المسرحي وليد عمر: النقد المسرحي في سوريا مغيّب وهو مهم جداً لتطوير المسرح

القامشلي – نورث برس

قال وليد عمر وهو مخرج مسرحي من القامشلي، الجمعة، إن المخرج المتمكن والموهوب تكون لديه ساعة ميقاتيه داخلية، ليغير مشهدياً نحو حالة جديدة. وأشار إلى أن النقد المسرحي في سوريا “مغيّب وهو مهم جداً لتطوير المسرح.”

والمخرج وليد عمر من مواليد القامشلي، عمل في المسرح منذ العام 1976، أخرج العديد من الأعمال المسرحية منها “البئر المهجورة، العائلة توت، سوناتا الانتظار، (نزهة إلى الجبهة، مأخوذ عن نص ثورة الموتى)، كائن تحت الصفر، ست مجانين، مع الجميع على حده، سليمان الحلبي”.

وأخرج أيضاً عدداً كبيراً من عروض مسرح الأطفال التي كتبها وقدمها في أكثر من مسرح سواء بالقامشلي أو في المحافظات السورية، وشاركت بأكثر من مهرجان عربي منها “سليمان الحلبي” في القاهرة، و”سوناتا الانتظار” في عمان.

وقال في حديث لنورث برس، عن أعماله المسرحية ومفهومه للمسرح: “كتبت أكثر من نص مسرحي، ولا أصنف ذاتي ضمن كتاب المسرح، ومنودراما ماجدة اعتمدت على أكثر من منودراما وعملت على إعداد النص.”

والإعداد هو الحلقة المفقود تماماً في المسرح العربي، “هو عملية تحويل النص المكتوب إلى نص مخرج على المنصة المسرحية”، بحسب “عمر”.

وأضاف: “أعد ذاتي من المعدين القادرين على تحويل أي نص مكتوب إلى نص بتخيل إخراجي قابل للعرض المسرحي، وبالإعداد يمكن إضافة شخصية مسرحية أو حذف شخصية بحيث تخدم العرض.”

وعن أن للنص المنودرامي منولوج طويل قال: “هو منولوج، لكن على المخرج إيجاد حلول رشيقة لكي يستطيع المشاهد متابعة هذه الشخصية الوحيدة على المسرح، ولكل مخرج رؤية في كسر حالة السردية في المنودراما، هناك إشكالية فيها تحدث عنها الكثير من المخرجين.”

وأضاف: “الممثل في المنودراما عندما يكون سجين، كيف يؤدي حالات فرح أو يقلد شخصاً بعينه، يعني ما نسميه مفهوم كسر الحالة، المسرح عالم جميل ومفيد أدركت ذلك منذ زمن بعيد لذلك أعمل به.”

وعن تصنيع ديكور أعماله المسرحية بذاته، قال: أصنع ديكور أعمالي المسرحية بذاتي، ولا أسمح لأي سينوغراف تصنيع ديكور أعمالي المسرحية.

“أنا اذهب للنجار وأطلب منه ما أريد، الديكور أمر في غاية الخطورة، قطع الديكور في أعمالي المسرحية لا يمكن إزالة أي قطعة، ولا اكسسوار.”

وتعتمد الأعمال التلفزيونية والسينمائية على ديكورات واقعية، بحسب المخرج، “بالنسبة لي المسرح حالة أخرى، له خصوصية، استخدم الديكور لأكثر من فعل.”

وأضاف: “في مسرحية سليمان الحلبي التي قدمتها في مصر، الديكور كان برميل له دواليب يتحول إلى كرسي للعمدة، وعربة عسكرية تنقل الجنود، ومنصة الخطابة للجنود الألمان.”

وأشار إلى أن “الديكور جزء منه، ويحافظ على كل ديكوراته، ويتخيل العرض عند القراءة ويعد الديكور معتمداً على رؤية القراءة.”

وعن النقد المسرحي قال: “أنا لا أنزعج منه وأسمع آراء الممثلين، وأحول النقد المسرحي إلى حالات جميلة عبر توظيفه في العروض المسرحية اللاحقة.”

وقدم المخرج البئر المهجورة للأطفال وحصل على أربع جوائز كأفضل ممثلين، وفي العائلة توت حصل على المركز الثاني على مستوى سوريا في مهرجان اللاذقية، وفي مهرجانات المسرحية للشبيبة، حصل لمدة عشرين عاماً على جائزة أفضل عرض.

وقال إنه في “(عرض نزهة في الجبهة) حصلت المركز وجائزة افضل ممثل وممثلة، ومسرحية( تحت الصفر) حصلت على جائزة أفضل عرض بمهرجان الشباب بالحسكة، وشاركت بعرض (سليمان الحلبي) في مصر حصلنا على جائزة أفضل عرض وجائزة أفضل إعداد.”

وعن التقطيع الإخراجي،  قال: “على المخرج المتمكن والموهوب أن يكون لديه ساعة ميقاتيه في داخله، وعليه أن يغير مشهدياً نحو حالة جديدة، ورسم الحركة والميزانسين لإيقاع متماسك.”

وعن الصوت والإضاءة في العروض المسرحية ، قال: “صوت الممثل أساسي في إيصال الحالات الداخلية لديه، والإضاءة والموسيقا تلعب دوراً كبير في إيضاح الحالات الداخلية والخارجية وإيصال الحالة العامة.”

وأشار إلى أن مسارح العاصمة مهمة جداً “وقدمت عليها العديد من العروض لي، والمسرح القومي ومديرية المسارح لهم دور كبير في تطوير المسرح في المحافظات البعيدة، وقد شكلوا مسرحاً قومياً في كل محافظة.”

وأعرب عن لومه “للمسرح القومي بدمشق، يفترض أن يكون هناك جلسة نقدية بعد كل عرض، دور النقد المسرحي في سوريا مغيب، والمسرح  القومي في سوريا غير متطور، لدينا نقاد في سوريا، وعلى المديرية أن تلعب دوراً في تعزيز حضور النقد المسرحي، النقد مهم جداً لتطوير المسرح، والمسارح في العالم تتطور بينما عنا ثابت ولا يتطور.”

وعن الخروج من سردية المنودراما وسرديات العروض المسرحية، قال: “تلعب عملية الإعداد والدراماتورجا  دوراً كبيراً في عدم الوقوع في السردية والملل، وبذلك أستطيع الخروج من سردية النص والوصول  بالإداء المسرحي إلى مراحل متقدمة.”

وقال إنه “بصدد تقديم عرض مسرحي منودراما لصالح مديرية المسارح والموسيقا والمسرح القومي في دمشق، وستشارك معي كممثلة الفنانة أميرة حذيفه التي تعمل في مجال الدوبلاج لأفلام ومسلسلات الكرتون، والمطولات التركية والمكسيكية.”

وأضاف: “سيكون جلسة نقد بعد العرض، وهناك نقد مطور للأعمال المسرحية.”

إعداد: إحسان الخالد ـ  تحرير: معاذ الحمد