سكان في مدينة الباب بريف حلب يخشون عملية عسكرية للقوات الحكومية

الباب – نورث برس

يتخوف سكان ونازحون في مدينة الباب، شرق حلب، شمالي سوريا من عملية عسكرية لقوات الحكومة السورية بعد تعزيزات لها مع القوات الروسية على أطراف المدينة.

وفي الثامن عشر من الشهر الفائت، استقدمت القوات الحكومية من مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب ومناطق في ريف حماة الغربي، تعزيزات عسكرية اتجهت نحو قرية العويشية قرب بلدة تادف المتاخمة للباب من الجهة الجنوبية الشرقية.

 ووفقاً لمصادر عسكرية معارضة، فإن الأرتال العسكرية القادمة إلى مناطق ريف حلب الشرقي تتبع للفيلق الخامس ولقوات النمر (الفرقة 25 مهام خاصة).

ومنذ العام 2017، تخضع مدينة الباب، الواقعة على بعد 30 كم من الحدود التركية، لسيطرة القوات التركية وفصائل معارضة موالية لها.

 وقال باسل السالم (36 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح في ريف إدلب يسكن في مدينة الباب، إنه بدأ مؤخراً بالبحث عن منزل جديد خارج المدينة بعد سماعه بالتعزيزات الجديدة للقوات الحكومية على أطراف المدينة.

وكان أحمد رحال، وهو خبير عسكري معارض، قد قال في تصريح سابق لنورث برس، إن “النظام السوري لا يملك القرار العسكري، فهو غير قادر على مجرد القول إنه يستطيع شن معركة أو السيطرة على منطقة ما.”

وأشار الخبير العسكري إلى أن القرار العسكري بيد روسيا منذ ثلاث أو أربع سنوات، “وأن التعزيزات العسكرية التي ينقلها النظام السوري من مكان إلى آخر، لا تعني بالضرورة عملاً عسكرياً.”

لكن أحد عناصر الجيش الوطني في مدينة الباب لم يستبعد تخطيط القوات الحكومية لعمل عسكري في المدينة، “أن يكون النظام على يهدف من تعزيزاته إلى اقتحام مدينة الباب، أمر معقول جداً في ظل عدم تكثيف القوات التركية لنقاطها في المنطقة وتدعيمها كحال باقي المناطق الأخرى كأعزاز وعفرين.”

واتهم العنصر قيادات في الجيش الوطني بالتنسيق مع القوات الحكومية لإدخال مفخخات وعبوات ملغمة إلى المنطقة، “بهدف ترويع الأهالي ونشر فكرة تسليم المنطقة للنظام.”

وقبل عدة أيام، قصفت قوات الحكومة السورية، بالمدفعية الثقيلة، أطراف مدينة الباب، حيث ردت القاعدة التركية المتمركزة في جبل عقيل بمحيط المدينة بدورها براجمة الصواريخ على مواقع القوات الحكومية، ووفقاً لما أفاد به  مصدر محلي لنورث برس.

وفي هذه الأثناء، تتواصل ريم حاج محمد (30 عاماً)، وهي من سكان الباب، مع أقرباء لها في مناطق شمال حلب “لتأمين مأوى لنا في حال حدث ما نخشاه من تقدم النظام في المنطقة.”

لكنها أشارت أيضاً إلى الفلتان الأمني واستمرار حدوث تفجيرات واغتيالات وانتشار مناشير لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تهدد بتصفية أشخاص والعودة إلى المنطقة.

وتشهد مدينة الباب وباقي المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا، حالات اعتقال واغتيال ترافقها تفجيرات متكررة.

وفي الثامن عشر من الشهر الفائت، قضى الشاب “محمد الواكي” وجرح آخرون إثر اشتباكات عنيفة دارت بين عائلة آل واكي والشرطة المدنية في الباب بعد امتناع العائلة تسليم محمد للشرطة المدنية عقب قضايا تم اتهامه بها.

 ويحمّل سكان محليون القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة مسؤولية عدم ضبط الفلتان الأمني.

وفي الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، شهدت مدينة الباب تحركات لسيارات ودراجات نارية تحمل راية تنظيم الدولة الإسلامية.

وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، آنذاك، خبر مشاهدة ملصقات على جدران داخل المدينة تضمنت تهديدات من تنظيم داعش.

وقالت “حاج محمد”: “تنفيذ تلك التهديدات وتعزيزات الحكومة دفعاني للتفكير في الخروج من المدينة لمناطق أخرى شمال حلب أكثر أماناً.”

إعداد فاروق حمو – تحرير: سوزدار محمد