ظروف الحرب تدفع المرأة شمالي إدلب للعمل رغم قلة الأجور وخطورة المهن
إدلب – نورث برس
مع صباح كل يوم، تخرج “أم يمان” الامرأة الأربعينية من خيمتها على الحدود السورية التركية بالقرب من بلدة أطمة شمالي إدلب، للعمل في إحدى الورش الزراعية في منطقة سرمدا.
ودفعت الحرب السورية، مئات النساء للتوجه للعمل بمهن مختلفة في ظل صعوبات ومخاطر يتعرضن لها خلال العمل, بالإضافة إلى غبن في الأجور مقارنة بساعات العمل الطويلة.
وعلى الرغم من أن الأجور قليلة، إلا أن أم يمان والعشرات من قريناتها يضطررن للعمل نظراً لسوء الأوضاع المادية للسكان والنازحين في المنطقة.
ووفقاً لتقارير البنك الدولي، يعيش 87% من سكان سوريا تحت خط الفقر.
وقالت “أم يمان”, المنحدرة من بلدة كفر سجنة جنوبي إدلب لنورث برس: “منذ نزوحنا قبل نحو عامين ونتيجة سوء الأوضاع المعيشية اضطررت للعمل في إحدى الورش النسائية الزراعية.”
وأضافت: “على الرغم من أن الأجور قليلة جداً, إلا أننا نضطر للعمل 10 ساعات يومياً لقاء 10 ليرات تركية (نحو ستة آلاف ليرة سورية)، وهذه الأجور لا تكاد تكفي تكلفة طبخة خضار.”
وأشارت “أم يمان” إلى أنه لا يوجد لديها سبيل آخر لتحصيل المال غير هذا العمل تؤمن من خلاله لأطفالها قوت يومهم، كما أنها لا تملك شهادة أو خبرة تؤهلها لمهنة أخرى أكثر أماناً.
وكغيرها من الأرامل، ذهبت مراراً إلى المجالس المحلية لتقديم طلب مساعدة، لكن كل ذلك كان دون جدوى”, على حد قولها.
وتعمل “مريم الحمود” (33 عاماً)، وهي نازحة من بلدة معرة حرمة جنوبي إدلب، في أحد معامل الخياطة في مخيمات النازحين قرب أطمة.
وتقول “مريم” لنورث برس: “أعمل هنا من أجل إعانة زوجي في مصاريف المنزل.”
وأضافت أنه “في ظل الغلاء الفاحش الذي تشهده الأسواق، يتجاوز مصروف العائلة اليومي الـ30 ليرة تركية، (18 ألف ليرة سورية).”
وكشفت تقارير غير رسمية ارتفاع نسبة عمالة النساء في الأسواق السورية إلى أكثر من 80% نتيجة لظروف فرضتها الحرب على الرجال، وتوجه قطاعات كثيرة للاستعانة بالعاملات لسد حاجتها في العمل.
ولسوء الأوضاع المادية والأمنية لم تكمل ميساء عبد الرحمن (28 عاماً) وهي نازحة من حماة تقيم في مخيمات أطمة، دراستها.
وقبل سبع سنوات نزحت “عبد الرحمن” مع عائلتها إلى مناطق شمال إدلب، وتقول: “نظراً لعدم توفر الأمان وبعد الجامعات عن مكان إقامتي، فضلاً عن سوء الأوضاع المادية التي تعاني منها عائلتها تركت الدراسة.”
واضطرت “ميساء” للعمل في أحد محال بيع الألبسة النسائية في بلدة أطمة، “العمل ليس صعباً لكن ساعات العمل طويلة.”
وتعمل منذ الساعة التاسعة صباحاً وحتى السابعة مساءاً، وعلى الرغم من أن ساعات العمل طويلة إلا أن راتبها الشهري لا يتجاوز الـ50 دولاراً أميركياً, على حد قولها.