خاص – المنطقة الآمنة.. ابتعاد وحدات حماية الشعب عن الحدود والمجالس العسكرية تحل محلها (القسم الثاني)

شيروان يوسف – NPA
تعهَّدت قوات سوريا الديمقراطية ببذل كل الجهود لإنجاح مساعي واشنطن بشأن تطبيق "الآلية الأمنية" للحفاظ على الاستقرار الموجود في شمال وشرقي سوريا على طول الحدود مع تركيا.
طرف إيجابي
قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، السبت، في كلمة خلال المؤتمر السنوي لقواته في مدينة الحسكة  "نعلن إننا سنبذل كل جهودنا من أجل نجاح الجهود المبذولة لتحقيق التفاهم أو التوافق مع الدولة التركية والجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية" من أجل إنشاء المنطقة الآمنة.
وأضاف: "اليوم هناك نوع من التفاهم واتفاق مبدئي حول ترسيخ الأمن والاستقرار على حدودنا. ومن جهتنا كقوات سوريا الديمقراطية سنكون طرفاً إيجابياً لنجاح هذه العملية".
وتوصلت الولايات المتحدة وتركيا وقوات سوريا الديمقراطية هذا الشهر بعد جولات من المحادثات الثنائية إلى اتفاق على إنشاء "آلية أمنية" يتم تنفيذها على مراحل عدة وبشكل تدريجي و"حذر".

ابتعاد وحدات حماية الشعب من الحدود
ومن البنود التي تم الاتفاق عليها بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمريكية المشرفة على تطبيق "الآلية الأمنية" في مناطق شمال وشرقي سوريا المحاذية للحدود التركية الجنوبية هو  "إبعاد عناصر وحدات حماية الشعب عن المناطق الموجودة في سري كانية وتل أبيض".
وبحسب ما اطلعت "نورث برس" على المنطقة المحددة لتطبيق "الآلية الأمنية"، فإنها تمتد بين مدينتي سري كانية (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) بطول 70 – 80 كم وبعمق بين /5/ و/14/ كم، على أن تشمل المناطق غير المأهولة بالسكان، بعد تقسيمها إلى ستة قطاعات.
وقد انسحبت أولى وحدات "حماية الشعب" في الثاني والعشرين آب/أغسطس الجاري من مدينة سري كانية مع أسلحتها الثقيلة، كما انسحبت المجموعة الثانية في الرابع والعشرين من قرية العدوانية الحدودية /35/كم غربي مدينة سر ي كانية.
اجتماع واتفاق
وكان قد أجرى وفد من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأيام الماضية سلسلة اجتماعات مع المجالس العسكرية والمدنية وقوى الأمن الداخلي في سري كانية (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض).
وتألف الوفد من قائد القوات الخاصة الامريكية في سوريا، وممثل وزارة الخارجية الامريكية، جورج، الضابط المسؤول على تنفيذ "الآلية الأمنية"، إسكندر ديب، و ممثل قوات سوريا الديمقراطية لدى التحالف الدولي، هيمن تمي.
وقال قائد قوات الخاصة الامريكية في سوريا، الكولونيل الامريكي في الاجتماع المنعقد مع المجلس العسكري لسري كانية في الثاني والعشرين في آب/أغسطس الجاري إنهم عملوا مع قوات سوريا الديمقراطية على تقسيم المنطقة المحددة بين مدينتي سري كانية (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) لتسيير الدوريات العسكرية المشتركة بين القوات الأمريكية والتركية إلى ستة قطاعات في طول /88/كم وعرض ما بين /5/ إلى /14/ في المناطق غير المأهولة بالسكان.
و القطاعات الثلاثة الأولى ستكون في مناطق كري سبي (تل أبيض) و سيتم إدارتها من قبل المجلس العسكري لتل أبيض، أما المناطق الثلاث الأخرى ستكون في سري كانية وتحت إدارة مجلس سري كانية العسكري بحسب  الكولونيل.
وأضاف: "سنعمل على تقسيم القطاعات في تلك المناطق مع المجالس العسكرية وقوات الأمن الداخلي".
وقال الكولونيل: "اتفقنا مع قيادة قوات سوريا الديمقراطية لتدريب وزيادة قوات المجالس العسكرية في سري كانية وتل أبيض على مراحل، و سيتم تجهيز و تسليح هذه القوات".
وأكد "إننا سنعمل مع قوات سوريا الديمقراطية لتنفيذ هذه الآلية لنبين للطرف التركي أن قوات سوريا الديمقراطية تنفذ ما وعدت به".
ملء الفراغ
انسحاب وحدات حماية الشعب (YPG) أو عناصر من قوات سوريا الديمقراطية "سيتم بالتنسيق مع قيادة "قسد" وسيكون على مراحل، ولن يكون هناك فراغ في المنطقة، ولن يحصل أي خطر" بحسب الكولونيل الأمريكي.
وعندما يتم سحب وحدات من "YPG" من المنطقة المحددة، سيتم ملء ذلك الفراغ فورا من قبل المجالس العسكرية في تلك المناطق. أي سيتم استبدال مجموعات من وحدات حماية الشعب (YPG) مع مجموعات أخرى تابعة للمجالس العسكرية فوراً، بحسب ما تم الكشف عنه لمراحل تنفيذ "الآلية الأمنية" من قبل الطرف الأمريكي للمجلس العسكري في سري كانية خلال اجتماع الثاني والعشرين من آب/أغسطس الحالي.
وقال قائد القوات الخاصة الأمريكية في المنطقة إنه "سيتم ملء المنطقة وانسحاب وحدات حماية الشعب على مراحل وسنقوم بجلب قوات أمريكية إضافية للمساعدة في تسيير الدوريات وملء الفراغ".

خطر  تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)
من جهته، أكد ممثل قوات سوريا الديمقراطية في التحالف الدولي، هيمن تمي، خلال الاجتماع، أن انسحاب وحدات حماية الشعب من الحدود سيكون "على مراحل بطيئة وبالتدريج وبحذر كبير، تحسّبا لأي خطر قد يفسح المجال لعودة تنظيم داعش إلى المنطقة".
وأكد هيمن تمي أن "قوات سوريا الديمقراطية نفذت في الأشهر  الستة الأخيرة العديد من العمليات العسكرية ضد خلايا داعش وتم القبض على أكثر من /33/ إرهابي في المنطقة الممتدة بين سري كانية و تل أبيض".
وأشار إلى أن "الموضوع الأمني في المنطقة نقطة حساسة جدا بالنسبة لنا، ونحن كقوات سوريا الديمقراطية حذرون جدا في تنفيذ ابتعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب من الحدود، ولن ندع المجال لحدوث أي فراغ أمني".
ومن جهته قال المتحدث باسم مجلس سري كانية العسكري، عماد منو، أنهم سيعملون بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية على زيادة عدد قواتهم لمنع حدوث أي فراغ أمني".وأضاف: "نحن قادرون على حماية منطقتنا ولنا تجربة كبيرة في الحرب على الإرهاب وخاصة أثناء مواجهتنا للقاعدة وجبهة النصرة في 2013".
وأكد "أننا اكتسبنا خبرة كبيرة في قتالنا تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية في السنوات الأخيرة في الحرب ضد تنظيم داعش بالرقة ودير الزور".
وقال هيمن تمي إن "وحدات حماية الشعب لن تقبل أبدا بعودة داعش أو وجود قوة أجنبية أخرى في المنطقة".
الأمن الداخلي
واجتمع الوفد الأمريكي في الثاني والعشرين من آب/أغسطس الجاري مع قوى الأمن الداخلي في سري كانية (رأس العين) وقبلها بيومين في كري سبي (تل أبيض) لاطلاعهم على آخر التطورات حول تنفيذ "الآلية الأمنية" في مناطقهم وما تم الاتفاق عليه مع الجانب التركي.
وبحسب الضابط المسؤول عن تنفيذ "الآلية الأمنية"، إسكندر ديب، ستستمر قوى الأمن الداخلي في كل من سري كانية وكري سبي في مهامها للحفاظ على الاستقرار والأمن الداخليين كما أنها ستكون على اطلاع على كافة التغييرات والتطورات التي ستحصل في المستقبل حول تنفيذ "الآلية الأمنية".
ثقة متبادلة
وأكد المسؤولون الأمريكيون في لقاءاتهم بالمجالس العسكرية والمدنية لسري كانية وتل أبيض "أننا سنمثل مصالحكم في المفاوضات مع تركيا للحفاظ على الاستقرار في المنطقة".
وقال قائد القوات الخاصة الأمريكية، خلال اجتماع سري كانية: "لطالما نحن موجودون هنا، أنتم شركاؤنا الأساسيون ".
وأضاف: "علاقتنا مع قوات سوريا الديمقراطية ستكون علاقة مبنية على الثقة والشفافية، وحتى في جميع الظروف سوف أقول لكم الحقيقة وإن كنت غير مرتاح فيها أيضا. قوات سوريا الديمقراطية أيضا صريحة معنا وهذا يبني علاقة قوية".
وبحسب الكولونيل الأمريكي، فإن "الإدارة الأمريكية بيَّنت لنا خطة طويلة الأمد لمحاربة تنظيم داعش، لذلك لا أتوقع انسحابنا في وقت قريب".