جنرال متقاعد لـ “نورث برس”: جهود روسيا غير مثمرة في منع الصراع الإسرائيلي الإيراني بسوريا
محمد البوزو – NPA
نفى أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائي اليوم الأحد، تعرض مواقع تابعة للقوات الإيرانية في سوريا لضربات جوية إسرائيلية خلال ساعات الليلة الفائتة.
ووصف رضائي إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، بأنهما لا تمتلكان الجرأة، لمهاجمة المواقع الإيرانية، مشدداً على أن "المزاعم الإسرائيلية كاذبة بشأن ضرب مواقع إيرانية."
ولفت مؤكداً على أن مقاتليه في سوريا والعراق "سيردون قريباً على العدوان الإسرائيلي."
كما أكد على أن "الإجراءات الأمريكية الإسرائيلية المشتركة في سوريا والعراق تعارض القانون الدولي."
وفي الوقت ذاته قال جنرال متقاعد وخبير عسكري لـ "نورث برس" إن الأهداف التي تعرضت للاستهداف ضمن الأراضي السورية، هي أهداف إيرانية، مشدداً على أنها ضربة استباقية إسرائيلية، وهو تكتيك إسرائيلي يعود لنشوء دولتها، وفق تأكيدات الجنرال خليل الحلو.
هيمنة على القرار
وأشار الحلو إلى أن "النظام السوري ليس هو من يتخذ القرار، وهامش استقلالية اتخاذ القرارات والمناورة لدى النظام السوري، بات ضيقاً جداً لوجود هيمنة روسية على قراره بالدرجة الأولى وهيمنة إيرانية بالدرجة الثانية".
وأردف بأن وجود "أعداء النظام السوري في ادلب أي المعارضة السورية والتنظيمات المتطرفة، لا يجعل من المصلحة السورية فتح جبهة خارجية مع إسرائيل التي تبدو غير منزعجة من وجود هذا النظام، فالجميع في سوريا يلتهي بالجميع في الداخل السوري."
ما يزعج إسرائيلي وفقاً لـ"الحلو" هو "إقامة قواعد ايرانية أو عسكرية ايرانية ممكن أن تلحق الضرر بالداخل الاسرائيلي"، مضيفاً أنه "منذ /4/ سنوات تقوم اسرائيل بضربات استباقية على أهداف تعتقد أنها ايرانية أو على قواعد يمكن أن تصنِّع صواريخ في الداخل السوري."
ويرى الجنرال المتقاعد أن حكومة دمشق على علم بالتحركات الإيرانية في الداخل السوري، معللاً ذلك بالقول إن "الأجهزة الأمنية ما زالت قوية وتعلم بكل ما يجري".
بقاء مرهون بالدعم
ووفقاً لحديث خليل الحلو لـ "نورث برس" فإن "المعدات الايرانية تصل إلى سوريا عبر المرافئ الشرعية، وبعلم الحكومة السورية لكنها لا تستطيع ان تعترض، ولو اعترضت فإن ايران قد تتراجع باعتبار أن بقاء النظام السوري مرهون بالدعم الإيراني والروسي."
منع إسرائيل لإيران
ويضيف الحلو أن رئيس أركان اسرائيل السابق غادي آيزنكوت قال قبل ترك مهامه، إن اسرائيل قامت بحروب بين حربين، وقصد بذلك أن مئات الضربات الاسرائيلية التي استهدفت البنى الإيرانية وتجهيزاتها العسكرية، والتي كانت تعد العدة، لإنشاء مراكز اطلاق صواريخ وطائرات مسيرة إلى الداخل الاسرائيلي.
ويرى أن إسرائيل لا تريد تحوّل سوريا لقاعدة ايرانية، وتسعى لنسف كل الجهود الإيرانية لإنشاء ممر بين طهران وبيروت لتمرير المعدات لحزب الله، كما أن العراق يقع على هذا الممر "ولهذا رأينا منذ شهر ستة ضربات بين سوريا والعراق، فالمستهدف هو الممر الذي يمكن ان يتحقق بين طهران وبيروت".
جهود روسية
وفيما يتعلق بالرضا الروسي من عدمه بخصوص الضربات الإسرائيلية على إيران، قال الحلو إن جواب ذلك ليس بالسهل، مذكراً أن الزيارة الأولى لأركان روسيا للمنطقة، كانت لوزارة الدفاع الإسرائيلية، قبل الانتشار الروسي في سوريا، و"جهودها في منع الصراع غير مثمرة إلى الآن".
الجانبان اتفقا على قواعد التعاون في سوريا، واحتفظت إسرائيل بحرية العمليات الجوية في الداخل السوري، ولم تتصدى لها المضادات الروسية، وفقاً لحديث خليل الحلو، الذي أضاف بأن روسيا نشرت منظومة (اس ـ 400) على الاراضي السورية وفي البحر، لهذا لم نرى أي محاولة روسية لإسقاط الطائرة الإسرائيلية وتركت لإسرائيل الاستمرار بالعمليات الجوية في سوريا.
ويختم الحلو حديثه بالقول: "إسرائيل مستعدة لكسر القرار السوري لان إسرائيل تعتبر ذلك خطراً عليها والصراع بين إيران وإسرائيل محرج لروسيا فالداخل الإسرائيلي يتواجد فيه قرابة مليون إسرائيلي من أصول روسية.
وينتخب /400/ الف منهم في روسيا، ويشاركون في الانتخابات في روسيا، ومعظمهم مؤيد لبوتين، وبالتالي الارتباط بين روسيا واسرائيل اقوى بكثير مما يتوهمه البعض.
كما أن لروسيا وايران أهداف مشتركة في سوريا، أولها بقاء النظام، وثانيها محاربة المتطرفين، وثالثها محاربة المعارضة السورية، فيما هدف ايران المختلف يكمن في استعادة الحكومة السورية السيطرة على كامل الاراضي السورية وهذا يبدو أنه ليس هدفاً روسيا في المرحلة الحالية، بحسب الجنرال المتقاعد والخبير العسكري خليل الحلو.