إدلب – نورث برس
تمتنع المشافي التركية عن استقبال المرضى والحالات الإسعافية، من المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال غربي سوريا، والتي تديرها فصائل معارضة مسلحة موالية لتركيا، في ظل ضعف القطاع الصحي في تلك المناطق.
وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، تجاوزت حالات الوفاة التي حدثت نتيجة رفض الجانب التركي استقبال المرضى السوريين 10 حالات، بحسب مصادر طبية في إدلب.
ومعظم حالات الوفاة التي حدثت في تلك الفترة هي لأطفال تعرضوا لحروق شديدة نتيجة اندلاع نيران في خيم للنازحين في مخيمات شمال غربي سوريا.
وقالت المصادر، لنورث برس، إن السلطات التركية لا تستقبل جميع الحالات الإسعافية والمرضية مما يعرض حياة عشرات المرضى للخطر.
وفي التاسع من هذا الشهر، رفض الأطباء الأتراك في معبر باب الهوى الحدودي، إحالة طفلة تعرضت لحروق شديدة إلى المشافي التركية ما أدى إلى وفاتها.
أربعون ساعة معاناة
وتحدثت وفاء الحمدو (28عاماً)، من سكان إدلب، لنورث برس، عن معاناتها لأكثر من 40 ساعة على المعبر الحدودي مع تركيا.
وقالت: “نظراً لخطورة حالة حسام وإصابته التي تمثلت بعدة كسور في الجمجمة أدت لنزف داخلي، تمت إحالتنا من مشفى باب الهوى إلى الأراضي التركية.”
إلى ذلك، قال مصدر طبي لنورث برس، إن الحالات الإسعافية يتم إحالتها من “مشفى إدلب الجامعي” أو مشفى “باب الهوى” إلى الأراضي التركية، وقبل دخولها يقوم أطباء أتراك بتقييم الحالة.
ولم يسمح للطفل حسام بالدخول في اليومين الأول والثاني نظراً لوجود حالات أخرى أكثر تضرراً، بحسب ما قاله أطباء أتراك لوفاء.
وفي اليوم الثالث، فارق حسام الحياة قبل دخوله إلى الأراضي التركية بدقائق، بحسب والدته.
وقالت وفاء، والألم ظاهر عليها: “أتت الموافقة ولكن.. بعد فوات الأوان.”
وقال المصدر الطبي إن الجانب التركي يستقبل الحالات الإسعافية، التي لا تتجاوز فيها نسبة الوفاة 70 بالمئة، ويتم إدخالها في حال قبولها إلى المشفى “الحكومي” بولاية أنطاكيا جنوبي تركيا.
والمشفى “الحكومي” هو الوحيد الذي يستقبل المرضى السوريين، وفق المصدر.
ونهاية كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، قضت مريم الحمود من سكان ريف إدلب الجنوبي، والتي كانت تبلغ 42عاماً، بسكتة قلبية أدت لوفاتها على الفور.
وقال يحيى، وهو الابن الأكبر لـ”الحمود”، لنورث برس، إن والدته كانت بحاجة لعملية قسطرة قلبية مستعجلة، والتي لا تتوفر في مشافي المنطقة.
ولجأ يحيى إلى الكوادر الطبية التركية في معبر باب الهوى، والذين حددوا موعداً للعملية بعد أربعة أشهر، وهي مدة طويلة مقارنة بحالة والدته الصعبة، لتتوفى قبل انتهاء نصف المدة المحددة.
“أرقام تقتل أو تموت”
“يا لهم من عديمي الإنسانية، أصبحنا وأطفالنا محط عطفهم، لسنا بنظرهم سوى أرقام تقتل أو تموت”، بهذه الكلمات تعبر نهى المصطفى عن حزنها وألمها بعد أن فقدت طفلها الوحيد داخل المشافي التركية.
وقالت “المصطفى” والتي تقيم في أحد مخيمات اللاجئين في شمال غربي سوريا، إن طفلها توفي نتيجة المضاعفات المرضية التي أثرت عليه بعد تسرب كمية من الماء إلى مجراه التنفسي، نهاية عام 2020.
ورفض الجانب التركي استقبال الطفل لعدة مرات. إذ اعتبرت والدة الطفل أن “تقاعس السلطات التركية والأطباء الأتراك، هو ما تسبب بفقداني لطفلي.”