رشيد حمكمور.. شغف ومحاولات حثيثة لتخريج جيل رياضي

ديرك – نورث برس

بقامة ممشوقة ونظرة ثاقبة، يراقب الكابتن رشيد حمكمور شباناً يافعين في ملعب لكرة القدم بمدينة ديرك (المالكية) أقصى شمال شرقي سوريا، يدربهم ويوجههم آملاً أن يصنع منهم أبطال المستقبل.

يبلغ حمكمور الآن 60 عاماً، لكن قلبه ما يزال ينبض بروح الشباب ويزداد تعلقاً بالرياضة التي يمارسها منذ أيام دراسته الابتدائية، إلى أن أصبح لاعباً في أقدم ناد في المدينة.

شغف وتحد

يقول “حمكمور” إن شغفه بالرياضة يزداد يوماً بعد آخر، إلا أن إصابته بمرض السكري بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم، اضطراه إلى التوقف عن ممارسة كرة القدم والاكتفاء بتدريب اليافعين، إلى جانب عمله في محله الذي يبيع فيه ملابس ومستلزمات رياضية.

ومنذ إصابته بالمرض، قرر ألّا يستسلم فيقضي معظم وقته في تدريب الأطفال رغبة منه في “ترك سيرة حسنة بعده.”

كخلية نحل يتحرك اللاعبون في الملعب الترابي، في وقت يتابع المدرب تحركاتهم ويقوم بتوجيه ملاحظاته.

يواظب “حمكمور” منذ 17 عاماً ولمدة أربع ساعات بشكل يومي على تدريب لاعبين في طور النشوء على مهارات وأخلاقيات كرة القدم.

ولا يكتفي الكابتن بالتدريب على مهارات اللعبة، وإنما يسعى لتربيتهم على “الخلق الحسن” وإبعادهم عن العادات السيئة مثل التدخين، وهذا ما “يشجع ذوي الأطفال على إرسالهم لتقلي التدريب لديه.”

ويحاول جاهداً تنظيم رحلات ترفيهية للمتدربين بهدف “إبعادهم عن أجواء الحرب.”

بدايات مبكرة

يعود انضمام “حمكمور” لفترة السبعينيات لنادي النهضة الذي يعتبر أقدم ناد تأسس في مدينة ديرك عام 1958، هذا النادي الذي تخرج منه لاعبون شاركوا مراراً في منتخب سوريا لكرة القدم.

ولمعت أسماء لاعبين مثل علي عثمان، المعروف بـ “أبو الجيم”، ومحمد داوود، وصالح عيشي وغيرهم.

وتلقى “حمكمور” التدريب على يد “أبو الجيم” الذي كان مدربه في مدرسة النهضة واكتسب منه “الخبرة اللازمة التي أهلته لتدريب اليافعين فيما بعد.”

ويتوجه يومياً إلى ملعب الجزيرة الترابي في المدينة لتدريب فريق شعبي يعرف باسم “نوروز”.

ويواصل الكابتن تدريب هؤلاء الأطفال في ظل غياب الدعم الرسمي، ويعتمد فريق “نوروز” على الدعم الذي يقدمه أشخاص ورياضيون ومهتمون يعيشون في الخارج.

ويقول حمكمور إن أبرز الداعمين هو محمود ديرشوي، الذي يعيش في المدينة إذ يدعم فريق “نوروز” منذ نحو خمس سنوات بكافة المستلزمات الرياضية، كما يتلقى الفريق بعض الدعم من نادي أولدريخت الهولندي حيث يقدم لهم الألبسة والكرات.

 لكن تعاني الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً ضعفاً من جهة الدعم في المدينة والمنطقة، إذ تفتقر ديرك حتى الآن إلى ملعب معشب ومجهز بخدمات جيدة.

رابطة رياضية

بعد اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011 أسس ” حمكمور” مع بعض الرياضيين في المدينة، “رابطة الرياضيين الكرد في روجآفا”، وتتبع الرابطة للمجلس الوطني الكردي، و”بسبب غياب الدعم من المجلس لم يتم تفعيلها على الأرض كما يجب.”

ولم تحصل الرابطة على الدعم من الاتحاد الرياضي، بسبب عدم حصوله على ترخيص من قبل الإدارة الذاتية، خاصة أن الرابطة تتبع للمجلس الكردي الذي يخوض مفاوضات سياسية مع الإدارة منذ نحو عام.

لكن بالنسبة لرشيد حمكمور فإن الرياضة تتعدى السياسة فما يهمه هو تدريب هؤلاء اليافعين ووضع لبنات قد تكون أساساً لفريق أو ناد كبير في المدينة يساهم في تطوير رياضة المنطقة.

إعداد وتحرير: سولنار محمد