطمة محمد (41 عاماً) وهي نازحة من ريف دير الزور الشرقي وتقيم في مخيم جروة مع أطفالها الثمانية، في الأيام التي لا تتمكن من تأمين الخبز إلى إطعام أطفالها الرز أو البرغل، “قد تمر عدة أيام ونحن بلا خبز.”
وعبرت النازحة عن استيائها لعدم قدرتها على استمرار شراء الطحين، “كيس الطحين لا يكفي عائلتي أسبوعين، هذا في حال تمكنت من شرائه فنحن عاطلون عن العمل ولا نملك قوت يومنا.”
وقبل عدة أيام ذهبت “محمد” إلى فرن قرية الحكومية المجاورة للمخيم لشراء الخبز، “لكنني لم أتمكن من الحصول عليه رغم انتظاري لساعات.”
شكاوى
ووفقاً لنازحين، فإنهم قدموا عدة شكاوى إلى مجلس قرية حزيمة لحل مشكلة الخبز، “ليرد الأخير أن مكتب الأفران التابع للجنة الاقتصاد لم يخصص أي كمية من الطحين للنازحين.”
لكن مصطفى عباس، وهو رئيس دائرة حماية المستهلك ومتابعة الأسواق في لجنة الاقتصاد التابعة لمجلس الرقة المدني، قال إنه لم تردهم إلى الحين أي شكوى من قبل النازحين المقيمين في المخيمات العشوائية فيما يتعلق بموضوع الخبز، “لذلك لم تتخذ الدائرة أي إجراء.”
وقال “العباس” إن دائرة حماية المستهلك تقوم حالياً بإجراء إحصائيات للسكان في المخيمات العشوائية في ريف الرقة الجنوبي وسوف يتم إحصاء المخيمات في الريف الشمالي خلال الأسابيع القليلة القادمة.
“وبناء على تلك الإحصائيات سوف يتم تخصيص مادة الطحين لكل مخيم لم يستهدف من قبل المنظمات بتقديم مخصصاته لأقرب فرن في منطقة المخيم”، بحسب “العباس”.