منظمات حقوقية تصدر تقريراً يوثّق ثلاثة أعوام من الانتهاكات في عفرين
القامشلي – نورث برس
وثّق تقريرٌ حقوقيّ، أصدرته منظمات ومراكز حقوقية تنشط في شمال شرقي سوريا، الخميس، انتهاكات القوات التركية وفصائل معارضة، على مدار ثلاث سنوات في منطقة عفرين.
ويصادف اليوم، الثامن عشر من آذار/مارس، وهي الذكرى السنوية الثالثة لسيطرة القوات التركي على مدينة عفرين، شمال غربي سوريا، بمشاركة فصائل معارضة مسلحة.
وشارك في إعداد التقرير منظمة حقوق الإنسان في الجزيرة ومنظمة حقوق الإنسان في عفرين – سوريا ومركز روجآفا للدراسات الاستراتيجية بالإضافة إلى منظمات نسائية واتحادات حقوقية.
وقال التقرير إن “الغزو التركي في الثامن عشر آذار/مارس 2018 تسبب بتهجير مئات الآلاف بنسبة تصل إلى نحو 80 بالمئة من سكان عفرين الأصليين.”
وأضاف أن “القصف المدفعي والجوي والعمليات العسكرية خلال الاجتياح تسبب بمقتل 498 مدنيّاً وإصابة أكثر من 696 آخرين منهم 303 طفلاً و213 امرأة.”
وأشار إلى أنه ” تم تدمير 64 مدرسة خلال العمليات العسكرية، وحرمان أكثر من 50 ألف طالبٍ من حق التعليم، بالإضافة إلى أغلاق المراكز التعليمية، وتحويلها إلى مقرات عسكرية ومعتقلات ومراكز للتحقيق.”
كما وجرى إلغاء “المناهج التعليمية المعتمدة حينذاك والتي كانت تدرّس باللغة الأم، وفرض اللغة التركية على المدارس.”
وبحسب التقرير، فقد “طالت عمليات القتل والخطف 943 شخصاً في عام 2018 قُتل العشرات منهم تحت التعذيب أو أُعدموا دون محاكمات بتهم التعامل مع الإدارة الذاتية.”
وتابع التقرير أنه “خلال 2018 تم استهداف عشرات المواقع الحيوية والمنشآت الصحية والتعليمية والخدمية، منها مستشفى عفرين وسد ميدانكي وسيارات الإسعاف ومحطة تصفية مياه.”
وفي عام 2019، “اختطف 6000 شخصاً في عفرين منهم 330 شخصًا مصيرهم ما زال مجهولاً، و700 شخصاً تعرضوا للتعذيب”، وفقاً للتقرير.
وأشار إلى أن “عمليات خطفٍ طالت أطفالًا صغارًا، وقيامهم بتصوير مشاهد تعذيبهم وإرسالها إلى ذويهم من أجل ابتزازهم، لدفع الفدية التي تصل أحياناً إلى 100 ألف دولار أمريكي.”
وورد في التقرير أن “95 شخصاً قتلوا عام 2019 نتيجة العمليات العسكرية والتعذيب في المعتقلات، كما أصيب 2400 شخصاً بسبب عمليات القصف وانفجار الألغام والمفخخات.”
وقال التقرير إن “قصفاً تركياً جرى في ديسمبر/كانون الأول 2019 على مدينة تل رفعت 35 كم شمال حلب أدى إلى مقتل ثمانية أطفال واثنين من البالغين، وإصابة تسعة أطفال وثمان بالغين.”
كما وثّق التقرير “مقتل 40 امرأة وإصابة 128 أخريات بالإضافة إلى تسجيل 60 حالة عنف جنسي معظمها وقعت بحق قاصرات، في العام نفسه.”
وفي العام 2020 فقد أشار التقرير إلى “مقتل 58 شخصاً، بينهم تسعة نساء واختطاف 987 شخصاً، كما سجّل 39 تفجيراً تسبّب بمقتل وإصابة 170 شخصًا.”
وبحسب التقرير “فقد جرى اختطاف 35 امرأة بالإضافة إلى تسجيل 67 حالة عنف جنسي بحق النساء منهن قاصرات، وتوثيق خمس حالات زواج قسري من قبل الفصائل المسلحة.”
وسلّط التقرير الضوء على الانتهاكات التي جرت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2021 حيث “سجّل مقتل 15 مدنياً بينهم أربعة من النساء والأطفال.”
ولفت إلى أن ” تم اختطاف 153 مدنيًّا، بينهم 15 من النساء والأطفال، وشملت عمليات ابتزاز لذويهم من أجل دفع فدية مالية من فصائل معارضة مسلحة.”
وأحصى التقرير “قطع 3000 شجرة زيتون من قبل عناصر فصائل مسلحة”، بالإضافة إلى “نهب وتدمير 15 تل أثري من جغرافيا منطقة عفرين.”
وأشار إلى أن “عمليات تغيير واسعة النطاق، بحق الأقليات الدينية حيث بلغت عدد قرى الإيزيدين 22 قرية كان يسكنها حوالي 25000 ألف نسمة قبل عام 2011، فيما لا يتجاوز سكانها الآن 7000 نسمة.”
وعن انتهاكاتٍ بشأن الثروة الزراعية والحراجية نوه إلى “قطع أكثر من 315000 ألف شجرة حراجية وزيتون، للإتجار بحطبها منها 300 شجرة معمرة نادرة و15000 ألف شجرة سنديان.
وذكر: “تم حرق أكثر من 11000 ألف شجرة حراجية ما يعادل 2180 دونمًا، وحرق أكثر من 10000 هكتار من الأراضي الزراعية من أصل 33000 هكتار زراعي.”
وحول ما لحق بالمعالم التاريخية في عفرين إنه جرى “تخريب وتدمير أكثر من 28 موقعًا أثريًّا منها معبد عين دارا وموقع نبي هوري (سيروس)، ومدفن القديس مارمارون، و75 تلًّا أثريًّا.”
كما تم “تدمير أكثر من 15 مزارًا دينيًّا للأقليات الدينية والمذهبية، وتغيير أسماء معظم الشوارع والساحات والأماكن العامة والتاريخية واستبدالها بأسماء شخصيات تركية”، وفقاً للتقرير.
ودعت المنظمات والمراكز الحقوقية المعدة للتقرير المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية، إلى إنهاء “الاحتلال التركي للأراضي السورية.”
وطالب بالعمل على السماح للمنظمات الدولية بالدخول إلى عفرين وفتح تحقيق مستقل وتقديم الجناة من “الجيش الوطني” وجنود الجيش التركي إلى العدالة الدولية.