سكان في أعزاز شمال حلب: الليرة التركية لم تحمنا من ارتفاع الأسعار وصعوبات المعيشة

أعزاز – نورث برس

يقول سكان في مدينة أعزاز وريفها شمال حلب، شمالي سوريا، إن التعامل بالليرة التركية في مناطق سيطرة المعارضة لم يحمهم من الصعوبات المعيشية والغلاء المستمر للمواد الغذائية والأساسية.

وسجلت الليرة التركية الأحد في إدلب 7.539 مقابل الدولار الأميركي الواحد، بينما تعادل الليرة التركية الواحدة 513 ليرة سورية، بحسب موقع الليرة اليوم.

وقال محمد الصالح (39 عاماً)، وهو من سكان بلدة سجو التابعة لمدينة أعزاز، إن العشرين ليرة تركية (ما يعادل نحو عشرة آلاف ليرة سورية) لم تعد تكفي مصروف يومه.

ويعمل  “الصالح” في تنزيل بضائع من الشاحنات لصالح مستودعات تجار في أعزاز، ليعيل عائلته التي تضم ستة أولاد.

وأضاف أن تحسن قيمة الليرة التركية مقابل الدولار الأميركي في الفترة الماضية لم يغير شيئاً من أسعار المستلزمات الأساسية.

 “بل على العكس تماماً، ارتفع سعر بعض الخضار كالبندورة والخيار التي يتم شراؤها من بيوت بلاستيكية في الأرياف القريبة أو تدخل من تركيا.”

وكانت مشاريع لبيوت بلاستيكية قد تعرضت خلال الأسابيع القليلة الماضية لأضرار بسبب أحوال الطقس، ما أدى لتلف النباتات في بعضها، بحسب سكان من ريف أعزاز.

وفي حزيران/يونيو من العام الماضي، صدر قرار من حكومتي السورية المؤقتة والإنقاذ باستعمال العملة التركية بدلاً من الليرة السورية.

ومنذ الأشهر الأولى من بدء التعامل بالليرة التركية في مناطق شمال غربي سوريا، ظهرت تداعيات سلبية للقرار، لا سيما بالنسبة لعمال وأصحاب دخل محدود يتحملون تذبذب وتفاوت أسعار الصرف.

لكن صفية الديراني (37 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازحة من ريف دمشق تقيم في أعزاز، تعتقد أن “احتكار التجار” هو السبب الرئيس في ارتفاع أسعار المواد الغذائية من خضروات ومواد تموينية.

وقالت إن غالبية التجار يقومون بتخزين المواد الغذائية وحتى الخضروات في برادات خاصة، ما يؤدي لنقص كمياتها في الأسواق، ليقوموا فيما بعد بعرضها على أصحاب المحال بأسعار مرتفعة.

وأشارت “الديراني” إلى غياب رقابة لجان التموين التابعة للمجلس المحلي في أعزاز والذي يتبع للفصائل الموالية لتركيا والمسيطرة على المنطقة.

ويسكن في مدينة أعزاز وريفها ما يقارب 100 ألف شخص ما بين سكان ونازحين يعتمد جلهم على مداخيل من أعمال يومية، ليبحثوا في أسواق المدينة على ما يتناسب مع أجورهم من مواد غذائية واحتياجات أساسية.

وتستمر شاحنات معبئة بالخضروات والفواكه والمواد الأساسية الغذائية بالدخول إلى مدينة أعزاز قادمة من تركيا عبر معبر باب السلامة قرب بلدة سجو شمال حلب.

 بينما تنقطع السبل مع أراض زراعية أخرى في أرياف حلب الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية.

وقال بدر الدين الياسين (40 عاماً)، وهو صاحب محل تجاري في أعزاز، إنه يقوم بشراء بضاعته من محال الجملة بالمدينة بالدولار الأميركي، لكنه يضطر لبيعها لزبائنه، حسب ما يتوفر لديهم من عملة سواء كانت تركية أو سورية.

وأضاف: “أصبح حساب الأسعار بشكل دقيق أمراً صعباً، بينما أقدر مجمل أرباحي أو خسارتي وفق الدولار الأميركي.”

كما أشار “الياسين” إلى صعوبات في التعامل مع الزبائن، “بسبب ندرة توفر القطع النقدية الصغيرة للعملتين السورية والتركية.”

إعداد: فاروق حمو- تحرير: حكيم أحمد