بالقرب من النقاط التركية في جبل الزاوية.. سكان يفتقدون الاستقرار
إدلب – نورث برس
يقول سكان في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، إن عشرات النقاط التي نشرتها تركيا في المنطقة لم توقف قصف القوات الحكومية على منازلهم ولم تنهِ حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
وخلال هذا الأسبوع، دخلت خمسة أرتال عسكرية تركية إلى الأراضي السورية في إدلب وأريافها.
وتتحدث تقارير صحفية عن وجود نحو 13 ألف جندي تركي، فضلاً عن تسعة آلاف آلية عسكرية تركية في مناطق شمال غربي سوريا.
بينما تشهد قرى وبلدات منطقة جبل الزاوية عودة خجولة لسكان إلى منازلهم وسط استمرار مخاوفهم من عمليات عسكرية جديدة، وشكوك بالوعود التركية التي تعهدت بمنع تقدم قوات الحكومة في المنطقة.
ويخشى سكان من عمل عسكري مماثل لما حدث في شباط/فبراير العام الماضي، حيث سيطرت قوات النظام السوري بدعم روسي وإيراني على مدن وبلدات هامة في منطقة خفض التصعيد بمحافظتي إدلب و حلب.
وقال ناجح الأصفر (40 عاماً)، وهو من سكان بلدة كنصفرة بجبل الزاوية، لنورث برس، إن سوء الأوضاع المعيشية في مخيمات شمال إدلب أجبره على العودة إلى منزله رغم استمرار القصف المتبادل بين قوات الحكومة وفصائل المعارضة.
وأضاف: “تفاءلنا خيراً ببداية انتشار القوات التركية في المنطقة، لكن مع مرور الوقت رأينا أنها لم تستطع إيقاف قصف النظام على نقاطها المنتشرة بكثافة بجبل الزاوية.”
ويرى حسن الحجي، وهو اسم مستعار لأحد سكان إدلب المدينة، أن الموقف التركي في المعركة القادمة سيكون مختلفاً عن سابقاته بعد دخول الآلاف من الجنود الأتراك إلى إدلب وريفها.
ويعتمد “الحجي” في رأيه على أن المنطقة تضم ملايين المدنيين من سكان ونازحين، وهي “لم تعد قابلة للانحسار الجغرافي”، على حد قوله.
وتشهد محافظة إدلب ومناطق محيطة بها، منذ مطلع العام الجاري، عمليات قصف متبادل بين قوات النظام السوري وروسيا من جهة وفصائل المعارضة السورية و تركيا من جهةٍ أخرى.
ويخشى سكان في المنطقة أن تكون البنود غير المعلنة لاتفاقات بين روسيا وتركيا تشتمل على بنود لتسليم مناطق جديدة للحكومة السورية.
ويعتقد جهاد الدحام (35 عاماً)، وهو من سكان بلدة البارة، أن تعزيز القوات التركية في المنطقة “هو لتسليمها لاحقاً للنظام السوري، كما حصل سابقاً بريف حماة الشمالي.”
فلا خطر على النقاط والقواعد التركية حتى لو سيطرت قوات الحكومة على كامل المنطقة، فقد حوصرت سابقاً ثم “انسحبت بكل أريحية”، على حد تعبير “الدحام”.
وأشار “الدحام” إلى أن القوات التركية تستمر في وعودها بمنع تقدم القوات الحكومية، “إلا أن هذه الوعود هي نفسها التي قدمها الضامن التركي لسكان ريف حماة الشمالي وريف إدلب الشرقي قبل تسليمها.”
وقال حمادين العزيزة (35 عاماً)، الذي نزح مجدداً من جبل الزاوية بعد عودته، إن النقطة التركية القريبة من بلدة بليون جنوب إدلب، قدمت قبل ستة أشهر وعوداً كثيرة للأهالي.
وأضاف لنورث برس: “من بينها أنها ستدافع عن البلدة وترد على مصادر النيران في حال تقدم النظام.”
إلا أن هذه الوعود” زادت الطين بلة”، بحسب النازح الذي عاد مجدداً إلى المخيمات شمال إدلب.