باحثون عن عمل في منبج يشتكون من قلة الفرص “المناسبة” لهم

نورث برس – منبج

ينتقد شباب في منبج، شمالي سوريا، عدم حصولهم على فرص عمل في مدينتهم رغم مركزها الاقتصادي والتجاري الهام.

وتتميز مدينة منبج بموقعها الاستراتيجي الهام، وتصل مناطق سيطرة الإدارة الذاتية مع مناطق سيطرة كل من المعارضة والحكومة السورية.

وتنشط في منبج الحركة التجارية، حيث تعتبر مصدراً أساسياً لنقل البضائع إلى مناطق أخرى في شمال وشرق سوريا.

لكن شباباً في المدينة يشتكون من عدم حصولهم على فرص عمل تؤمن لهم احتياجاتهم الحياتية، بعد أن انخفضت قيمة أجور العمال نتيجة انهيار قيمة الليرة السورية.

وقال محمد الجيران (18 عاماً)، وهو من سكان مدينة منبج، إنه بات مضطراً لمساعدة والده، “فمصروف المنزل اليومي بحاجة إلى أكثر من عامل لتغطيته.”

وأضاف أن الارتفاع الاخير في أسعار صرف الدولار الأميركي جعل قيمة أجرة العامل اليومية متدنية جداً ولا تناسب التضخم الكبير في الأسعار.

وفي شباط/فبراير الفائت، قال صناعيون قادمون من حلب إن في منبج  بيئة مناسبة للاستثمار، لكن بعض الصعوبات تعرقل تطوير أعمالهم، لا سيما مشكلة عدم توفر الكهرباء.

كما وتنشط الحركة التجارية في المدينة التي تعتبر مصدراً أساسياً لنقل البضائع إلى مناطق أخرى في شمال وشرق سوريا.

بينما تراجع العمل الزراعي في الأرياف نتيجة عدة عوامل أبرزها ازدياد التكاليف وعدم توفر الكهرباء والوقود بكميات كافية وحجز تركيا لمياه الفرات مؤخراً.

لكن بعض الشباب يسعون للتوظيف لدى مؤسسات الإدارة الذاتية في المدينة للحصول على دخل شهري لا يتأثر بعوامل الجفاف أو ركود الأسواق، رغم أن انهيار قيمة الليرة أعاد تلك الرواتب أيضاً إلى نصف قيمتها مقابل الدولار الأميركي.

وقال نوري حافظ (25 عاماً)، وهو من سكان مدينة منبج، إنه قضى الأيام السابقة  في البحث عن عمل يوفر له دخلاً مناسباً لتأمين احتياجات عائلته، “لكن دون جدوى.”

ومشكلة “حافظ” وباحثين آخرين عن فرص للعمل هي أن بعض الأعمال والمهن لم تعد تؤمّن الاحتياجات اليومية الأساسية، “فيومية العامل اليوم لا تساوي ثمن كيلوغرام واحد من مادة السكر.”

ولم يتلقَّ الشاب أي رد من مكتب العمل التابع للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في منبج، رغم أنه مسجل في المكتب منذ قرابة العام، “وفي كل مراجعة لهم يقولون لم يأتِ دورك في التوظيف بعد.”

ويعتقد “حافظ” أنه يستحق الحصول على فرص عمل في مؤسسات الإدارة الذاتية أو غيرها كونه من حملة الشهادة الثانوية.

من جهتها، قالت أسماء رمو، وهي الرئيسة المشاركة للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في منبج، إن موضوع تأمين فرص العمل لكافة السكان “هو قضية متشعبة وبحاجة لتضافر جهود الجميع لحلها.”

وأضافت أن العديد من المنظمات العاملة في المدينة توظف الشباب لديها دون التنسيق مع اللجنة، “ونحن بحاجة للتنسيق كي يحصل العدد الأكبر من الشباب المستحقين على العمل.”

ويبلغ عدد المتقدمين للعمل عبر لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل، خلال العام الماضي وحتى الآن، 6.956 شخصاً، تم توظيف 97 منهم ضمن مؤسسات الإدارة المدنية في منبج، بحسب مكتب التسجيل في اللجنة.

لكن “رمو” أشارت إلى عدم إمكانية توظيف الجميع مع توفر بعض الفرص، “لأن هناك شروطاً لا يتمتع بها جميع المسجلين لدينا لقبولهم في الوظائف المطلوبة.”

إعداد :صدام الحسن – تحرير: حكيم أحمد