ردود فعل شعبية في السويداء على أنشطة حكومية لدعم إعادة انتخاب الأسد

السويداء – نورث برس

يقول سكان في السويداء، جنوبي سوريا، إن إعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد سيكون استمراراً “للخراب والأزمات” التي تعيشها البلاد، بينما يشير آخرون إلى عدم توفر مشروع بديل لدى المعارضة وسط تدخلات خارجية لدعم الأسد.

وتسعى الحكومة السورية لإجراء انتخابات رئاسية تبدأ في نيسان/أبريل القادم، لإعادة انتخاب الأسد الذي يحكم البلاد منذ العام 2000.

وبدأت المؤسسات الحكومية والحزبية في المحافظة الترويج لما أسمته “الاستحقاق الرئاسي والوقوف خلف قيادة الرئيس” عبر إقامة ندوات واجتماعات في صالات المركز الثقافي بالسويداء ومسرح التربية.

وقال رامي طلايع (45 عاماً)، وهو اسم مستعار لمدرس في إحدى ثانويات مدينة السويداء، لنورث برس، طلب عدم نشر اسمه، إن إعادة ترشيح وانتخاب “الأسد” بعد الخراب الذي حل بسوريا على مدار عشر سنوات “أمر لا يتقبله أي عقل حر.”

وأضاف أن الرئيس السوري “بعد إفلاسه السياسي والاقتصادي” أصبح مسلوب الإرادة وأداة بيد الروس والإيرانيين.

ويعتقد “طلايع” أن استمرار الأسد في السلطة “سيدخل البلاد في نفق مظلم وانهيار اقتصادي كامل مع اشتداد العقوبات الاقتصادية.”

لكن سميح الطير (35 عاماً)، وهو اسم مستعار لتاجر سيارات يقيم  في مدينة شهبا شمال السويداء، قال إنه لا يرى “بديلاً حقيقياً للأسد على الأرض، لأن المعارضة السورية لم تقدم مشروعاً سياسياً.

ورأى أن بديل الأسد طوال الحرب في سوريا كان “سقوط سوريا في يد إرهاب تنظيم داعش وإلى جانبه الإخوان المسلمون.”

ويعتقد “الطير” أن “الأسد ليس الوحيد الذي يتحمل مسؤولية الفساد في البلاد، فالحكومات المتعاقبة في عهده لم تتحلَّ بروح المسؤولية تجاه شعبها.”

لكنه لا يهتم بمسألة الانتخابات كثيراً، “لأن القرارات المصيرية ستأتي من الخارج ولن يكون هناك أي دور جدي لأي رئيس قادم في سوريا.”

وصدرت، الخميس الماضي، بيانات لعائلات في السويداء تعبر عن رفضها لترشح الرئيس الحالي للانتخابات.

وذكر ناشطون في المدينة أن عبارات مناوئة للرئيس السوري بدأت تظهر مجدداً على جدران في شوارع المدينة.

وقال جمال اليوسف (55 عاماً)، وهو اسم مستعار لكاتب يقيم في مدينة السويداء، إن “إعادة إنتاج الحكم الاستبدادي في دورة جديدة قد تكون أكثر وبالاً على السوريين مما مضى.”

وأضاف أن “الاستفراد بحكم سوريا حتى لو باتت خراباً والتبجح بأن الأسد هو من سيخرج سوريا من محنتها القائمة بات أمراً مقززاً.”

وأشار “اليوسف” إلى أن التباين الحاد بين الكتل السياسية المتنافسة على شرعية تمثيل السوريين ومطالبهم، تكتنفها أيضاً “أحلام قيادة فردية ونزعة رفض الآخر من باقي الأطياف.”

إعداد: سامي العلي – تحرير: حكيم أحمد