مع مرور عشر سنوات على الحرب.. غوتيريش: سوريا لا تزال كابوساً حياً
القامشلي – نورث برس
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس الأربعاء، في ذكرى مرور عشر سنوات لبدء الحرب السورية، إن سوريا لا تزال “كابوسا حيا” حيث يواجه حوالي 60% من السوريين خطر الجوع.
وأضاف غوتيريش، في مؤتمر صحفي، أنه “من المستحيل أن ندرك بشكل كامل حجم الدمار في سوريا، لكن شعبها عانى بعض أسوأ الجرائم التي عرفها العالم هذا القرن. حجم الفظائع يصيب الضمير بالصدمة.”
وأشار إلى أن “سوريا توارت عن الصفحات الرئيسية. ومع ذلك، لا يزال الوضع هناك كابوساً حياً.”
وذكر أن “هناك حاجة إلى توسيع إمكانية وصول المساعدات الإنسانية.. تكثيف تسليم المساعدات عبر الخطوط وعبر الحدود ضروري من أجل الوصول إلى المحتاجين في كل مكان.”
وكان مجلس الأمن قد أجاز أول مرة عملية مساعدات عبر الحدود إلى سوريا في 2014 من خلال أربع نقاط حدودية، وفي العام الماضي قلص المجلس العدد إلى نقطة واحدة من تركيا.
وتطرق الأمين العام إلى محاصرة المدن وتجويع السكان، وأشار إلى أن “أطراف الصراع فرضت قيوداً لا يمكن تبريرها على المساعدات الإنسانية.”
وشدد غوتيريش على مواصلة الأمم المتحدة سعيها للتوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية تماشياً مع قرار مجلس الأمن 2254، وقال إن “الخطوة الأولى على هذا الطريق تتمثل بإحراز تقدم ملموس في اللجنة الدستورية.”
وأضاف: “لدى الأطراف فرصة لإظهار استعدادها لإيجاد أرضية مشتركة والإقرار بحاجة جميع السوريين، الذين يمثلونهم، إلى تجاوز حالة الصراع الذي طال أمده.”
وشدد على أن “هذا هو الطريق الذي سيؤدي إلى حل يلبي التطلعات المشروعة لجميع السوريين، ويخلق الظروف اللازمة لعودة اللاجئين بأمان وكرامة، ويحترم سيادة سوريا وسلامة أراضيها واستقلالها”.
وأشار إلى أن “هذه العملية ستتطلب أيضا إنهاء الانقسامات الحالية في المجتمع الدولي من خلال حوار دبلوماسي مستمر وقوي”. وأن “الفشل في القيام بذلك سيحكم على الشعب بالمزيد من اليأس.”
وبحسب اليونيسف، حوالي 90% من الأطفال السوريين بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وهو ارتفاع بمقدار 20% عما كانت عليه النسبة العام الماضي.
وفي بيان قالت المديرة التنفيذية لليونيسف هنرييتا فور “لا يمكن أن يكون هذا مجرد معلم كئيب آخر، لا يمكن للاحتياجات الإنسانية أن تنتظر. يجب على المجتمع الدولي بذل قصارى جهده لإحلال السلام في سوريا وحشد الدعم لأطفالها.”
ووفقا لليونيسف فإن أكثر من نصف مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم نتيجة لسوء التغذية المزمن. وحوالي 2.5 مليون طفل في سوريا، و750 ألف طفل سوري آخر في الدول المجاورة، خارج المدرسة، 40% منهم فتيات.
وبحسب معطيات موثقة، بين عامي 2011 و2020، أشارت اليونيسف إلى مقتل أو إصابة نحو 12 ألف طفل. وأكثر من 5700 طفل، أصغرهم بعمر 7 أعوام، تم تجنيدهم في القتال، وأكثر من 1300 منشأة طبية وتعليمية تعرضت لهجمات.