كوباني – نورث برس
يقول مزارعون في ريف كوباني الغربي، شمالي سوريا، إن انخفاض مستوى نهر الفرات بسبب تخفيض تركيا للكميات الواصلة للأراضي السورية منذ نحو شهر سيتسبب بتكاليف إضافية مع مخاطر تلف المحاصيل وتضرر الأشجار في المنطقة.
وتعتمد الأراضي الزراعية في الريف الغربي لكوباني، إلى جانب مساحات أخرى في أرياف الرقة والطبقة ودير الزور، على استجرار المياه من نهر الفرات مباشرة أو من آبار تتأثر بمنسوب مياه النهر.
واضطر مزارعون في قرى الريف الغربي لكوباني إلى تحمل تكاليف مادية إضافية لزيادة طول أنابيب الاستجرار من النهر، أو زيادة أنابيب استخراج المياه من الآبار، وذلك بعد انحسار مياه الفرات وانخفاض منسوبها.
“أضرار وتكاليف”
وقال إبراهيم الحمادي (45 عاماً)، وهو مزارع من سكان قرية تل أحمر، 40 كم جنوب غرب كوباني، إن استمرار انخفاض منسوب مياه نهر الفرات سيؤدي إلى أضرار كبيرة في مزروعاتهم في حال لم تهطل الأمطار.
وأضاف أن المزارعين كانوا يضطرون لوضع أنابيب ري إضافية بطول يتراوح بين 20 و30 متراً في هذا الوقت من أعوام سابقة، “لكنهم سيضطرون هذا العام لإضافة ما يقارب 150 متراً للوصول إلى مياه نهر الفرات.
وأشار “الحمادي” إلى أن المنازل التي غمرتها مياه الفرات قبل أكثر من 20 عاماً بدأت تظهر في النهر بسبب الانخفاض الشديد لمنسوب المياه.
وتعتبر قرى زركوتك وتل عبر وتل أحمر وبوراز والشيوخ الأكثر تضرراً من انخفاض مستوى مياه نهر الفرات، بحسب مزارعين في المنطقة.
ويعتمد “الحمادي”، الذي يعيل عائلته المكونة من عشرة أفراد، ومزارعون آخرون في ريف كوباني الجنوبي الغربي في معيشتهم على أراضيهم الزراعية التي يروونها بمياه الفرات عبر مضخات تعمل على وقود الديزل (المازوت).
مخاطر ومشكلات
وقدّر محمد الشيخ عبد (24 عاماً)، وهو مزارع من سكان قرية تل أحمر، 40 كم جنوب غرب كوباني، انحسار مياه الفرات منذ نحو شهر بـ20 متراً وانخفاض مستوى ارتفاع سطح المياه بحوالي ثلاثة أمتار.
وأضاف أن قلة كميات هطول الأمطار خلال الموسم الحالي فاقمت احتمال تلف المزروعات من محاصيل وأشجار في المنطقة.
وأشار “الشيخ عبد” إلى أن انخفاض مستوى مياه النهر أدى لظهور مشكلات في تأمين مياه شرب نظيفة لسكان القرى المجاورة للنهر.
وتحبس تركيا المياه في ست سدود، أكبرها سد “اتاتورك” ثاني أكبر سد في الشرق الأوسط، بطاقة تخزين تصل إلى 48 مليار متر مكعب من المياه، مخالفة بذلك الاتفاقية الدولية.
وبحسب اتفاقية عام 1987 الموقعة بين دمشق وأنقرة، والمتعلقة بنهر الفرات، تبلغ حصة سوريا من المياه القادمة من تركيا 500 متر مكعب من المياه في الثانية أي ما يعادل 2500 برميل.
بينما يقتصر الوارد المائي في نهر الفرات، الآن، على 200 متر مكعب، بحسب الإدارة العامة لسدود شمال شرقي سوريا.
مشكلة في الآبار
وإلى جانب انخفاض مخزون بحيرتي سد تشرين والفرات، أثر انخفاض منسوب مياه النهر على الآبار الجوفية في القرى والمساحات الزراعية في محيط النهر.
وقال شيخ أحمد زروق (48 عاماً)، وهو من مزارعي قرية زركوتك، 37 كم جنوب غربي كوباني، إن انخفاض منسوب المياه في الفرات، أثر على انخفاض مستوى المياه في الآبار الجوفية في القرى الواقعة في محيط النهر.
وتضم قرية زركوتك نحو 60 بئراً للمياه الجوفية، تأثرت غالبيتها بانخفاض مستوى المياه في نهر الفرات، بحسب مزارعي القرية.
وأضاف أن مستوى مياه الآبار هبط بنحو ثمانية أمتار، ما سيجبر أصحابها لإضافة ثلاثة أنابيب أخرى للوصول إلى المياه والتمكن من ري مزروعاتهم.
وتبلغ تكلفة كل أنبوب “بوري” من النوع المستعمل نحو 40 دولاراً أميركياً، بينما تصل التكلفة الإجمالية لتركيب كل “بوري” لنحو 75 دولاراً، بحسب “زروق”.