محلّل سياسي سوري: هناك خطة روسية لتوريط تركيا في حرب مع “الجهاديين” وإبعادها عن الملف السوري
NPA
علَّق المحلّل السياسي السوري سامر خليوي على تهديدات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حول فتح الحدود أمام اللاجئين للتوجه نحو أوروبا مجدداً.
وقال الخليوي لـ"نورث برس" إنَّ هناك عدة أهداف من تهديد أردوغان بفتح الحدود للاجئين السوريين نحو أوروبا.
ولخَّص الأسباب بـ"الضغط على أوروبا لإيفاء المساعدات المالية التي وعدت تركيا بها، وطلب المساعدة الأوروبية في موضوع المنطقة الآمنة، وكسب الدعم الأوروبي للتواجد التركي في سوريا".
وعلَّل هذه الأسباب بأنَّ تركيا تلقت تعهدات بتقديم أوروبا /6/ مليارات دولار لها، فيما لم يجرِ تقديم سوى /3/ مليارات إلى الآن، إضافةً للحصول على المساعدة لإقامة المنطقة الآمنة التي وعد أردوغان سابقاً بأنها ستستقبل أكثر من مليون لاجئ، وكسبِ أوروبا إلى جانب البقاء التركي بعد التصريحات الأخيرة حول الانسحاب.
الخليوي شدَّد على أنَّ تركيا أعلنت أنَّها لن تسمح بعبور أحد من داخل سوريا إلى تركيا، في الوقت الذي أعادت فيه آلاف اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وعن المقاتلين الأجانب قال الخليوي أنَّ حل مشكلتهم لا يقع على عاتق تركيا فقط، بل يحتاج إلى "تضافر جهود عدة دول بعد تنفيذ روسيا لخطتها عبر تجميعهم في سوريا كي تستفيد من هذا التواجد عسكرياً وسياسياً لتجتاح المنطقة بحُجة وجود هؤلاء المقاتلين".
كما أردف بأنَّه قد يكون سبب هذه الخطة الروسية هو توريط تركيا بـ"حرب مفتوحة مع الجهاديين لتُضعف الوجود التركي بسوريا، وتسحب الورقة السورية من يد تركيا، وتستفرد بالقرار السياسي في هذه المنطقة بعيداً عن تركيا".
كذلك ختم بأنَّ دافع أردوغان لإطلاق هذه التصريحات هو رؤيته بأنَّها "ستحل له بعض المشاكل الاقتصادية والسياسية والعسكرية" بعكس ما يعتقد البعض أنها ستزيد من المشاكل والعداء لتركيا.
في حين قال الحقوقي السوري أنور البني لـ"نورث برس" بأنَّ أردوغان يسعى لاستخدام القضية السورية من أجل "زيادة أرباحه ونفوذه واستخدامها داخلياً في بلاده".
وأضاف البني بأنَّ "استخدام قضية اللاجئين بات مجالاً للابتزاز في تركيا وكل العالم، وتحوّلت لمسألة صراع داخلي بين الأحزاب، ولم يبحث أحد عن السبب الأساسي للمشكلة، بل تعاملوا مع النتيجة".
وأكّد على أنَّ دول العالم "تجاهلت أساس المشكلة وهو وجود مجرمين ضدَّ الإنسانية، ومجرمي حرب في سوريا ما زالوا يقتلون ويدمرون ويفتكون بهذا الشعب الذي يدفع الثمن مرتين، مرة أمام نظام قاتل ومرة أمام مجتمع تجاهل مأساته واستثمرها".
وختم حديثه لـ"نورث برس" بأنَّ أردوغان "مثله مثل الباقيين كلهم شركاء في الجريمة والقتل، وشركاء في استثمار معاناة الشعب السوري ويحاولون استخدام هذه المسالة لمصلحتهم الشخصية".
وكان هدَّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بفتح الباب أمام اللاجئين السوريين المتواجدين لدى بلاده للتوجه إلى الدول الأوروبية، في حال "لم تُقدَّم المساعدة الضرورية لتركيا لدعم اللاجئين."
وتزامن هذا التهديد مع إعلان الأمم المتحدة مقتل أكثر من ألف مدني، منذ بدء التصعيد العسكري في شمال غربي سوريا، أواخر نيسان/أبريل من العام الجاري.
وقال أردوغان يوم الخميس الفائت "إنه في حال لم نحصل على دعم دولي كافٍ في مسألة اللاجئين فإننا سنفتح الطريق أمامهم باتجاه أوروبا."
وكان الرئيس التركي انتقد في السابق تخلُّف الأوروبيين عن "دعم تركيا ومساندتها" في مواجهة تدفق اللاجئين، على الرغم من تعهد الاتحاد الأوروبي بدفع /6/ مليارات يورو لتركيا لمساعدة اللاجئين السوريين، لكن أنقرة لم تتسلم سوى /2.5/ مليار منها.