نازحون من سري كانيه ينتقدون زيارة الائتلاف المعارض لأربيل

حسكة – نورث برس

انتقد نازحون من سري كانيه، الأربعاء، زيارة وفد من “الائتلاف الوطني” السوري المدعوم من تركيا لإقليم كردستان العراق.

وزار وفد من “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” (الذي يتخذ من انقرة مقراً له) برئاسة نصر الحريري، أمس الثلاثاء، أربيل العاصمة، والتقى بمسؤولين في المجلس الوطني الكردي وقيادات في الإقليم.

ولاقت الزيارة ردود فعل غاضبة من رواد التواصل الاجتماعي، معتبرين الائتلاف مسبباً لتهجير سكان سري كانية (رأس العين) وتل أبيض وعفرين من ديارهم.

‘‘هؤلاء أعدائنا’’

وفي مخيم سري كانيه شرق مدينة حسكة، استنكر عبدالهادي محمد /53/عاماً، زيارة الائتلاف لأربيل.

وقال ‘‘الائتلاف عدو لنا، فكيف سنجلس معهم ونبرم اتفاقيات، فحتى الآن هؤلاء لا يعترفون بوجودنا وهم سبب نزوح الآلاف من ديارهم’’.

ونزح “محمد” برفقة أولاده الثمانية من مدينته عقب التوغل التركي برفقة فصائل مسلحة تابعة لها.

وأشار ‘‘محمد’’ إلى أن المقاتلات الجوية التركية دمرت منزل أبنه، بينما سلبت الفصائل المسلحة ممتلكات ومحتويات منزله عقب سيطرتهم على المدينة.

وتحدثت العديد من التقارير الصادرة من منظمات دولية حقوقية عن ارتكاب الفصائل السورية التابعة لتركيا انتهاكات ترتقي إلى “جرائم ضد الإنسانية”.

وطالب النازح الخمسيني، الأطراف السياسية الكردية بالوقوف صفاً واحداً.

وتخضع مدينتي سري كانيه وتل أبيض لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة التابعة لها، منذ أواخر عام 2019، في غزو تسبب بنزوح 300 ألف شخص، وفق تقارير حقوقية.

وضمن خيمته التي حولها إلى بقالية لإعالة أسرته، وسط المخيم، يقول عبدالله سيدو /44/ سنة، بأن “الفصائل المسلحة التي تمثلهم الائتلاف هجرتهم من ديارهم.”

ووصف ‘‘سيدو’’ زيارة الائتلاف لأربيل بـ ‘‘الخطوة التي لا تخدم المصلحة الكردية نهائياً’’، مطالباً الأطراف الكردية بوضع “الخلافات الحزبية جانباً والعمل على خدمة شعبهم وإعادتهم إلى ديارهم.”

ويقطن عشرات الآلاف من سكان مدينة سري كانيه ضمن مخيمين تديرها الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، بريف حسكة.

بدوره يقول دحام محمد /49/ سنة، وهو نازح من قرية مسجد بريف مدينة سري كانيه، بأنه مزارعاً ، لكنه أمسى نازحاً تحت خيمة.

وقال ‘‘سلبوا كل ممتلكاتنا، والآن لا نستطيع العودة كوننا سنعُتقل لأننا كرد وسيطالبون بالفدية مقابل أطلاق سراحنا’’.

وأضاف ‘‘مطلبنا أن يكون الكرد يداً واحدة، فالائتلاف هم أعداء فكيف يستقبلونهم المجلس الوطني، ولم هجرونا من ديارنا”.

ولم يذكر الائتلاف لقاءه بالمجلس الكردي، واكتفى بنشر خبر لقاءه مع المسؤول السياسي للملف السوري في إقليم كردستان.

وأشار ‘‘محمد’’ على أن غاية الائتلاف من الزيارة هي أحداث شرخ جديد بين الكرد وتفرقتهم وهو ما لا نأمله من الاطراف الكردية.

إعداد: دلسوز يوسف – جيندار عبدالقادر – تحرير: هوشنك حسن