خبير في الشأن الروسي: قبول موسكو دعوة تل أبيب يتعلق بمجمل العلاقات بين الطرفين
NPA
قال الخبير في الشأن الروسي الدكتور عمار قناة، إنَّ قبول موسكو دعوة تل أبيب لحضور اجتماع في القدس الذي كشف عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يتعلق بمجمل العلاقات الروسية الإسرائيلية.
وأكّد الخبير في الشأن الروسي في حديث لـ"نورث برس"، أنَّ العلاقات بين تل أبيب وموسكو في المرحلة الحالية متوترة جزئيا والأخيرة منذ البداية كانت تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الفاعلة في الشرق الأوسط وخاصة الأزمة السورية.
قناة أشار إلى أنَّ "روسيا تعي تماما اليوم خصوصية كل طرف في الأزمة السورية وتتصرف بحذر مع جميع الأطراف".
وفيما يتعلق بصمت موسكو عن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، قال قناة إنَّ "موسكو دائماً كانت تحذّر من هذه العمليات وتعتبرها مسألة عدائية واختراق للسيادة السورية".
أمّا بالنسبة للتعاون الإسرائيلي الأمريكي فأوضح الخبير بأنَّ هذه المسألة بحسب اعتقاده "بديهية، حيث يمكن النظر لإسرائيل كأداة سياسية وعسكرية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إضافة لاعتبارها امتداد للنفوذ الجيوسياسي لأمريكا".
وأوضح قناة بأنَّ المنطقة تشهد اليوم تحديات كبيرة، أهمها الصراع الإيراني الأمريكي الإسرائيلي، حيث تتفاوت المصالح الاستراتيجية للأطراف الثلاثة إضافة لتفاوت الأدوات المستخدمة لتحقيق هذه المصالح".
ويرى الخبير بأنَّ ما يعقّد الأمر ويبدو جزء من التصعيد العسكري والحالة غير المستقرة للمنظومة السياسية الإسرائيلية هو اقتراب الانتخابات البرلمانية في إسرائيل والانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يزيد المسألة تعقيدا، بحسب قناة.
روسيا منذ البداية لم تغير سياستها، ومواقفها سياسيةٌ تجاه كل قضايا الشرق الأوسط وأهمها الأزمة السورية، بحسب ما قال الخبير، مضيفاً "في كل التصريحات الرسمية العلنية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان واضحا أنَّه على جميع القوى العسكرية الأجنبية الخروج من الأراضي السورية، ولكن نرى أنَّ هناك صعوبات بهذا الأمر فهناك التواجد العسكري التركي والإيراني والأمريكي.
ويختم الخبير في الشأن الروسي عمار قناة، حديثه مع "نورث برس" بالقول: إنَّه ومن خلال تحليل بسيط لوضع العلاقة التي تربط الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية، نرى مستوى من التعقيد، وأنَّ التواجد العسكري لهذه القوى على الجغرافية السورية يعتبر بمثابة أدوات ضغط وأوراق تفاوضية للمعادلة السياسية القادمة وذلك بعد الانتهاء من القضاء على معاقل الإرهاب والتوجّه الحقيقي لحل سياسي.