ناشطات وحقوقيات يرفضن الحكم بالسجن المؤبد بحق كردية سورية معتقلة لدى تركيا
القامشلي – نورث برس
أعربت حقوقيات وناشطات في أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني، عن رفضهن لحكمٍ صادرٍ من محكمة تركية يقضي بالسجن المؤبد على متطوعة سابقة في قوات سوريا الديمقراطية.
وأصدرت محكمة تركية، الثلاثاء الفائت، حكماً بالسجن “مدى الحياة” على دوزكين تمو وهي متطوعة سابقة في صفوف قوات سوريا الديمقراطية وتشتهر باسم “جيجك كوباني.”
وقالت مزكين حسن، رئيسة مركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة في سوريا، إن “تركيا أثبتت أنها دولة احتلال من خلال محاكمة جيجك كوباني وفقاً لمعاهدات جنيف.”
وتحظر اتفاقيات جنيف الأربعة وبروتوكولاتها للعام 1949، “النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص ونفيهم من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال أو إلى أراضي أي دولة أخرى.”
وأضافت “حسن” لنورث برس: ” كمركز بحثي وحقوقي نعتبر المحاكمة غير عادلة كونها (جيجك) لم تقاتل الدولة التركية على أراضيها.”
وتنحدر دوزكين تمو (26 عاماً)، والمعتقلة لدى تركيا، من مدينة كوباني شمالي سوريا وتطوعت ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية، “بمهمات إنسانية.”
ونُقلت “تمو” إلى داخل الأراضي التركية، بعد اعتقالها في 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 أثناء هجوم فصائل المعارضة السورية المسلحة التابعة لتركيا على مدينتي تل أبيض وسري كانيه شمال شرقي سوريا.
وتقول مزكين حسن رئيسة مركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة في سوريا إن “دوزكين تمو مواطنة سورية واعتقلت ضمن الجغرافيا السورية وعلى أيادي سوريين.”
ويرى مسؤولون في شمال شرقي سوريا احتجاز دوزكين تمو لدى السلطات التركية ومحاكمتها ضمن الأراضي التركية تصرفاً غير قانونياً وخرقاً للاتفاقات الدولية.
وأمس الخميس، قالت إلهام أحمد رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، خلال تدوينة نشرتها على حسابها في موقع “تويتر” إن حكم القضاء التركي، العضو في حلف الناتو، غير قانونيّ.”
وبحسب مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا فإن “تمو عرضت لأول مرة للمحاكمة في الثاني من حزيران/ يونيو من العام الماضي في مدينة أورفا التركية، رغم أنها مواطنة سورية.”
من جهتها قالت ستير قاسم، عضو مُنسقية مجلس المرأة في شمال شرقي سوريا، لنورث برس، إن “القرار التركي بحق جيجك كوباني باطلٌ كونها مواطنة سورية.”
وتشهد تركيا تدهوراً خطيراً في معايير حقوق الإنسان منذ إن تسلم حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم سواء في الداخل التركي أو في الخارج، بحسب “قاسم”.
ودعت “قاسم”، منظمات المجتمع المدني والتنظيمات النسوية والحقوقية في سوريا والعالم للضغط على الدولة التركية لكي تتراجع عن قرارها وتعيد المواطنة السورية إلى بلدها سوريا.”
وفي لقاءٍ مع نورث برس أمس الخميس، طالبت وحيدة عثمان وهي والدة دوزكين تمو، منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة بالتدخل لإيقاف حكم وصفته بـ”غير القانوني” صدر عن محكمة تركية بحق ابنتها.
وتواصل السلطات التركية خرق القانون الدولي وفق مركز توثيق الانتهاكات، حيث تجاوز عدد السوريين الذين قامت بنقلهم لمحاكمتهم ضمن أراضيها 140 شخصاً.
كما اعتقلت 49 شخصاً آخرين في أراضيها بحجة دعمهم لقوات سوريا الديمقراطية أو الإدارة الذاتية, بحسب مركز توثيق الانتهاكات شمال شرق سوريا.
ورأت سهام عموكة، وهي عضو في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، الحكم بالمؤبد على دوزكين تمو “ليس بالانتهاك الأول أو الأخير بالنسبة لتركيا.”
وقالت لنورث برس إن “الدولة التركية انتهكت سيادة الأراضي السورية، واعتقلت فتاة سورية كردية ونقلتها إلى أراضيها في انتهاكٍ واضح بحق الانسانية.”
وأضافت “الدولة التركية تمارس انتهاكاتٍ ممنهجة بحق السوريين عامةً والكرد خاصةً كما حدث في عفرين وسري كانيه (رأس العين) ومناطق سورية أخرى.”