مزارعون في سهل الروج بإدلب يعزفون عن رش الأسمدة لارتفاع أسعارها

إدلب – نورث برس

يعزف مزارعون في منطقة سهل الروج غرب إدلب، شمال غربي سوريا، عن رش الأسمدة لمحاصيلهم رغم حاجتها لها في هذا الوقت من العام، بينما يكتفي آخرون بكميات قليلة وسط مخاوف من تكبد خسائر إن لم ينجحوا في مقارنة التكاليف بكميات الإنتاج المتوقعة.

وارتفع سعر كيس السماد، هذا العام، إلى نحو 90 ألف ليرة سورية، (ما يعادل نحو 25 دولاراً)، بحسب مزارعين محليين.

وتستورد الأسمدة التي تباع في أسواق مناطق شمال غربي سوريا، من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وهو ما يجعل أسعارها تتأثر مباشرة بسعر صرف الدولار الأميركي والعملات الأجنبية الأخرى مقابل الليرة.

وقال بشير العيسى (52 عاماً)، وهو مزارع من قرية عرّة بسهل الروج، إنه اضطر لتخفيض كميات الأسمدة التي يقوم برشها لأرضه الزراعية إلى النصف هذا العام بسبب ارتفاع أسعارها.

ويمتلك “العيسى” نحو 25 دونماً مزروعة بمحصولي القمح و الكمون، “قمت بتخصيص كيس سماد واحد لكل ثلاثة دونمات.”

ويعتمد معظم سكان منطقة سهل الروج الواقع بين جبل الزاوية والجبل الوسطاني بمحافظة إدلب، على الزراعة كموردٍ أساسي لتحصيل لقمة عيشهم.

لكن عدم توفر الاستقرار الأمني في المنطقة وعدم وجود سوق تصريف للمنتجات وارتفاع أسعار كافة المستلزمات الزراعية دفعت “العيسى” ومزارعين آخرين “لإهمال المهنة التي لا نملك غيرها.”

وقال نعيم المحمود (47 عاماً)، وهو من مزارعي منطقة سهل الروج، إن غلاء السماد أجبره على الاستغناء عن رشه لمحصول حبة البركة الذي زرعه، “وسيؤثر ذلك على جودة وكمية الإنتاج.”

وأضاف، لنورث برس، أن مزارعي المنطقة لا يتلقون أي دعم من حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام، كما أن المنظمات العاملة في المنطقة لا تدعم المشاريع الزراعية، “رغم أن سهل الروج يعتبر السلة الغذائية في إدلب.”

وكان ارتفاع أسعار المحروقات في محافظة إدلب قد تسبب، بداية الموسم الزراعي الحالي، بعزوف العديد من المزارعين عن زراعة الخضروات واستبدالها بمحاصيل بعلية.

ووصل سعر ليتر المازوت (الديزل) الواحد في مناطق إدلب، هذا العام، إلى نحو 2300 ليرة سورية.

بينما تعلل شركة “وتد” التي تحتكر بيع المشتقات النفطية في المنطقة ارتفاع الأسعار المتكرر بارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة التركية التي تعتمدها في البيع.

ويخشى المزارع يزن الخالد (38 عاماً) من خسائر محتملة خلال الموسم القادم، نتيجة تكاليف مرتفعة أنفقها لتأمين المستلزمات الزراعية لا سيما الأسمدة و المحروقات.

وأضاف أن الخسائر باتت هذا العام “حتمية وسط انهيار القطاع الزراعي يوماً بعد آخر.”

وقال أنس أبو طربوش، وهو مهندس زراعي، إن مزارعي شمال غربي سوريا في هذه الفترة التي تحتاج فيها محاصيلهم للأسمدة يلجؤون إلى تخفيف نسبتها، ما سيؤثر على الإنتاج.

وأشار إلى أن بعض المزارعين يستخدمون بدائل للأسمدة سواء أكانت أسمدة معالجة كيميائياً مثل الأسمدة البلدية المتخمرة أم عضوية لمخلفات الدواجن والأغنام.

ويرى “أبو طربوش” أن موضوع التكاليف عموماً والأسمدة خاصة “أصبح يشكل عبئاً على استمرار وتطور الزراعة شمال غربي سوريا.”

إعداد: براء الشامي – تحرير: حكيم أحمد