ذوو مرضى في مشفى كوباني ينتقدون نقص أدوية ومستلزمات علاج

كوباني – نورث برس

يضطر ذوو مرضى من مراجعي المشفى العام بمدينة كوباني، شمال سوريا، منذ أربعة أشهر، لشراء أدوية ومستلزمات علاجية من الصيدليات الخاصة، رغم أنهم توجهوا للمشفى تجنباً لمصاريف العلاج في العيادات والمشافي الخاصة.

ويعاني مشفى كوباني من فقدان مستلزمات إسعافية وأدوية تخص العلاج في المشافي بسبب عدم استلامه كميات منذ أشهر من منظمة صحية ومن هيئة الصحة في شمال وشرق سوريا.

تكاليف لمشفى مجاني

وقالت وحيدة محمد خان (36 عاماً)، وهي أم لطفلة مريضة في المشفى، إنها اضطرت لشراء أغلب الأدوية الإسعافية لطفلتها من صيدلية خارج المشفى بسبب عدم توفرها فيه.

وأضافت أن أسعار معظم تلك الأدوية مرتفعة، بينما الوضع المادي لأغلب الأهالي مترد بسبب التدهور المعيشي في البلاد عموماً.

واشترت الأم مستلزمات طبية إسعافية من “سيرومات وكمامات ومياه أوكسجين” لأنها غير متوفرة في المشفى مجاناً.

ويستفيد نحو ثمانية آلاف شخص شهرياً من خدمات مشفى كوباني الصحية، بما فيها المعاينات والعلاجات والعمليات الجراحية المجانية، بحسب سجلات المشفى.

لكن تحميل ذوي المرضى تكلفة الأدوية يعرقل استفادة المرضى من تلك الخدمات أو يكلفهم مبالغ مرتفعة.

وأشارت “محمد خان”، وهي أم لسبعة أطفال، إلى أنها واجهت صعوبة في تأمين ثمن الأدوية، “فالرواتب لا تكفي.”

وقالت إن ذوي المرضى يتوجهون للمشفى “المجاني” لأن أوضاعهم لا تحتمل تكلفة العلاج الخاص خارجه.

صدمة عكس التوقعات

وقالت ملكة عيسى (30 عاماً)، وهي أم لخمسة أطفال قدمت من بلدة صرين رفقة طفلها المريض، إنها تضطر لشراء الأدوية من خارج المشفى منذ ثلاثة أيام.

وذلك بعد أن قطعت مسافة للوصول إلى المشفى الذي كانت تتوقع الحصول فيه على خدمات علاج مجانية.

وتطالب “عيسى” القائمين على المشفى بتوفير هذه الأدوية مجاناً، لأنها لا تستطيع تحمل تكلفة شرائها من الصيدليات. 

وقدرت ما دفعته ثمناً للأدوية بما بين عشرة آلاف و15 ألف ليرة يومياً.

وتعتبر الإمكانات الممنوحة لمناطق شمال وشرقي سوريا “ضئيلة جداً مقارنة بالتعداد السكاني والحاجة الموجودة في المنطقة”، بحسب هيئة الصحة في الإدارة الذاتية.

والشهر الفائت، قال جوان مصطفى، الرئيس المشارك لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في مقابلة مع نورث برس، إن المساعدات التي تقدمها منظمة الصحة العالمية لشمال شرقي سوريا “غير عادلة لاعتمادها على تقارير مسيسة للنظام السوري.”

وفي كانون الثاني/يناير من العام الماضي، أغلق مجلس الأمن الدولي معبر تل كوجر(اليعربية) الحدودي بين سوريا والعراق بفيتو روسي-صيني.

وكانت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية تستخدم المعبر سابقاً لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق في شمال وشرقي سوريا.

ويتطلب من الأمم المتحدة الحصول على إذن من الحكومة السورية لأجل نقل المساعدات إلى شمال شرقي سوريا و “كثيراً ما تحجب الإذن أو تؤخره”، بحسب تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش.

“انتقادات وشكاوى محقة”

وقال بوزان شيخ بكر، وهو مدير مشفى كوباني، إن مشكلة نقص الأدوية وعدم توفرها في المشفى بدأت قبل أربعة أشهر بسبب عدم تقديم الأدوية من الجهات الداعمة للمشفى.

وكانت الأدوية تصل إلى مشفى كوباني من منظمة “ميديكال ريلايف” ومن هيئة الصحة في شمال وشرق سوريا، وتعتبر الجهتان شريكتان في عمل المشفى، بحسب إدارة مشفى كوباني.

وأضاف “شيخ بكر” أن الأطباء اضطروا لتسليم وصفات لذوي مرضى كي يقوموا بشراء أدويتهم وبعض مستلزمات مرضاهم من الصيدليات الخاصة.

ووصف شكاوى حول نقص الأدوية نشرت على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بـ”المحقة”، لأن الأدوية لم تكن متوفرة فعلاً.

وأشار مدير مشفى كوباني إلى أن منظمة “ميديكال ريلايف” قامت بتسليمهم، الثلاثاء الماضي، كمية من الأدوية، “ولكنها أغلبها (شرابات) وليست أدوية إسعافية خاصة بالمشافي.”

وناشد “شيخ بكر” المنظمات العاملة في المجال الصحي لتقديم الدعم والاهتمام بالمراكز  التي تقدم خدمات صحية مجانية للسكان ومن بينها مشفى كوباني.

 وذلك بسبب حاجة المرضى لأدوية وضمادات ومستلزمات عمليات جراحية وسط تأثر غالبية سكان المنطقة بانهيار قيمة الليرة السورية.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: حكيم أحمد