انخفاض جودة التعليم في كليات السويداء يدفع طلاباً للانتقال إلى دمشق
السويداء – نورث برس
يقول طلاب جامعيون في كليات بمدينة السويداء وريفها، إن نقص عدد الكادر التدريسي والغيابات المتكررة وانخفاض الأداء الأكاديمي لهم وافتقار الكليات للأجهزة والظروف المناسبة للتعليم، دفعهم للانتقال إلى جامعة دمشق، بالرغم من التكاليف التي يتكبدونها.
ويتواجد ضمن مدينة السوداء وريفها سبع كليات تأسست منذ عام 2005 وبالتتالي حتى عام 2016 وتتبع إلى فرع جامعة دمشق.
والكليات هي: “التربية الثانية والآداب والعلوم الإنسانية الثانية والهندسة الميكانيكية والكهربائية الثانية والفنون الجميلة الثانية والزراعة الثانية وكلية العلوم الثانية وكلية الاقتصاد الثانية.”
عدد الطلاب ينخفض
ولا تتجاوز نسبة الطلاب الذين ينحدرون من درعا والقنيطرة (الجنوب السوري) في تلك الكليات خمسة بالمئة من المجموع الكلي، بينما باقي الطلاب ينحدرون من السويداء وريفها.
وهذا العام انخفض عدد طلاب هذه الكليات من 14 ألف طالب إلى 11 ألف طالب، بحسب أحد المسؤولين الحكوميين والذي يعمل في جامعة دمشق ويشرف على كليات السويداء.
وقال المسؤول الحكومي إن قسماً من الطلاب انتقلوا إلى دمشق وتوقف قسم آخر عن الدراسة نتيجة توجههم نحو سوق العمل لإعالة أسرهم.
وقال زيدان علوان (22 عاماً) وهو اسم مستعار لطالب سنة رابعة قسم إرشاد نفسي في كلية التربية الثانية في السويداء إنه كان يعتقد أن إحداث كلية التربية الثانية في السويداء “سيخفف علينا أعباء السفر إلى دمشق وسنحصل على ذات السوية التعليمية.”
وأضاف: “لكن وبعد ثلاث سنوات دراسة في كلية التربية بالسويداء تبين لي أن المخرجات التعليمية التي حصلتُ عليها ركيكة مقارنة مع دمشق.”
وذكر “علوان” الذي قدَّم طلب نقله إلى جامعة دمشق أن الكادر التعليمي في كليات السويداء جلّهم من طلاب الدراسات العليا “والذين لم تتشكل لديهم إحاطة في التعليم الجامعي وبتنا لهم كمخابر تعليمية في تحصيلهم العالي.”
وأشار “علوان” إلى تغيُّب ما تبقى من أساتذة جامعيين من دمشق عن الحضور إلى السويداء والمتعاقدين مع الكلية لأسباب أرجعها إلى تكبدهم مشقة وتكاليف السفر من دمشق إلى السويداء، بالإضافة إلى المخاطر الأمنية على الطرقات، وذلك كما أعلمهم بها أحد أساتذتهم الجامعيين والمقيمين في دمشق.
أبنية مستأجرة
وقدمت أسمهان البكري (23 عاماً) وهو اسم مستعار لطالبة في السنة الرابعة في كلية الآداب هذا العام طلب نقلها إلى جامعة دمشق لإكمال دراستها.
وقالت “البكري” إن الدافع الرئيس للنقل هو انخفاض جودة التعليم ومعايير التعليم الجامعي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية الثانية بالسويداء.
“شعرت بهذا الفرق حين التقيت بصديقة لي تدرس في جامعة دمشق والتمست منها معرفةً أكبر مما أملكها رغم أن المقررات الجامعية واحدة.”
ويعاني طلاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية الثانية في بلدة عريقة 20 كم بريف السويداء الغربي، من عدم توفر المواصلات العامة، حيث يلجؤون لحجز سرافيس خاصة تقلهم من المدينة إلى الكلية.
وأشارت “البكري” إلى أنه رغم المناشدات الجماعية للطلاب لمحافظ السويداء بتأمين النقل المناسب للمئات من القاطنين في مدن السويداء الثلاثة (السويداء وصلخد وشهبا) إلى الكلية “إلا أن أحدا لم يستجب.”
وجميع أبنية كليات السويداء، هي عبارة عن مدارس ثانوية قديمة ومعاهد سابقة مستأجرة من ملاك مديرية تربية السويداء لصالح وزارة التعليم العالي بدمشق، باستثناء كلية الآداب والعلوم الإنسانية التي تم بنائها في بلدة عريقة بريف السويداء الغربي عام ٢٠٠٦.
وتفتقر غالبية الكليات للتدفئة المركزية والمختبرات، بخلاف جامعة دمشق، وهو ما يسبب بمعاناة لطلابها خلال فصل الشتاء.
وقال أسامة نواف 23) عاماً) وهو اسم مستعار لطالب سنة خامسة في كلية الهندسة الميكانيكية الثانية بمدينة السويداء، إن الكلية تفتقر إلى المخابر العملية الهندسية الضرورية لتنفيذ المشاريع، “فهي مجهزة لطلاب معاهد الهندسة وليس لكلية هندسة.”
وهذا العام هاجر خمسة من أساتذة الكلية إلى خارج البلاد وتم الاستعاضة بدلاً عنهم بمدرسين يحملون إجازات في الهندسة وبعضاً منهم معاهد متوسطة (سنتين فقط)، وكان هذا أحد أسباب تقديم “نواف” طلب نقله إلى جامعة دمشق، وفقاً لما ذكره لنورث برس.