واشنطن – هديل عويس – NPA
قال باحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في العاصمة الأمريكية، إن ما يفضي إلى مشهد إدلب الحالي هو اختلاف أقرب الحلفاء في سوريا فيما بينهم.
وأعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا أن قوات الحكومة السورية ستبدأ ومن طرف واحد تطبيق وقف لإطلاق النار في محافظة إدلب ابتداء من الساعة السادسة من صباح اليوم السبت بالتوقيت المحلي، وذلك بهدف تحقيق الاستقرار.
ودعا المركز الروسي الفصائل المسلحة إلى الانضمام إلى نظام وقف إطلاق النار في إدلب.
وخلال اجتماع جرى في موسكو بين الرئيسين الروسي والتركي، تم التأكيد على الالتزام باتفاق "أستانا" وضرورة التوصل إلى تهدئة في إدلب. وتحدثا خلال المؤتمر الصحفي الذي عقداه، عن ضرورة التوصل إلى اتفاق بخصوص منطقة إدلب.
وبهذا الخصوص قال فيليب سميث، الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في العاصمة الأمريكية لـ"نورث برس" إنه حتى أقرب الحلفاء في سوريا مختلفين فيما بينهم على التفاصيل وهذه من الأسباب التي تفضي إلى مشهد إدلب، إضافة إلى أن تركيا لديها هدف محدد تركز عليه وهو الرغبة بامتلاك مناطق آمنة تعيد إليها اللاجئين مع إبعاد العناصر الكردية عن حدودها وبينما لا تزال تركيا تبحث عن اللاعب الذي يعطيها "الصفقة الأفضل" في كل من موسكو وواشنطن ودمشق، تخسر إدلب التي هي بيدها الآن للأبد.
ويرى سميث أن "التطورات في إدلب تخبرنا عما يحصل بين أنقرة وموسكو، فالنظام السوري لطالما رغب بشن الهجمات على إدلب أمام هجمات من جهاديين أرسلتهم المعارضة لإظهار ضعف النظام وإحراجه ولكن النظام ماشى القرارات الروسية لأنه لم يكن يملك الإمكانات الكافية ليذهب وحيداً إلى إدلب، وإشراف روسيا الحالي على العمليات يظهر تغيراً في الاتفاقات بين أنقرة وموسكو".
ويفيد سميث بأن "وقف إطلاق النار والهدن المتكررة التي أعلنت عنها روسيا والنظام السوري لم تكن إلا لإعادة تجميع صفوفهم والانطلاق بخطط جديدة، حيث لم تتغير قناعة روسيا التي تصفها باستعادة الأراضي السورية من التطرف والإرهاب، حيث ردد بوتين هذه العبارات قبل أيام أمام أردوغان".
ويشير سميث إلى أن "تركيا في نهاية المطاف تمتلك مناطق لا يستهان بها في محيط إدلب، وتمتلك بعض الأوراق لتضغط بها وتدفع حملات موسكو ودمشق إن اختارت ذلك، فحينها سيكون في مواجهة قوات النظام ليس فقط الميليشيات المدعومة تركياً ولكن أيضاً تركيا كدولة".