زيارة “الحريري” لكردستان تشكّل صدمة لنازحين من عفرين هجّرتهم المعارضة السورية

القامشلي – نورث برس

شكّلت زيارة وفد الائتلاف السوري المعارض لإقليم كردستان العراق، الثلاثاء، “صدمة” لنازحين من عفرين يسكنون مدينة القامشلي بعد أن هجّرتهم المعارضة السورية.

وأمس الثلاثاء، وصل الوفد برئاسة نصر الحريري، رئيس الائتلاف السوري المدعوم من تركيا، إلى أربيل بكردستان العراق في زيارة رسمية تستمر لثلاثة أيام.

ونشر “الحريري”، الأربعاء، على حسابه في موقع “تويتر” صورة له برفقة مسعود بارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس السابق لإقليم كردستان.

وقال محمود جقماقي، وهو كاتب يقيم في القامشلي بعد نزوحه من عفرين، إن “مشاهد وصور الزيارة كانت صادمة ومؤلمة” معتبراً أنها “طعنة” بالنسبة لهم.

وأضيف في مقابلة مع نورث برس: “يأتي ذلك في وقت كنا نتمنى أن نشاهد الحريري وأمراء الحرب من التيار الإخواني في محاكم دولية لما ارتكبوه من جرائم.”

واليوم الأربعاء، وثق مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا اختطاف 77 مدنياً من عفرين على يد فصائل المعارضة خلال شهر شباط/فبراير الماضي.

وأضاف جقماقي: “من المؤسف أن نشاهد البيت الكردي يفتح أبوابه على مصراعيه لاستقبال واحتضان هكذا شخصيات ونماذج مجرمة في وقت تتبرأ حاضنتهم الشعبية في سوريا منهم.”

وفي أيلول/سبتمبر الماضي، خلص تقرير للجنة التحقيق الدولية المستقلة في سوريا إلى ارتكاب فصائل المعارضة السورية جرائم حرب، ونهب للمواقع التراثية في منطقة عفرين شمالي سوريا.

وتساءل: “ما هي القيمة المضافة لهذه الزيارة لأجندة الحوار الكردي-الكردي؟ هل خدمت مشروع الحوار أم أنها محاولة لإعادة الحوار إلى نقطة الصفر؟”

وقبل أيام، ظهر “الحريري” في صورٍ من عفرين برفقة قادة فصائل معارضة متهمين بجرائم حرب، قبل التوجه إلى أربيل.

وقال النازح  “كلما نتفاءل بخطوات الحوار الكردي نتفاجأ وننصدم بمشاهد وصور وتصريحات من طرفي الحوار تحاول نسف جميع الخطوات المتخذة على أرض الواقع.”

وأضاف: “من المؤسف أن تتحول عفرين وسري كانيه وكري سبي المحتلة من قضية إلى ورقة للمساومة والبازار السياسي بين الأطراف الكردية.”

وخضعت هذه المناطق في عامي 2018 و2019 لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة إثر اجتياحها بعمليتين عسكريتين منفصلتين.

وقال محمد محمد، وهو نازح من عفرين يعمل في مجال تبديل قطع السيارات في القامشلي إنه لم يكن يتوقع أبداً أن “تتواجد شخصية كنصر الحريري على تراب كردستان يوماً.”

وأضاف متحدثاً لنورث برس: “كان ذلك صدمة لنا لأن الحريري كان متواجداً قبل فترة مع قادة الفصائل التي احتلت عفرين والذين تاجروا بدماء أهل عفرين.”

واعتبر ذلك “موجعاً” بالنسبة لهم حينما يجدون “مجرم يديه ملطخة بدماء سكان عفرين ويتواجد مع جهات كردية.”

وأدى الاجتياح التركي لمنطقة عفرين في آذار/مارس 2018 إلى تهجير ما لا يقل عن 300 ألف شخص من سكان عفرين الأصليين من ديارهم.

وحثّ “محمد” قيادة إقليم كردستان العراق بأن “تراجع التاريخ لترى ماذا حلّ بعفرين وسري كانيه وتل أبيض وما جرى فيها من قتل وسرقات وخطف.”

ويرى أنه كان من الأجدر بهم (قيادة الإقليم) بأن يطالبوا “الحريري” بمحاسبة الفصائل المحسوبة عليه جراء تصرفاتها ومن ثم استقباله في أرضهم.

إعداد: هوكر العبدو – تحرير: هوشنك حسن