حاجز حكومي جنوب دمشق يعاود فرض إتاوات على بضائع من وإلى السويداء

السويداء – نورث برس

يقول سائقو سيارات وشاحنات لنقل البضائع من وإلى مدينة السويداء، جنوبي سوريا إن حاجزاً حكومياً شرق بلدة المسمية جنوب دمشق عاد لأخذ إتاوات مالية على البضائع مقابل السماح لهم بالمرور.

وقبل عامين، كان حاجز “المسمية” العسكري، التابع للفرقة الرابعة، يفرض إتاوات مالية على البضائع الداخلة والخارجة من السويداء بحجة “الترفيق”، أي مرافقة السيارات والشاحنات المحملة بالبضائع وحمايتها مقابل مبالغ مالية تدفع من قبل السائقين.

“إتاوات وفق الدولار”

وأدى “الترفيق” آنذاك إلى ارتفاع أسعار المواد في السويداء رافقه استياء وسخط شعبي، الأمر الذي دفع الحاجز إلى لإيقاف طلب مبالغ مالية والاكتفاء بأخذ  إتاوات عينية من البضائع التي تنقلها الشاحنات.

ووفقاً لسائقي الشاحنات، فإن الحاجز الذي يضم ستة عناصر، بقيادة ضابطين أحدهما برتبة ملازم أول والآخر نقيب، عاود منذ أربعة أشهر فرض إتاوات مالية على البضائع، تتراوح قيمتها بين عشرة و15 ألف ليرة سورية.

وقال آصف زين (46 عاماً)، وهو اسم مستعار لسائق شاحنة تنقل مواد غذائية من دمشق إلى السويداء، فضل عدم نشر اسمه لأسباب أمنية، إن عناصر الحاجز يطلبون منهم دفع ما يسمونه  بـ”مستحقات العبور.”

وأضاف لنورث برس: ” قبل عدة أيام طلب أحد العناصر مني دفع مستحقات  العبور وحين أعطيته خمسة آلاف ليرة سورية، أخبرني أن التعرفة قد زادت إلى عشرة آلاف بسبب ارتفاع صرف الدولار الأميركي.”

وذكر سائق الشاحنة، أنه حاول رفض دفع المبلغ، “لكن العنصر العسكري هددني بمنعي من إكمال الرحلة إلى السويداء فاضطررت لدفع ما طلبه.”

“عائدات بالملايين”

ويقول السائقون إن من غير الممكن المرور بحاجز “المسمية” دون دفع إتاوات تقدّر بملايين الليرات السورية مع مرور مئات الشاحنات يومياً ذهاباً وإياباً بين السويداء ودمشق، واصفين إياهم بـ”قطاع طرق”.

وبين السويداء ودمشق، تقوم أربعة حواجز عسكرية للقوات الحكومية بالتفييش (تدقيق البطاقات الشخصية للمسافرين من دمشق إلى السويداء وبالعكس).

 وتتبع ثلاثة  منها لأجهزة أمنية حكومية، هي الأمن العسكري والأمن السياسي والمخابرات الجوية، وحاجز آخر للفرقة الرابعة، بحسب مصدر أمني حكومي.

وقال أحد عناصر القوات الحكومية كان يخدم سابقاً على حاجز للفرقة الرابعة على طريق دمشق- بيروت إن الحواجز العسكرية أصبحت منذ سنوات “تدر مبالغ مالية كبيرة تعود عائداتها الأكبر إلى قادة عسكريين في دمشق.”

وذكر لنورث برس أن خلافاً بين عناصر الحاجز حدث في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي حول  اقتسام المال الذي تم تحصيله من سائقي الشاحنات والسيارات.

وأضاف: “تطور الخلاف إلى إطلاق نار وفرار أربعة ممن كانوا يخدمون داخل الحاجز وبحوزتهم المال.”

“صور الرئيس”

 ووصف سميح عالية (45 عاماً)، وهو اسم مستعار لسائق شاحنة، ما يقوم به عناصر حاجز المسمية بـ”الابتزاز المالي وتشليح السائقين.”

وأشار إلى أن أحد عناصر الحاجز طالبه مرة بدفع ثمن وجبة لكلب بوليسي، “وأعطيته عشرة آلاف ليرة سورية لكنه طلب مني زيادة المبلغ إلى 15 ألف ليرة لأن سعر كيلو  الدجاج قد ارتفع هذه الأيام.”

واتهم سائق شاحنة آخر “ضباطاً كبار” في الفرقة الرابعة بالوقوف وراء الإتاوات المالية التي تفرضها الحواجز، “هم  يحصلون على حصصهم المالية نهاية كل يوم.”

وذكر السائق، الذي يعمل على خط دمشق-السويداء، أنه ارتبك حين طلب منه أحد عناصر الحاجز خمسة صور للرئيس السوري بشار الأسد، “تفاجأت وأخبرته بعدم وجود صور للرئيس في شاحنتي وتملكني الخوف حينها.”

وأضاف، “طلب مني العنصر إخراج محفظتي ساحباً منها ورقة مالية من فئة ألفي ليرة سورية وقال لي كيف تدعي بأنك لا تملك صوراً للرئيس؟، حينها أدركت ما كان يعنيه بالصور.”

إعداد: سامي العلي – تحرير: سوزدار محمد