ازدياد أكشاك البيع في العاصمة وسط بحث العائلات عن مصادر دخل إضافية
دمشق – نورث برس
يقول أصحاب أكشاك للبيع في شوارع العاصمة دمشق وريفها إن أعدادهم ازدادت، خلال الأسابيع الماضية، لا سيما تلك التي تعمل في ساعات متأخرة، بسبب ازدياد التدهور المعيشي لموظفين وأصحاب مهن أخرى.
وتتوزع الأكشاك في أحياء كالشعلان وسط دمشق، وساحات مثل باب توما، وبلدة جرمانا جنوب دمشق ومحيط الكازيات والحدائق وغيرها من المناطق المزدحمة.
ويبيع أصحاب هذه الأكشاك الشاي والقهوة وغيرها من المشروبات لسائقي السرافيس والسيارات، بالإضافة للأقلام واللوازم المدرسية الأخرى لطلاب المدارس باكراً حين تكون غالبية المكتبات مغلقة.
ويقول بعض أصحاب الأكشاك إنهم مضطرون للعمل بعد انتهاء دوامهم الوظيفي أو في أعمال أخرى، حتى يتمكنوا من تأمين دخل إضافي.
ويستفيد هؤلاء من عدم دفعهم ضرائب أو إيجارات للكشك غير المرخص، ما يقلل من المبلغ المضاف إلى ثمن المواد المباعة ويزيد نسبة الربح.
وتشهد معظم المدن السورية، منذ الشهر الفائت، حالة غلاء غير مسبوقة بعد وصول صرف الدولار الأميركي إلى أربعة آلاف ليرة سورية.
وقال حسان عبد العظيم (36 عاماً)، وهو صاحب كشك في منطقة كراجات العباسيين، لنورث برس, إن تكلفة افتتاح الكشك تتوزع بين تكلفة الإنشاء والبضاعة والترخيص في حال الحصول عليه.
لكن عدم تمكن “عبد العظيم” من تحقيق شروط محافظة دمشق من حيث مساحة الكشك والمواد المباعة فيه وجماليته، دفعته للعمل دون ترخيص.
بالإضافة إلى أن الحصول على موافقة فتح كشك تكون محصورة لذوي الشهداء أو جرحى الجيش أو من يتبعون للأفرع الأمنية فقط.
وقبل عامين، حددت محافظة دمشق المهن المسموح بممارستها ضمن أكشاك دمشق لمنح تراخيص لثلاث سنوات للمحتاجين من مصابي الجيش وذوي الشهداء.
وقد حددت البيع في الأكشاك بالمواد الغذائية المعلبة والمغلفة حصراً من بسكويت وشاي وشيبس وبوظة ومعلبات، ومنعت بيع المواد المهربة.
ويلجأ معظم أصحاب الأكشاك المفتتحة حديثاً دون ترخيص إلى دفع رشاوى لدوريات الأمن أو لجان المحافظة لغض النظر عن عملهم.
وقال كنان معوض (33 عاماً)، وهو صاحب كشك في منطقة البرامكة، إن أعداد البسطات والأكشاك غير المرخصة بدأ يزيد عن المرخصة.
وأضاف أن المحافظة تمنع مثل هذه الأكشاك إلى أن أصحابها يلجؤون لدفع الرشاوى مقابل غض النظر عنهم أو حمل البسطة والهرب عند اقتراب الدورية.
لكن “معوض” أشار إلى أن الوضع المعيشي وصعوبة الحصول على ترخيص كشك والموافقات الأمنية اللازمة لفتحه تحتم على السكان اللجوء لمثل هذه الخيارات.
وقال رفيق آغا (28 عاماً)، وهو صاحب كشك في بلدة جرمانا, إنه لا يمكنه الاعتماد على عمل واحد هذه الأيام لتأمين مصاريف إخوته الدراسية.
وأضاف: “أنا خريج كلية إدارة الأعمال، وأعمل في إحدى شركات القطاع الخاص وراتبي لا يكفي لتأمين الطعام للعائلة، فكيف بباقي المصاريف؟”
ويعتقد “آغا” أن لا بديل أمام الموظفين للأعمال المتعددة خارج سياق مهنهم.
لكنه قال إنها ستكون مشكلة في المستقبل، “لأنها تجعل الإنسان خارج مكانه الحقيقي والمناسب له ومخيبة لآماله وطموحاته.”