سكان في الرقة: العقوبات تتسبب بمعاناة للسوريين والأسد في طريقه للترشح مجدداً
الرقة- نورث برس
يقول سكان في مدينة الرقة، شمالي سوريا، إن العقوبات الأميركية والأوربية لم تمنع الرئيس السوري بشار الأسد من الاستعداد للترشح للانتخابات الرئاسية، بينما يعاني السوريون في الداخل وحتى في مناطق شرق الفرات من أزمة معيشية على خلفية انهيار قيمة الليرة السورية.
ومنذ الشهر الفائت، تشهد الأسواق في سوريا غلاء بمستويات غير مسبوقة نتيجة انهيار جديد ومستمر في قيمة الليرة السورية.
وتجاوز سعر صرف الدولار الأميركي الواحد في أسواق المدن السورية، الخميس، 4700 ليرة سورية.
انتخابات وسط الأزمة
وتزامنت الأزمة المعيشية مع الذكرى العاشرة لبدء الاحتجاجات في سوريا ضد الحكومة السورية ونظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وتسعى الحكومة السورية لإجراء انتخابات رئاسية تبدأ في نيسان/أبريل القادم، لإعادة انتخاب الأسد الذي يحكم البلاد منذ العام 2000.
وقال فاضل محمود (35 عاماً)، وهو من سكان الرقة، إن العقوبات الاقتصادية لم تؤثر على الرئيس السوري، فهو يستعد لإجراء انتخابات جديدة أمام مرأى العالم.
وتساءل عن جدوى العقوبات إن كانت الانتخابات الرئاسية ستعيد تنصيبه بعد شهر من الآن.
ويرى “محمود” أنه لا خيار أمام سكان مناطق سيطرة الحكومة في التصويت، بينما تؤدي العقوبات إلى تدهور معيشي حتى في مناطق شرق الفرات بسبب انهيار الليرة.
وتزايدت عقوبات أميركية وأوروبية على أفراد وكيانات في الحكومة السورية منذ منتصف العام الفائت.
لكن وطأة الأزمة المعيشية تزداد يوماً بعد آخر في مناطق سيطرة الحكومة خاصة، وتؤثر على سكان مناطق الإدارة الذاتية شمال وشرقي سوريا والتي تتعامل بالليرة السورية.
وقبل أيام، قال المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون إن “المأساة السورية ستصبح واحدة من أحلك فصول التاريخ الحديث، والشعب السوري من بين أكبر ضحايا هذا القرن.”
لا حلول على الأرض
وقال إرشاد الحسين، وهو عامل يبحث عن عمل ليومه في ساحة العمال عند دوار الدلة في الرقة، إن أجرته البالغة نحو سبعة آلاف لا تكفي إعالة أولاده التسعة.
وحمل العامل الرئيس السوري مسؤولية الأزمة المعيشية في البلاد، “كل ما يهمه هو إجراء الانتخابات في وقت يعاني فيه السوريون أزمة معيشية.”
واقتصرت استجابة الحكومة في مناطق سيطرتها على منحة مالية بقيمة 50 ألف ليرة (حوالي 10 دولارات)، تصرف لمرة واحدة لموظفيها الذين يبلغ متوسط راتبهم نحو 60 ألف ليرة.
وفي مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، قال مسؤول، الخميس، إن الإدارة ستزيد رواتب العاملين في مؤسساتها اعتباراً من نيسان/أبريل القادم.
ويوم أمس الأربعاء، قال خورشيد عليكا, وهو خبير وباحث أكاديمي متخصص في الشؤون الاقتصادية والكردية, لنورث برس: “يبدو أن المصرف المركزي السوري بات فارغاً من العملات الأجنبية حتى أن الحكومة أمتنعت عن تمويل المستوردات.”
وتراجعت احتياطيات المصرف المركزي من 21 مليار دولار أميركي إلى حوالي 700 مليون دولار مع العام 2016، بحسب ما ورد عن صندوق النقد الدولي.
“عقوبات كاذبة”
ووسط هذه الأوضاع، يكرر سوريون تساؤلهم عن جدوى العقوبات المفروضة على الحكومة وكبار المتنفذين فيها.
ووصف بكري حسن (70 عاماً)، وهو نازح من منطقة تل أبيض، العقوبات على الحكومة السورية بـ”الكاذبة”.
وأضاف أن على دول العالم التدخل لمنع إعادة انتخاب “الأسد” الذي تسبب بعجز بعض السكان عن تأمين حتى ثمن الخبز.
وما تزال مسارات السياسة الدولية غير واضحة فيما يتعلق بالأوضاع في سوريا ومصير البلاد وسكانها.
ورأى “حسن” أن الحكومة السورية وروسيا كانتا متفقتان مع بعضهما لتسليم مناطق من شمال شرقي سوريا لتركيا.
وقال إن على دول العالم منع إعادة تنصيب الرئيس السوري ووضع حل للأزمة.